بغداد- العراق اليوم: رفضت الحكومة العراقية ، السبت، الاقتراح التركي حول ادارة معسكر بعشيقة تحت رعاية قوات التحالف الدولي في البلاد، وطالبت تركيا بتسليم معسكر بعشيقة في الموصل للحكومة العراقية .
ونقل موقع صحيفة حريت ديلي نيوز التركية في تقرير عن السفير العراقي في تركيا هشام العلوي قوله إن ” الحكومة العراقية اعادت النظر في مسودة الاتفاق المقترح بشأن وضع بعشيقة وتم تسليم المسودة الجديدة الى وزارة الخارجية التركية يوم 7 من الشهر الجاري “، مشيرا الى أن ” بغداد تنتظر في الوقت الحالي الرد من تركيا”.
واضاف أن “المسودة الجديدة تؤكد على اعتراف الجانبين بسيادته على اراضيه وسلامتها فضلا عن الاستقرار مع الالتزام بتعزيز الامن والتعاون في مكافحة الإرهاب”.
وأشار الى ان “مشروع الاتفاق العراقي الجديد مع تركيا ينص على الاعتراف ببعشيقة معسكرا عراقيا ويجب أن يمارس العراق سيادته عليه وانه هو المسؤول عن ادارة المعسكر” وهو ما يختلف عن المقترح التركي .
واوضح أن “الحكومة العراقية مستعدة للاستفادة من العرض المقدم من قبل الحكومة التركية لتوفير المدربين والمستشارين وتقديم الدعم فيما يتعلق بالمساعدات الطبية والانسانية شريطة ان يتم حل قضية معسكر بعشيقة بطريقة مقبولة للعراق”، مشيرا الى أن “تركيا اكدت لبغداد أن انقرة ستسحب قواتها من المنطقة عند عودة الامن الى شمال العراق”.
وزير دفاع تركيا يفتح باب الاحتمالات
الى ذلك قال وزير الدفاع التركي، فكري إيشيق، إن بلاده مستعدة لأي احتمال فيما يتعلق بالملف العراقي، مؤكدا على أن أنقرة تواصل مباحثاتها الدبلوماسية مع بغداد وأربيل.
جاء ذلك في تصريحات صحفية لإيشيق، نقلتها وكالة أنباء الأناضول التركية شبه الرسمية، حيث قال “بالتزامن مع المحادثات الدبلوماسية (مع بغداد وأربيل)، تركيا تستعد لأي احتمال، وأن الزيارة التي أجراها رئيس الأركان التركي، خلوصي أكار، وقادة الجيش إلى الحدود مع العراق أمس، ينبغي قراءتها في هذا الإطار”.
وحول معسكر بعشيقة داخل الأراضي العراقية والذي تتماجد فيه قوات تركية، قال الوزير التركي “نحن في تركيا نحترم تمامًا سلامة أراضي العراق وسيادته، ونعتبر أي نجاح للعراق على أنه نجاحٌ لتركيا، وسبب وجودنا في بعشيقة هو تدريب العناصر المحلية من أجل مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، وفي الوقت نفسه منع الإرهاب من استهداف تركيا انطلاقًا من تلك المنطقة.”
ويشار إلى أن تصريحات إيشيق تأتي في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين تركيا والعراق حالة من التوتر وتبادل الاتهامات حول سبب وجود قوات تركية داخل العراق (بمعسكر بعشيقة) حيث تؤكد أنقرة أن ذلك جاء بطلب من بغداد، في حين تنفي الأخيرة ذلك.
وادى نشر قوات عسكرية تركية في هذا المعسكر الواقع قرب الموصل في مطلع كانون الأول الماضي بخلاف دبلوماسي بين بغداد وأنقرة، حيث ادعت الأخيرة أن مهام قواتها هناك تدريبية وليست قتالية.
وتقدم العراق بشكوى الى مجلس الأمن طالب فيها بسحب فوري وغير مشروط للقوات التركية من أراضيه، معتبرا ان التدخل العسكري التركي “انتهاك فاضح للقانون الدولي”.