بغداد- العراق اليوم:
تبحث قوى وشخصيات سنّية مع رئاسة إقليم كردستان سيناريوهات عديدة لنزع فتيل الازمة بين بغداد وأربيل تتمحور حول تجميد استفتاء كردستان والشروع في مفاوضات بين الطرفين، لكن الجانب الكردي، كما تفيد مصادر، يشترط حصوله على ضمانات باعتراف بغداد بالدولة الكردية قبل البدء بأية حوارات.
ويتحدث النائب عن كتلة الجماعة الإسلامية الكردستانية زانا سعيد لـ(المدى)، عن “وجود بوادر إيجابية تتبناها قوى وشخصيات سياسية سنية لنزع فتيل أزمة استفتاء إقليم كردستان”، مبيناً أن “المبادرات التي طرحها كل من رئيس مجلس النواب ونائبي رئيس الجمهورية على القيادة الكردية تهدف إلى البدء بمفاوضات مباشرة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان”.
والتقى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ، مساء أول من أمس السبت، بنائبي رئيس الجمهورية إياد علاوي وأسامة النجيفي في مدينة السليمانية واتفقوا على البدء بالحوار والاجتماع بين الأطراف المختلفة لتهدئة الأوضاع ورفع العقوبات فوراً عن إقليم كردستان.
كما وصل رئيس مجلس النواب سليم الجبوري إلى أربيل مساء أمس الأحد واجتمع مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في مصيف صلاح الدين وبحثا مسألة الاستفتاء ونتائجه وضرورة تهدئة الأوضاع السياسية والاحتكام إلى لغة الحوار.
ويشير النائب سعيد الى ان عدة سيناريوهات طرحت في اللقاءات التي جمعت رئيس إقليم كردستان مع الشخصيات السنية تدور في مجملها حول منح إقليم كردستان الكونفدرالية”، مؤكداً أن “مطالب الكرد تبدأ باعتراف بغداد بقيام الدولة الكردية قبل الدخول في مفاوضات الكونفدررالية”.
وكشفت (المدى) في بداية الشهر الحالي عن وجود لقاءات يُجريها مسؤولون من الحكومة الاتحادية مع المسؤولين في إقليم كردستان يقودها بعض الوسطاء المحليين والدوليين ساهمت في تخفيف حدة التوتر وتقريب وجهات النظر بين بغداد وأربيل، وهو ما أفضى إلى اتفاق يقضي إلى السعي لحل كلّ المشاكل والخلافات عبر الحوار.
ويشدد النائب الكردي على أن “المسألة معقدة وتحتاج إلى إجراء تعديلات دستورية يقوم بها المكوّن العربي مع الأقليات الاخرى ماعدا إقليم كردستان الذي سيكون وضعه في الدولة العراقية وفق النظام الكونفدرالي الذي يعني اتحاد دولتين معاً تجمعهم عملة واحدة ودفاع مشترك واحد”.
ويشير سعيد إلى أن “المبادرة الفرنسية تقترح إنشاء نظام كونفدرالي في العراق يجمع العرب والكرد في دولة واحدة”.
ويرجح النائب الكردي ان يؤدي “فشل هذه المحادثات إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في نيسان المقبل”.
وترفض بغداد الاعتراف بنتائج الاستفتاء، كما ترفض تجميد نتائجه، لأن القبول بالتجميد يعني بالضرورة الاعتراف بالاستفتاء.
وكان رئيس الكتلة النيابية لائتلاف الوطنية النائب كاظم الشمري قد قال في تصريح لـ(المدى)، مؤخراً، إن كتلته “ستطلق حوارات مع الحكومة الاتحادية والقوى السياسية في بغداد قبل أن تنتقل إلى القوى السياسية في إقليم كردستان”، موضحاً أنه “ستشترك النقابات والكفاءات والنخب الإعلامية في كل الحوارات والمفاوضات”.
وأوضح رئيس ائتلاف الوطنية أن “المبادرة صممت على مرحلتين؛ الأولى فتح الحوارات، والثانية تنفيذ ما تم التفاوض عليه”.
بدوره يوضح النائب عن ائتلاف الوطنية حسن الشويرد أن “مبادرة نائب رئيس الجمهورية (علاوي) تهدف إلى تجميد نتائج الاستفتاء وعدم التدخل في الشأن العراقي مع إيقاف لغة التصعيد بين كل الأطراف ،على ان تحل كل المشاكل على وفق بنود وفقرات الدستور”.
ويبين شويرد في تصريح لـ(المدى) أن “القيادة الكردستانية مستعدة للبدء بحوارات مباشرة مع بغداد للخروج من أزمة الاستفتاء”، مؤكداً أن “الكتل السياسية والحكومة لم ترد حتى هذه اللحظة على مبادرة كتلة ائتلاف الوطنية”.
وفي هذه الأثناء تكشف مصادر برلمانية مطلعة عن وجود مفاوضات غير معلنة بين كل من إيران وتركيا من جهة وإقليم كردستان من جهة أخرى للخروج من الأزمة، مبينة أن “تداعيات الاستفتاء في طريقها إلى الحل مع بغداد وكل دول الجوار”.
وتضيف المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها لـ(المدى) أن “كتلة اتحاد القوى العراقية تتفاوض مع الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان وتحاول الحصول على بعض المكاسب من الطرفين مقابل تأييدها لهذا الطرف أو ذاك”.
وتوضح المصادر أن “القوى السنية تتفاوض مع بغداد على إعادة النازحين وإعمار المدن مقابل وقوفها إلى جانب الحكومة ضد الكرد، في حين هناك شخصيات سنية تتفاوض مع إقليم كردستان على حل مشكلة كركوك والمناطق المتنازع عليها مقابل تأييدها لأربيل”.
وتلفت إلى أن “أغلب كتل اتحاد القوى العراقية متفقة على مطالبة بغداد بتشكيل الإقليم السني خلال الفترات المقبلة أسوة بإقليم
*
اضافة التعليق