متابعة- العراق اليوم:
كتب المحلل السياسي باسم العوادي:
هذا السيناريو هو احد الحلول التي يمكن ان يُلجأ اليها بعد الاستفتاء الذي يصر البارزاني على اجراءه خلال عدة ايام، خيوط هذا السيناريو استنتجتها من متابعتي السياسية وربطتها لتقودني الى صياغة هذه الخطة التي اتوقع انه يمكن ان يتم اللجوء اليها او ان يجري الاستعداد لها وترتيب فصولها بسرعة وخلال ايام قلائل…
باقري وخلوصي اول فصول السيناريو
فجأة طار قبل فترة رئيس اركان الجيش الايراني اللواء باقري، ليلتقي برئيس اركان الجيش التركي خلوصي، الامر لم يكن عاديا فقد استقبل اردوغان ضيفه بحفاوة وصدرت تصريحات ضد الاستفتاء توحي بانهم “الجيشان” لن يسمحا بمثل هذه الممارسات الانفصالية على حدودهم. رجع الجنرال باقري ليعلم طهران، ان رئيس اركان الجيش التركي سيرد الزيارة خلال فقرة قصيرة، وقد حصل ذلك، ثم ليعلن بعدها عن زيارة قريبة في مطلع الشهر القادم سيقوم خلالها اردوغان، بزيارة ايران ولقاء المرشد الاعلى شخصيا؟. بعد هذه الزيارة بدأت ترتفع مناسيب التصريحات السياسية من ارفع المسؤولين الاتراك والايرانيين ضد الاستفتاء وضد الاقليم، وبدات الوفود الخاصة المخابراتية التركية او الحرس ثورية الايرانية تترى على السليمانية وأربيل، مازجة بين النصيحة العلنية للبارزاني والتهديدات والتهديدات المبطنة، والتي اضطرت البارزاني عدة مرات بان يصرح علنا وفي تجمعات عامة بأنه لايهدد ويرفض التهديد وبأنه مستعد ان يدافع عن نفسه وعن سلطته في الاقليم.
الجيش التركي الشرارة الأولى:
فجأة حركت تركيا جيشها تجاه حدود الاقليم عند معبر الخابور، وهي تجري تدريبات عسكرية وقد صرح وزير الدفاع التركي يوم أمس الاربعاء 20 ايلول، رسميا بأن جيش بلاده الذي يديره جاهزة وعلى اهبة الاستعداد فيما اذا اتخذ قرارا بعمل عسكري داخل كردستان العراق، فيما قامت القوة الجوية التركية باستفزازات لاربيل من خلال ضربات جوية داخل حدود الاقليم بدون اعتراض من الحكومة الاتحادية.
في الجانب الايراني كانت التصريحات السياسية المبطنة بالتهديدات اكثر وضوحا من الجانب التركي الا ان تركيا سبقت التحرك العسكري الايراني علنا، فيما ان ايران ووفقا للمعلومات الخاصة كانت تعد الارضية الداخلية في العراق وتهيئ مسرح العمليات بالاتفاق مع الحكومة العراقية، فالمخطط بحاجة الى اجتياح سريع من ثلاثة جيوش ومن ثلاثة اتجاهات لاقتحام اربيل وبسرعة ولعدة ايام فقط، وهذا يتطلب تحرك عسكري عراقي كبير.
المعلومات تؤكد على ان ايران اكملت تقريبا مسرح العمليات وان الاوراق اصبحت مرتبة واذا ما شاء الجيش العراقي ان يتدخل رسميا او يترك الامر للحشد الشعبي، هذه الخيارات متروكة لتقديرات القائد العام للقوات المسلحة العبادي، الذي بدأ خلال الايام الماضية باطلاق تحذيرات عسكرية واضحة، فيما بدا بعض المقربين منه يكتبون عن “اجتياح عسكري” ناصحين البارزاني بالعدول عن الاستفتاء لكي لايتعرض له بدون ان يحددوا من الذي سيجتاح اربيل؟.
