بغداد- العراق اليوم:
انتشرت مشروبات الطاقة بكثرة بإشكال وأنواع متعددة، ويقول مروجوها بأنها منشطة للجسم والعقل، بالمقابل يعتبرها معارضوها سما قاتلا لاحتوائها على نسبة عالية من الكافيين.
وتاهت الأغلبية الصامتة بين مؤيدوها ومعارضيها، هل يشربونها أم لا، بينما يرى الخبراء أنه من الممكن شربها ولكن بنسبة معتدلة.
وتحتوي مشروبات الطاقة على كميات كبيرة من السكريات والكافيين والأعشاب، التي تحفز الطاقة وتزيد فاعلية الجهاز العصبي، بحسب أختصاصي الطب العام عبد الله خليفات.
وتابع خليفات “تعمل مشروبات الطاقة على تنبيه الجسم، كأي مادة من المنبهات التي تحتوي الكافيين، والذي يُعتبر آمنا إن لم يتجاوز 400 ملغ”.
واستدرك خليفات بالقول لكن إن تجاوز الكافيين المُعطى في اليوم، هذه النسبة يدخل في مرحلة الضرر والتأثير النفسي والعصبي، وقد يصل لأن يؤذي القلب أيضا.
من جهتها، قالت أختصاصية الباطنية نسرين سلايطة إن “مشروبات الطاقة تحتوي كافيين يساوي خمس أضعاف ما هو موجود بالمشروبات الأخرى مثل الكولا، وهذه النسبة لها أثر سيء على القلب و الدورة الدموية”.
وتابعت سلايطة: “تؤدي نسبة الكافيين العالية لزيادة سرعة ضربات القلب وقوة انقباضاته ويرفع ضغط الدم، وهذا التأثير يمنح الشخص شعورا بالنشاط و الطاقة، لكن لا يخلو الأمر من بعض التأثيرات الجانبية”.
وأشارت إلى أنه يمكن لزيادة سرعة ضربات القلب مما يؤدي لعدم انتظامها و أحيانا توقف القلب المفاجئ.
نشربها أم لا؟
وبازدياد الجدل حولها، فهل هي مضرة أم لا؟، حيث لم يعد الناس يعلمون أيشربونها أم لا؟
وقالت سلايطة: “يجب الأخذ بعين الاعتبار أنه حتى الآن لا يوجد دراسات مُثبتة عن تأثيرها أو توصيات بمنع استخدامها، لذلك ما يُنصح به هو عدم شربها من قبل الأطفال أو مرضى القلب لعدم معرفة مدى تأثيرهم عليهم حتى هذه اللحظة”.
من جهته، قال خليفات إن “الدراسات أشارت إلى أن مشروبات الطاقة تزيد من رغبة الشخص في شرب الكحول”، لافتا إلى أنه “حين يشربها الشخص بكميات كبيرة يُدمن عليها مثل القهوة والشاي وتختفي رغبته للنوم، لاحتوائها على نسبة عالية من الكافيين، ويتعرض من يتركها فجأة لأعراض أهمها الصداع”.
تأثيراته على الأطفال والحوامل
ويتميز الأطفال بحساسية شديدة اتجاه أي غذاء غير متوازن ويحتوي على نسب عالية من المنبهات، وكذلك المرأة الحامل بسبب اضطراب الهرمونات لديها، ولهذا يتساءل الناس هل مشروبات الطاقة ضارة بالأطفال والحوامل أم لا؟
وقال أختصاصي الطب العام خليفات: “يُفضل عدم شرب الأطفال أي مشروب يحتوي على نسبة عالية من الكافيين، لأنها منبهات عصبية وقد لا تحتملها أجسادهم، خاصة أنه ما زال في طور النمو”.
ووافقت سلايطة، خليفات بكلامه، قائلة إنه “لا يُحبذ تناول الأطفال ممن هم دون 16 عاما مشروبات الطاقة، ويتم السماح لهم فقط بالكافيين الموجود بالشوكلاته بكميات محدودة، من 20 لـ 100 ملغم في اليوم”.
