بغداد- العراق اليوم:
تسود حالة من الترقب والحذر في إقليم كردستان خصوصا بين النازحين والمقيمين العراقيين مع قرب موعد استفتاء الانفصال المقرر في الـ25 من الشهر الجاري.
وتصاعدت حدة التوتر بين بغداد وأربيل وصولا إلى التهديد باستخدام القوة في حال تسبب الاستفتاء باندلاع أعمال عنف.
ورغم استعادة غالبية المناطق من سيطرة تنظيم داعش الارهابي، إلا أن نحو 1.5 مليون مواطن ما زالوا يعيشون في إقليم كردستان، غالبيتهم من المناطق السنية غربي البلاد، وحتى من العاصمة بغداد.
وتختلف أسباب بقاء هؤلاء في كردستان بين العمل والهروب من الأوضاع السيئة في عموم محافظات العراق، فيما يتشكل السواد الأعظم من المقيمين العرب والنازحين من الموصل وبعض المناطق في صلاح الدين وديالى وشمال بابل والتي تعرضت إلى تغيير ديموغرافي حيث منع الأهالي من العودة إلى ديارهم.
ورغم التطمينات التي أعلنها الإقليم إلا أن السكان يخشون من اندلاع أعمال عنف على يد بعض العنصريين أو المتعصبين في يوم الاستفتاء، سواء في أربيل عاصمة الإقليم أو المحافظات الأخرى السليمانية ودهوك وكركوك.
من جهتهم أبدى مواطنون عرب يسكنون الإقليم تخوفهم من يوم الاستفتاء خاصة مع التصعيد الداخلي والخارجي وتهديدات إيران وتركيا، فيما عادت بعض العائلات إلى العاصمة بغداد أو المحافظات الأخرى على أمل العودة بعد الاستفتاء.
وقال مواطنون من أربيل إنهم يتخوفون من يوم الاستفتاء، فلا يمكنهم التكهن بما سيحدث، فربما تندلع أعمال عنف على يد بعض الشباب المتحمسين للدولة الكردية وهي بالطبع ستكون ضد المكون العربي الذي مثل بيضة القبان في رفض الاستفتاء”.
وقد بدا ذلك في الكثير من الشعارات والهتافات والبوستات على مواقع التواصل الاجتماعي.
أما في مدينة السليمانية التي تقل فيها سلطة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ويسيطر عليها الاتحاد الوطني غير المندفع نحو الاستفتاء لكنه مؤيد فإن واقع السكان العرب لايبدو أكثر أمنًا من أربيل العاصمة، لكن قربها من كركوك من جهة وإيران من جهة أخرى، شكّل مخاوف لدى العرب المقيمين فيها.
وقالت الإعلامية سوسن الجبوري وهي تسكن السليمانية منذ 4 سنوات إن النازحين العرب هنا حذرون جدًا من يوم الاستفتاء وهم عازمون يوم الخامس والعشرين على البقاء في منازلهم وعدم الخروج.
وأضافت أن التصعيد الحاصل من بغداد والإقليم جعل الكثير منهم يفكر بالخروج من كردستان نهائيًا والتوجه إلى تركيا أو غيرها باعتبار الإقليم أصبح منطقة توتر وعرضة للمخاطر التي حاطت به من الدول الإقليمية والرفض الداخلي العراقي.
المناطق المتنازع عليها
أما المناطق المشتركة بين حكومة بغداد والإقليم فقد شكلت حلبة الصراع بين الجانبين وتبادل الجانبان تهديدات صريحة باستخدام القوة، ويتزامن ذلك مع وصول تعزيزات عسكرية إلى تلك المناطق في صلاح الدين ومحيط كركوك وديالى وغيرها، وسط إصرار كردي على شمولها في الاستفتاء.
وأعلنت أحزاب سياسية تعمل في سهل نينوى دعمها للاستفتاء، منها أربعة أحزاب مسيحية وكلدانية اشورية سريانية، فيما قال قائد فصيل بابليون العسكري المسيحي التابع للحشد الشعبي إنه سيمنع صناديق الاقتراع من الدخول إلى منطقة سهل نينوى، وهو ما يعكس حالة من الصراع والصدام حتى داخل المكون الواحد بشأن الاستفتاء المثير للجدل.
*
اضافة التعليق