لم يكن رئيس الوزراء العبادي، ان يوافق على التحدث مع اردوغان هاتفيا والتهيئة للقاء يجمعهم في نيويورك، لولا الوساطة الايرانية بهذا الموضوع، والهدف هو ان يخبر اردوغان بلسانه العبادي عن موافقته على السيناريو لكي يشترك به العراق. اليوم نقلت صحيفة رأي اليوم العربية، المقربة من مصادر سورية ولبانية وحتى ايرانية عن نقل ايران فرقتين عسكريتين لحدوها مع اقليم كردستان العراق، واذا صح او لم يصح فأيران لديها من قوات الجيش والحرس الثوري الذي تتواجد معسكراته بكثافة جدا في المناطق الكردية الايرانية وباستطاعتها ان تدفع آلاف المقاتلين خلال ساعات الى جبهة كردستان ، ولكن حدسي بان خبر الفرقتين صحيح، لهذا السبب :
لايمكن لتركيا ان تفرط بكردستان بهجوم عسكري مالم تشارك معها ايران، ولايمكن لايران ان تترك تركيا تبتلع كردستان بهجوم عسكري مالم تشارك ايران ، فكلا الطرفين اكثر المتضررين من الانفصال وتقسيم العراق، ولكن كل واحد منهم ينتظر موقف الاخر والحل الوحيد والاسلم هو ان يتفقنا على عمل عسكري مشترك بالاتفاق مع العراق. العراق من جانبه لايمكن ان يقوم بعمل عسكري ضد اربيل لوحده مالم يكن العمل العسكري اقليمي شامل بالخصوص بمشاركة تركيا وايران، وبقرار من الدول الكبرى، لكي يتحول من عمل عسكري الى مهمة اممية يقودها العراق، لذلك فالاطراف الثلاثة مشتركة اما ان تقوم بعمل عسكري واحد او لاتقوم اطلاقا باي عمل عسكري، وتترك للبارزاني ان يحقق الاستفتاء ويحول الانفصال الى الرقم الاول في المعادلة الكردية العراقية ما بعده، ثم لتحرك اسرائيل اكراد تركيا وايران بالضد من حكوماتهم. اختارت تركيا وايران الخيار العسكري والعراق لايجد أمامه سوى الانضمام اليهم لكي لا يترك الامور لهم وحدهم، وكل دلائل خارطة المعارك العسكرية الاخيرة في العراق من غرب الانبار الى جنوب كركوك توحي بان الجيش العراقي يستعد لمعركة قادمة اربيل.
استبدال البارزاني بالبارزاني
اهداف العمل العسكري او الاجتياح لاربيل دون بقية المدن الكردية حصرا ، من خلال ثلاثة جيوش وبخطة محكمة وسريعة تتوجه من خلالها الجيوش الى مدينة اربيل عاصمة الاقليم ، لالقاء القبض على البارزاني او أسرته تحديدا وهم رعاة الانفصال دون بقية الاطراف الكردية الاخرى، سيضطر البارزاني واولاده بالهروب وسيفتح لهم العراق الاجواء للهروب بطائرة تجاه اي دولة، وفي حالة القاء القبض على البارزاني سيرحل الى منفى بعيد قد يكون في روسيا كما هو حال والده مصطفى البارزاني عندما هرب من العراق. يستدعي السيناريو ان لا يتم اي تدمير او معارك كبرى ولا الحاق اي ضرر باقليم كردستان او شعبه المحترم او بقية الاطراف السياسية الكردية، والحفاظ على المعادلة الكردية السياسية ايضا، بل الحفاظ على الحزب الديمقراطي الكردستاني، وعليه يتم استبدال رئيس الاقليم الحالي مسعود البارزاني بعد نفيه او مغادرته، بأن أخية نيجرفان البارزاني ليدير اربيل ، وبهذه الطريقة تكون العملية وكأن شيئا لم يحدث، وقد بدأت عملية تأهيل نيجرفان باعتباره معارضا شديدا للاستفتاء منذ فترة زمنية فيما ذهبت مصادر بعيدا الى تسريب خبر معركة بالرصاص بينه وبين ابن عمه مسرور لم يؤكدها طرف مستقل. بتسليم اربيل الى نيجرفان البارزاني، ينتهي الاجتياح ، تبقى القوات عدة ايام لحين سيطرة البيشمركة مرة اخرى على اربيل، تنسحب القوات تدريجيا ، يسيطر البارزاني الجديد على السلطة والحكومة ويحفظ لعمه واولاده ثروتهم واموالهم وهم في المنفى وللحزب الديمقراطي تأثيرة وتبقى معادلة اربيل – سليمانية قائمة، كل ماهنالك ان الرئيس البارزاني الجديد سوف لن يطرق موضوع الانفصال والدولة الكردية خلال 30 سنة القادمة.
