بغداد- العراق اليوم:
تشعر بالألم في المسالك البولية (أو في يمين الجزء العلوي من البطن أو أعلى المعدة في حال حصوات المرارة)، ربما يكون ألماً حاداً ومفاجئاً أو متواصلاً يشتد ويخف وقد يزيد عند التبول.
أو يظهر للبول رائحة أو لون متعكر وقد يختلط بدم فيصبح لونه بنياً أو أحمر، وتشعر أنك لا تستطيع الجلوس أو الوقوف على وضع بعينه لفترة مصحوباً برغبة في القيء والغثيان.. ربما تكون هذه بعض أعراض حصى الكلى أو حصوات المرارة.
ما هي حصوات الكلى؟
سجلت أكبر حصوة في الكلى بأكثر من 1 كيلوغرام بقطر 17 سنتيمتر، وبالتأكيد لم يبتلع المريض حصوة بحجم جوز الهند ولكن الحصوات تتكون داخل الجسم وتكون مؤلمة جداً للخروج، إذ إنها عبارة عن بللورات كريستالية تتكون في مجرى البول في الكلى نفسها أو الحالب أو المثانة وتأخذ اسمها حسب موقعها أو باسم المادة المكونة منها كالكالسيوم وحمض اليوريك أو السيستين التي توجد في البول عادة.
تكبر الكريستالات مع مرور الأسابيع والشهور وحتى السنوات لتكون حصوة تكبر مع الوقت أيضاً، وتسبب ألماً شديداً أسفل الظهر أو البطن وهو المسمى بالمغص الكلوي، وقد تؤدي لبول دموي مؤلم ومتكرر أو قيء وغثيان أو حتى انسداد الحالب إذا كان حجمها أكبر من 0.5 ملليمتر.
وقد تتسبب العوامل الوراثية والبيئية بحدوث حصوات الكلى، وكذلك عدم شرب المياه والسوائل الكافية، عندما تتركز المعادن في البول.
لذا، ينصح الأطباء بشرب كميات كافية من المياه والسوائل لتساعد على التبول الصحي الذي يقلل من احتمالية تكون حصوات الكلى وزيادة حامض الستريك (الليمون)، وتناول المسكنات بإشراف الطبيب لتخفيف الألم للمصابين بالحصوة.
وبالطبع زيارة الطبيب والحصول على مشورة يعد أمراً مهماً، فربما كنت تحتاج تدخلاً جراحياً أو طبياً، ويفضل التقليل من الأطعمة المحتوية على الكالسيوم والصوديوم لمرضى الحصوات والتقليل من البروتين والأملاح والمشروبات الغازية.
كيف يتم علاج حصوات الكلى؟
يعتمد العلاج على حجم الحصوة فأغلب الحصوات الصغيرة أقل من 0.55 ملليمتر تمر تلقائياً خلال البول مع زيادة استهلاك السوائل، لكن الحصوات الكبيرة من 5-10ملليمتر يصعب مرورها تلقائياً وتحتاج لتفتيتها بالموجات فوق الصوتية عالية الكثافة والتركيز، التي تعمل على تفتيت الحصوات وخروجها.
وقد تحتاج تدخلاً جراحياً في حال الألم غير المحتمل أو الظروف الاستثنائية وباستخدام المنظار يتم استخراج الحصوات من الحالب.
ما هي حصوات المرارة؟
تكون أغلب الحصوات المرارية الصفراوية غير ضارة ولا يشعر بها المصابون بها، لكن التدخل الجراحي يصبح واجباً حينما تسبب آلاماً شديدة في المرارة (والمرارة هي حُويصلة تقع في الجانب الأيمن أسفل الكبد وتقوم بتخزين العصارة الصفراوية التي يفرزها الكبد وتساعد على هضم المواد الدهنية).
وتكون آلام الأحشاء مصحوبة أحياناً بقيء وغثيان، وتتطور الحصوات المرارية أحياناً إلى المغص الصفراوي عندما تنزل الحصوات الصفراوية من المرارة إلى القناة الصفراوية في الكبد فتسبب ضغطاً على القناة الصفراوية أو التهاباً نتيجة عدم تصريف العصارة الصفراوية، وقد تحدث مضاعفات تؤدي لحمى واصفرار الجلد وبول بلون الشاي.
وتعتبر الحصوات الكبيرة الصفراء التي تتكون غالباً من الكولسترول أغلب الحصوات المرارية، لكن هناك نوعاً آخر أكثر خطورة وأقل انتشاراً بكثير، وهي حصوات "بيليروبين" الأصغر حجماً ويمكن أن تنزل للقناة الصفراوية وتسبب إلتهاباً شديداً في المرارة أو القناة الصفراوية أو البنكرياس، وقد تكون حصوات مختلطة من الكوليسترول والبيليروبين معاً.
كيف يتم علاج الحصوات المرارية؟
يؤدي التدخل الجراحي لعلاج 99% من الحالات المصابة بحصوات المرارة عن طريق عملية منظار البطن الجراحي، ولا تؤدي إزالة الحويصلة المرارية عادة لمضاعفات سلبية في أغلب الحالات.
لكن بعض المرضى الذين لا يناسبهم التدخل الجراحي أو يرفضون إزالة المرارة قد يتم علاجهم بدواء حمضي تذوب فيه الحصوات أحياناً لكنه غير دائم إذ سرعان ما تتكون مرة أخرى.
والبديل غير الجراحي الفعال هو العلاج بالأمواج فوق الصوتية بضغط عال وهو حل يحافظ على البنكرياس وخلاياه وتقوم الموجات بتفتيت الحصوات بعد تحديد موقعها بدقة وتخرج بقاياها بسهولة بعد تفتيتها.
*
اضافة التعليق