بغداد- العراق اليوم:
دائمًا يقولون "يجب فصل كرة القدم عن السياسة" ولكن في برشلونة الوضع مختلف تمامًا.
فهذا الأمر مستحيلًا تمامًا وهذا ما ظهر في مباراة الأحد الماضي بين برشلونة ولاس بالماس والتي تزامنت مع استفتاء إقليم كتالونيا عن المملكة الإسبانية.
ورغم احتفاء شعب كتالونيا بالاستفتاء الذي انتظروه منذ أعوام، أفسدت الأحداث الدامية بين المصوتين ورجال الشرطة والذي تسبب في إصابة أكثر من 800 شخص بعد استخدام قوات الأمن العنف في منع عدد من المصوتين من الإداء برأيهم.
وكرة القدم كانت في قلب هذه الأحداث، حتى أنّ برشلونة حاول تأجيل المباراة وطلب من الاتحادالإسباني النظر في الأمر ولكنّه رفض ليضطر النادي لإقامة المباراة دون جمهور.
وكانت التقارير الصحفية أشارت إلى رفض 10% من اللاعبين خوض المبارة دون جمهور وموافقة الباقية خوفًا من خسارة 6 نقاط هامة تفسد البداية الجيدة، فاضطر الجمهور لافتراش الأرصفة أمام الملعب.
وشوهد ملعب "كامب نو" لأول مرة منذ نشأته في 1957 بمجردات خاوية واضطر الفريق للعب "وراء أبواب مغلقة" بحسب وصف اللاعبين أنفسهم للأمر.
وكان نادي برشلونة واضح في الأمر وأيد الشعب الكتالوني في حق تقرير المصير، وهذا الأمر علّق عليه الفرنسي أرسين فينجر، مدرب أرسنال بقوله: "برشلونة نادي سياسي، هذا أمر ليس بجديد، حتى أنّ شعارهم هو "أكثر من مجرد نادي".
الأزمة بين كتالونيا وإسبانيا لها جذور تاريخية بدأت منذ قرون وتحديدًا في 1714 حينما حاصرت قوات إسبانيا مدينة برشلونة وضمتها للمملكة.
وتجددت الأزمة تحت قيادة فرانشيسكو فرانكو حينما ألغى اللغة والعلم الكتالوني، ولم يجد الشعب سوى مباريات برشلونة في "كامب نو" ليعبروا عن غضبهم من الحكومة ومطلبهم بالاستقلال.
وجاءت وفاة فرانكو في 1975 المتنفس الوحيد للشعب الكتالوني ليبدأو مطالبهم المستميتة بالاستقلال وحق تقرير المصير.
وكان جيرارد بيكيه، مدافع الفريق علّق على الاستفتاء بعيون دامعة بقوله: "أنا كتالوني وفخور بشعبي وسلوكه، فلم نستخدم العنف رغم ما قامت به قوات الأمن، ونجحنا في الأخير في التصويت".
وتابع: "هدفنا هو أن يكون لنا الحق في تقرير مصيرنا والتأكيد على أحقيتنا في التعبير عن الرأي، فهذه أبسط مباديء الديمقراطية".
وأظهرت نتيجة الاستفتاء مساء أمس، الأحد، رغبة 90% من الشعب الكتالوني في الاستقلال.
وكان لمباريات برشلونة دورًا كبيرًا في التعبير عن هذا الأمر، إذ كان الجمهور يهتف بكلمة "استقلال" في كل مباراة بالدقيقة 17 احياءً لحرب 1714 والتي حوصرت فيها المدينة.
*
اضافة التعليق