سيناريو القناعات والارضاء:
هذا السيناريو المتخيل… يرضي امريكا واوربا اللتان لن تعترضا عليه لانه لن يغير شيئا من المعادلة السياسية على الارض سوى ابعاد عدة افراد والاتيان بواحد منهم لكن اكثر تعقلا في ادارة شؤون الاقليم. يحقق هذا السيناريو للعراق اقصى خدمة ممكنة خلال المرحلة الحالية والقادمة بأن يقود هذا السيناريو الى اعادة ترتيب العلاقة بين بغداد والاقليم من جديد وفقا للدستور العراقي مما يسبب استقرار كبيرا للعراق خلال السنوات القادمة. يحقق هذا السيناريو لتركيا بان تبقى على علاقة مميزة بحليفها الاقتصادي الاول نيجرفان البارزاني في كردستان كقائد سياسي وتحافظ من خلاله على تاثيرها في كردستان بدون مشكلة انفصال وتقسيم تؤثر على امنها القومي قريبا او مستقبلا. يحقق هذا السيناريو لايران ما تريده ايضا من الحفاظ على أمنها القومي كحال تركيا ، وتضعف المعادلة الكردية في العراق وسوريا وتتخلص من اسرائيل الثانية التي تتخوف منها وتحافظ على معادلة اربيل التركية والسليمانية الايرانية المعمول بها منذ سنوات طويلة. يحقق هذا السيناريو لاقليم كردستان اعلى منفعة سياسية واقتصادية ويؤدي الى تفاهمات واتفاقات جديدة تؤهل العملية السياسية الكردية وتعيد الشرعية لمؤسسات سلطة الاقليم، وتوفر للاقليم حكومة وبرلمان ونظام يمثل الشعب الكردي بعيدا عن الديكتاتوريات. السيناريو وفقا للمقايسس اعلاه ستوافق عليه الجامعة العربية والامم المتحدة لانه يعبر عن رغبه وطنية عراقية ورغبة اقليمية ولعل هذه الحملة ستكون اول عملية حل اقليمي شامل لمشكلة اقليمية مما يستدعي بان يكون هذا الحل حاضر مستقبلا لمشاكل اخرى بدل تدخل قوات خارجية او احتلالات كبرى في المنطقة.
اخيرا طلبات بعض الدول والشخصيات الهامة من البارزاني من اجل الغاء الاستفتاء بطريقة التوسل والاستعطاف والترجي ، توحي بأنهم يعلمون بان هناك حدثا مدويا سيحصل، لذلك الكثير منهم يحاول التوسل بالبارزاني من اجل الحفاظ على بعض مصالحه في الاقليم لكي لا تعيد تركيا وايران ترتيب اوراق الاقليم تقاسما بينهم بعيدا عن اي طرف ثالث سوى حصة امريكا .
*
اضافة التعليق