بغداد- العراق اليوم:
لم تقتصر الخلافات الحادة بين الاحزاب والجماعات الكردية حول موضوع الاستفتاء الذي ينوي رئيس الحزب الديمقراطي الكردي مسعود برزاني تنظيمه، بل امتدت الخلافات الى داخل بنية هذه الاحزاب الداخلية واحدثت انقسامات حادة بين قياداتها، فبعد يوم واحد على انشقاق القيادي المعروف في الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح عن حزبه، وتأسيسه لقائمة منفصلة، حيث كان الدكتور صالح معارضًا لنهج كوسرت رسول والمتشددين في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني الذين انخرطوا بشكل شبه كامل في تأييد الاستفتاء. تأتي الانباء هذه المرة من داخل اربيل التي يحكم مسعود وعشيرته السيطرة عليها بالحديد والنار، لتكشف عن تفجر خلاف عائلي كبير في بيت برزاني نفسه.
إذ تكشف مصادر مطلعة وموثوقة ل ( العراق اليوم)، عن " تفجر الخلاف بين مسعود برزاني ونجله مسرور من جهة، وبين رئيس الحكومة الكردية نيجرفان برزاني من جهة اخرى، بعد رفض الاخير للتصعيد الاخير مع بغداد ودعوته الى الحوار بدلاً من تفجير الوضع الذي قد لا ينتهي بخير على الأقليم".
وتشير المعلومات الى ان " نيجرفان برزاني صهر مسعود برزاني وابن اخيه الكبير ادريس البرزاني، والذي مكنه عمه من تولي منصب رئيس حكومة الاقليم، عبر علانيًة عن رفضه لمشروع الاستفتاء او تأجيله على الأقل، واصفًا اياه بالقنبلة التي ستنفجر وتدمر حكم عائلة برزاني، وان هذه التوجهات الانفصالية غير ذات جدوى، لا سيما وانها لا تحظى بأي تأييد خارجي سوى تأييد اسرائيل، ولا بتأييد داخلي، سوى تأييد الطامعين بمغربات البرزاني مثل محافظ كركوك الذي وعده مسعود بجعله رئيساً لكردستان بعد الإستقلال، وقد تنهي هذه الأوضاع المتفجرة مستقبل آل برزاني السياسي في العراق" برمته.
واضافت المصادر ان" هذا الاعتراض قسم العائلة بين مؤيد ورافض الى هذا التوجه، الا ان تهديدًا جديًا اطلقه مسرور برزاني ضد نيجرفان اجبره على التواري عن الانظار، وعدم ظهوره في اي محفل او تجمع مؤيد للاستفتاء ولفتت المصادر الى ان " مسعود برزاني عزل تقريبًا نيجرفان عن ادارة الحكومة، وكلف بدلًا عنه خاله هوشيار زيباري لادارة ملف الاستفتاء، والتفاوض مع الجهات والاحزاب الكردية الاخرى، فيما كُلف مسرور بادارة الملف الامني للحكومة بشكل كامل"، والمحت المصادر الى ان " نيجرفان برزاني قد يكون خارج الاقليم الآن، وربما يكون قد توجه الى ايران للاقامة فيها خشيًة تصععد الازمة بينه وبين عمه، بانتظار ما ستؤول اليه نتائج الازمة".
واختتمت المصادر الى ان " مسعود برزاني يتكتم على ما يجري في عائلته خشية انهيار الوضع داخل حزبه الذي تشظى بشكل صامت حيث يؤيد جزء من قياداته توجهات نيجرفان برزاني، الا انهم يحجمون عن اعلان ذلك خشيةً على انفسهم من التصفية او العزل السياسي".
وللتذكير فقط، فإن خلافاً حاداً كان قد حصل في عام 2006 بين مسرور برزاني وابن عمه نيجرفان انتهى اصابة نيجرفان بطلق ناري من مسدس مسرور، نقل نيجرفان على اثره الى الولايات المتحدة لتلقي العلاج!
*
اضافة التعليق