فوائد مشروبات الطاقة
وبرغم كل ما قيل عن ضرر مشروبات الطاقة، إلا أن الخبراء يقولون هناك بعض الفوائد لها إن تم تناولها بكميات مناسبة ومعتدلة بعض الشيء، ومن هذه الفوائد، بحسب سلايطة.
ويعمل الكافيين الموجود بهذه المشروبات كمنشط للجهاز العصبي و يزيد من النشاط و التركيز، و وجدت بعض الدراسات أنه يقلل من نسب الإصابة بسرطان الفم و محاولات الانتحار لدى البالغين.
واستدركت سلايطة بالقول: يجب أن لا ننسى أن مضارها كثيرة وهي:
أولا: عند جمع مشروبات الطاقة التي تحتوي على الكافيين مع النيكوتين يزيد من التأثير المنبه على الجهاز العصبي.
ثانيا: لا يوجد عضو محدد يتأثر أكثر من الآخر و لأن الأثر الأساسي على الجهاز العصبي و بالتالي بكون التأثير شاملا على الجسم عند زيادة الاستهلاك، و هذه الأعراض تشمل:
-أرق
-عصبية زائدة و توتر
-زيادة في التبول
-آلام في المعدة
-تسارع ضربات القلب
-ارتجاف في العضلات
-الأثر النفسي لمشروبات الطاقة
وتؤثر مادة الكافيين الموجودة في مشروبات الطاقة بشكل أساسي على الجهاز العصبي والدماغ، ولهذا قد تترك أثرا نفسيا على متناولينها.
وتحتوي مشروبات الطاقة على خليط من المواد أهمها الكافيين الذي تصل نسبته أحيانا لـ 500 ملغم، وهي تعادل 5 فناجين قهوة، بالتالي تزيد من تنبيه الجهاز العصبي، بحسب أختصاصي الطب النفسي وليد سرحان.
وتابع سرحان”: “وترفع هذه المشروبات درجة التوتر وتؤثر على النوم”، لافتا إلى أن “كما يُلاحظ أن بعض الشباب يستعملوها حين يصابون بالقلق بوقت الامتحانات مما يعطيهم نتيجة عكسية لما يرغبون ويزيد توترهم وقلقهم، وهناك ما يشير إلى تأثيرات أخرى لها منها الاكتئاب النفسي”.
وأردف سرحان: “الإدمان على مشروبات الطاقة أمر وارد، خاصة من يستعملوها يوميا وبكميات كبيرة، وقد يصل الأمر للشعور بالصداع والكسل عند البعض وشربها في الصباح لبدء النشاط”.
وأستدرك بالقول: “لكن هذا الإدمان ليس من النوع الشديد، وهو اعتمادي نفسي وجسدي ينتهي خلال بضعة أيام، ونادرا ما يتطلب علاج إلا إذا أقترن مع مواد أخرى كالكحول والكبتاغون”.
ونصح سرحان من يريد الإقلاع عن مشروبات الطاقة بأن يخفف الكمية تدريجيا ويتوقف خلال أسبوع، ولن يكون هناك صعوبة والمهم عدم استبدالها بالقهوة والشاي.
وأشار إلى أنه “من المفترض أن لا تتجاوز كمية الكافيين التي يتناولها الإنسان السليم صحيا، 300 لـ 500 ملغم باليوم وذلك لمن تخطوا عمر 18 سنة ومع العلم إن فنجان القهوة وكاسة الشاي يحتوي كمية كافيين ما بين 80 لـ 110”.
يُذكر أن دراسة حديثة ذكرت إن احتساء نحو 29 ملم من مشروبات الطاقة يرتبط بتغييرات مضرة محتملة في ضغط الدم ووظائف القلب بشكل يفوق آثار الكافيين الموجود بالمشروبات الأخرى
*
اضافة التعليق