بغداد- العراق اليوم:
ينتظر مسعود برزاني ورهطه ردود فعل بغداد اكثر من نتائج استفتاء منقوص واستفازي وغير شرعي، حيث يراهن على رد فعل مُستفز في المقابل من بغداد، حتى يكون قد ضرب عصفورين بحجر واحد، فمن جهة كسب الاستفتاء ومن جهة اخرى وضع خصومه والرافضين لمشروعه التدميري في زاوية ضيقة، حيث يريد ان يثبت للمشككين او المراهنين على بغداد بأن بغداد لا تفرق بين كردي واخر وانها تصنفهم كاعداء لها الآن .
هذا التوجه خطير، ويجب ان تعي بغداد ابعاده قبل غيرها، فهي ستبقى مركز العراق، وسيبقى الاكراد مواطنيها مهما حاول مسعود نسف ذلك. ومن حقها اتخاذ اجراءات عقابية بحق ممن ايدوا الاضرار بوحدة البلاد ومصالحها وحتى سوقهم للمحاكمات ان شاءت لكن ينبغي الفصل والفرز بين المواقف، فهل يجوز مثلًا طرد ممثلي حركة التغيير الكردية التي عارضت ولا تزال تعارض هذا الاستفتاء او اعفاء ممثليهم في مجلس النواب والحكومة. وهل يجوز حرمان الاكراد الذين قاطعوا اجراءات استفتاء الشؤم هذا من مستحقاتهم كمواطنين عراقيين.
نعتقد ان خطوات الرد على مسعود وخطوته يجب ان تبتعد عن لغة الثأر والعقاب الجماعي، وان تتجه الحكومة الى خطوات فرز واضحة، ومن ثم العمل على معالجة الخرق الذي مارسه موظفون اكراد، ومكافأة اخرين تجنبوا هذه الخطوات.
ان اصوات التطرف التي يراهن عليها مسعود لن تعلو في بغداد ابدًا، ولن نمنحه الفرصة ليستفرد بابناء شعبنا من المكون الكردي.
كما ان سياسية فرض الامر الواقع التي اتبعها مسعود لن تترك خلفها أي اثر، وستتعامل معها بغداد كأنها لم تك، اما من ناحية محاسبة مرتكبيها فأننا ننتظر ذلك ليتأدب هذا الذي مُنح اكبر من حجمه، فأذا به ينقلب على عقبيه، ومن ينقلب على عقبيه، فلن يضر العراق شيء.
ان استيلاد دويلة وكيان في شمال العراق بالغدر واستغلال الظروف، لن يمر دون ان يحاسب مرتكب هذه الفعلة، واذا لم يقرأ بارزاني التاريخ بما يكفي، او حاول اقناع نفسه، بأن الزمن قد تغير، فليعلم ان قضم شمال العراق ليس باللقمة التي يسهل ابتلاعها، وسيصعب عليه اعادتها ان دخلت فمه، واذا ما راهن على اسرائيل او بعض الدول الخليجية الحاقدة، فأنه كعادته راهن على الحصان الخاسر، وسينقلب به عما قريب، وسيفضحه الاكراد قبل غيرهم .
*
اضافة التعليق