بغداد- العراق اليوم:
بعد ساعات فقط من اعلان وفاة السيد جلال طالباني في احد مشافي المانيا. تفجرت الى العلن قضية مآل الاتحاد الوطني الكردستاني الذي اسسه الرئيس الراحل في العام 1975 في العاصمة السرية دمشق، كحزب اشتراكي كردي، ليكون الحزب واحدًا من أهم التجارب السياسية في شمال العراق، حيث أنتزع مام جلال بتشكيله السياسي جزءًا كبيرًا من شرعية الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه وراثيًا آل البرزاني .
مام جلال الذي عرف عنه قوة الحراك السياسي، والكاريزما المتميزة، والقدرة الهائلة على الحوار والتواصل مع الفرقاء. بل وجمع الخصومات كلها في بوتقة المصالح القومية، وحتى الوطنية منها.
لكن هذا التغييب القسري للرئيس جلال طالباني، يفتح الباب واسعًا امام تساؤل جوهري وعميق حول مستقبل الاتحاد الذي تعرض لهزات متتالية على حياة الرئيس ذاته، فكيف سيكون وضع الاتحاد بعد موته ؟.
فالاتحاد تعرض لنكسة واضحة وكبيرة منذ اعلان نوشروان مصطفى انشقاقه عنه، مع عدد كبير من الكوادر السياسية النشطة في الاتحاد وتأسيسه لحركة التغيير ( كوران) في السليمانية، والتي اكلت الكثير من جرف الاتحاد بشكل واضح.
وكانت ضربة انشقاق مصطفى واحدة من علامات التفكك والانهيار في بنية الاتحاد، لولا وجود كاريزما الطالباني التي منعت هذا التداعي. ولكن ومع استمرار غياب الرجل عن اداء مهامه، ظهرت الى العلن انشقاقات داخلية أخرى، وبقي بعضها تحت الجلد، لاسيما بعد تشدد كوسرت رسول وجناح الصقور وتأسيسهم ما سمي بمركز القرار داخل الاتحاد قبل أشهر فقط من رحيل الرئيس.
ومن ثم قيام القيادي الليبرالي برهم صالح بالانشقاق هو الأخر عن الاتحاد قبل أيام قليلة من اعلان وفاة الرئيس، واعلانه لما سمي بالتجمع من أجل الديمقراطية والعدالة، والذي من المؤمل أن يخوض الانتخابات القادمة في الاقليم ان اجريت في الشهر القادم.
وبحسب معلومات مؤكدة حصل عليها ( العراق اليوم)، فأن " تحركات جدية في داخل الاتحاد لعزل الجناح الذي تقوده السيدة هيرو ابراهيم أحمد وعدد من القيادات الاتحادية عن مركز القرار، وتسمية كوسرت رسول كرئيس للاتحاد بعد أيام قليلة".
المصادر اشارت الى ان " البرزاني يدعم كوسرت رسول لنيل هذا المنصب، بعد ان كسبه لصالحه في خطوة للسيطرة على الاتحاد الوطني، واخضاعه لسطوته وانهاء الخلافات السياسية التي تعكر صفو البرزاني ".
المصادر اشارت ايضًا الى ان " جناح السيدة هيرو عقيلة الرئيس طالباني لن يصمت أزاء هذا التحدي الوجودي للاتحاد، وسيتخذ جملة من القرارات التي قد تكلف الاتحاد انشقاقًا أخر في صفوفه ".
وقد بدات السيدة هيرو دلك، حينما راحت تعلن انتقادها بقوة للمجلس القيادي السياسي الذي شكله مسعود برئاسته وعضوية كوسرت مع عدد من القيادين المؤيدين لنهج البرزاني.
وهذا النقد الشديد لمسعود هو اشارة واضحة للقطيعة مع مناصريه في قيادة الإتحاد الوطني الكردستاني، وأولهم كوسرت !
ولفتت المصادر الى ان " الاتحاد الوطني سيتخذ جملة من القرارات المصيرية خلال الفترة المقبلة، فيما يتعلق بالعلاقة مع اربيل وبغداد"، مبينةً أن " السليمانية قد تعيد النظر بملف الاستفتاء برمته، وقد تتراجع عنه اذا ما حصلت على ضمانات كافية فيما يتعلق بالأوضاع في كركوك، وتمويل مالي من بغداد لها، وقد تختار الانفصال في الادارة عن اربيل اذا اصرت الاخيرة على موقفها من الاستفتاء او حاولت الدفع بالأقليم نحو الحرب مع المركز او دول الجوار ".
لكن الشيء الذي يؤكده (العراق اليوم ) ان قرار عزل كوسرت وتيار مسعود في الإتحاد الوطني قد اتخذ قبل اكثر من شهر، وقد تأجل تنفيذه الى ما بعد رحيل جلال طالباني، وها هو مام جلال يرحل !
*
اضافة التعليق