بغداد- العراق اليوم:
في سابقة غريبة وظريفة ، نشرت وزارة الثقافة العراقية وعبر موقعها الرسمي خبرا عن استرجاع لوحة مسروقة تعود للفنان التشكيلي العراقي فائق حسن تحمل اسم( العارية) .. لكن الصورة التي صاحبت الخبر جرى اقتطاعها (بتعمد) لتبدو اللوحة المسترجعة (نصفية)، كأن الوزراة تخجل من ان تعرض اللوحة كاملة !!.
ابتهجت وزارة الثقافة باسترجاع لوحة مسروقة للفنان الكبير الراحل فائق حسن (1914 - 1992) تحمل عنوان (العارية) وتم الاعلان عنها من خلال صورة التقطها السيد الوزير فرياد راوندزي والوكيل الأقدم السيد جابر الجابري والمدير العام لدائرة الفنون التشكيلية شفيق المهدي لحظة تسلم هذه اللوحة المفقودة التي يعود تاريخ رسمها الى عام 1938، لكن اللوحة لم تظهر كاملة واكتفت الوزارة باظهار الجزء العلوي منها فقط (الرأس وجزء بسيط من الجسد) .
هذا الامر اثار عاصفة من الاستغراب في مواقع التواصل الاجتماعي ،حيث وصف البعض الوزارة بـ(المحتشمة) ،وتساءل البعض عن كيف سيتم عرض اللوحة امام الجمهور؟ وهل سيتم اضافة ملابس عليها ام يلبسونها الحجاب مثلا؟؟، فيما اشار البعض ان اللوحة سوف لن ترى النور وستبقى في المخازن ويحكمون عليها الاقفال .
ذهنية متخلفة
وقد استأنسنا برأي الفنان والاكاديمي محمود موسى حول مسألة عدم عرض اللوحة كاملة فقال :وزارة الثقافة الذي تحجب نصف لوحة لفائق حسن لأنها عارية ، كيف يمكن لها أن يكون وزارةً تنويريةً وبماذا تختلف هذه العقلية وهذا السلوك عن عقلية وسلوكيات داعش !!.
واضاف: هل يعقل ان ضربات فرشاة فائق حسن في لوحة لموديل عاري تكون خادشة للحياء أو الذوق العام ؟ انها ذهنية سلفية متخلفة لا يمكن لها ان تمثل الثقافة والمثقفين وهذه ليست المرة الاولى التي تتصرف وزارة الثقافة بهذه الطريقة الظلامية المعيبة ففي مهرجان بغداد عاصمة للثقافة العربية قامت وزارة الثقافة بطلاء ملصقات تحمل صورة تمثال ( اينانا ) باللون الاسود في بعض مناطق جسد التمثال ما أثار استغراب وسخرية كل من رآه !! .
وختم بالقول : ماذا أبقيتم إذن لطالبان ولداعش يا من تدعون الثقافة والمدنية ؟
ليست الاولى
يذكر ان وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي، تسلم يوم الخميس، إحدى اللوحات المسروقة للفنان فائق حسن أبان الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003 والموسومة بـ (العارية) وهي احدى اللوحات التي رسمها الفنان الكبير فائق حسن في فرنسا عام 1938.
وقال وزير الثقافة أثناء استلام اللوحة: "إن اللوحة التي تم العثور عليها من قبل المواطن محمد صاحب الموظف في دائرة السينما والمسرح والتي جرى تسلمها ، سيتم استرجاعها إلى المتحف الوطني للفن الحديث وهي من اللوحات النادرة".
وأضاف رواندزي: "إن اللوحة ليست الأولى التي تم استرجاعها من مجموع اللوحات التي سرقت عام 2003، فهناك عدد من اللوحات تم إعادتها ووثقت عملية استلامها بشكل قانوني ورسمي وفق الضوابط حيث تم وضع رقم خاص بها".
50 الف دولار
وذكر الناقد طه رشيد ان سعر اللوحة يقدر بأكثر من خمسين ألف دولار وقد وصلت اللوحة للزميل محمد صاحب عن طريق أحد معارفه الذي أوصى بايصالها للدكتور حامد الراوي المستشار الثقافي في الوزارة، وهو الذي قام بترتيب برنامج تسليم اللوحة للوزارة.