بغداد- العراق اليوم: روى ناجون وشهود عيان شهادات مروعة عن الهجوم الارهابي الذي نفذه تنظيم داعش الارهابي على محافظة ذي قار، والذي اوقع قرابة ١٦٠ شخص بين شهيد وجريح بعد ان قام الدواعش بعمليات اعدام جماعي لمواطنين عزل في المطاعم الخارجية على الطريق الدولي الرابط بين ذي قار المثنى. وحصل مراسل ( العراق اليوم) في ذي قار، والذي وصل مكان الانفجار على شهادات الناجين من المجزرة الرهيبة، حيث يقول احد الناجين، ويدعى ابو محمد، " في الساعة الواحدة وعشرين دقيقة من بعد ظهر الخميس توقفت عجلتنا القادمة من البصرة في مطعم فدك السياحي الواقع بالقرب من الناصرية، لاداء الصلاة وتناول وجبة الغداء ومواصلة الرحلة، واثناء دخولي الى المكان المخصص للصلاة شاهدت سيارة رباعية الدفع يستقلها قرابة عشرة مسلحين، خمسة منهم يحملون بنادق بي كي سي ويرتدون بزات عسكرية قد اتجهوا الى المطعم وقاموا باطلاق النار عشوائياً على جموع المسافرين، ثم دخلوا باحة المطعم واجهزوا على بعض المسافرين ممن كانوا يتناولون غدائهم، وخرجوا متجهين الى المصلى الا انهم غيروا خط مسيرهم الى المغاسل وقاموا بقتل المدنيين العزل بدم بارد، ثم قاموا باجبار احد المواطنين على الصعود بعجلة مدنية متوقفة واقتادوه معهم وغادروا ". ويضيف " وصلت قوة امنية في الاثناء واشتبكت مع المهاجمين الذين قاموا بمواجهة هذه القوة التي تمكنت من قتل عدد منهم فيما غادرت نصف القوة المهاجمة تقريبا". على بعد عدة كيلومترات توجهنا الى مطعم ارز لبنان السياحي، وهناك وجدنا جثة احد الضحايا لا تزال مرمية على الارض، ودخلنا الى المطعم الذي كان الخراب فيه واضحاً، وبقع من الدماء تغطي الواجهة، حيث روى لنا احد الناجين ويدعى جراح جابر قصة مرعبة عن الهجوم الداعشي الاخطر الذي شهدته محافظة ذي قار منذ سنوات، حيث يقول ل( العراق اليوم)، كنت واثنان من صغاري نجلس في المطعم وكان بعض العمال والمصلين يتحركون بداخل المطعم، وفي الاثناء سمعت صوت اطلاقات قريبة، نظرت من باب المطعم، فوجدت مسلحاً يرتدي ملابس عسكرية، يقوم بقتل احد المدنيين امام مركبته باطلاق النار باتجاهه مباشرة، حاولت الهرب لكن المسلح دخل للمطعم وبدأ يطلق النار عشوائياً على الموجودين بقوة، انبطحت مع صغاري وزحفنا باتجاه غرفة جانبية وقمنا باغلاقها علينا، واصل المسلح اطلاق النار، وتبع العمال الى داخل المطبح الذين افلحوا بالهرب من النوافذ، ثم عاد الى المطعم ثانيةً". ويضيف " في الاثناء جاء شرطي من الطرق الخارجية، فخرج له المسلح وتواجها بشكل مباشر وهنا اضطر المهاجم الى تفجير نفسه مما اوقع الشرطي شهيداً بالاضافة الى قيام سيارة متوقفة يستقلها شخصان احدهما امرأة بالانفجار مما اوقع عدد من الضحايا المدنيين الذين كانوا يمرون في الطريق الخارجي". كارثة سيطرة فدك تركنا مكان المطعمين واتجهنا الى سيطرة فدك، لنجد ان مجزرة دامية ارتكبت هناك ايضاًً، حيث روى لنا بهاء وهو سائق شاحنة نجا من الموت باعجوبة، حيث قال" في الساعة الواحدة والنصف تقريباً كانت السيطرة مكتظة بالمركبات المتوقفة للتفتيش، وكنت داخل السيطرة مباشرة، حيث جاءت سيارة بيكب نوع " انفلاونزا" وفيها اكثر من شخص من جهة الناصرية ودخلت في داخل السيطرة وارتطمت بباص كبير يستقله عدد من الركاب وانفجرت بقوة هائلة". ويضيف في هذه الاثناء نزلت راكضاً من الشاحنة لكني فوجئت بسيارة اخرى نوع " يوگن" بيضاء اللون نزل منها مسلح وبدأ يطلق النار على الاحياء الهاربين، مما اوقع عدد من القتلى، ثم انه قام بتجميع ما تبقى من الاطفال والنساء بالقرب من السيطرة في منخفض ارضي وقام بتفجير نفسه عليهم مما ادى الى تقطيعهم الى اشلاء متناثرة ". ويشير الى ان " الهجوم استمر لعدد من الدقائق تحولت فيه السيطرة الى محرقة كبرى". هذا وقد رصد مراسل العراق اليوم عشرات الجثث المتفحمة والتي يتعذر نشرها نظراً لبشاعتها. هذا وقد سقط من بين الشهداء عدد من الزوار الايرانيين، فضلاً عن عشرات الشهداء من محافظتي البصرة وذي قار، فيما تبنى تنظيم داعش المسؤولية عن هذا الهجوم الغادر.
صور لم تنشر عن الحادث الارهابي في الناصرية
*
اضافة التعليق