بغداد- العراق اليوم:
لم يزل الآلاف من الحجاج العراقيين، عالقين في مطارات السعودية حتى هذه الساعة، دون حل لقضيتهم، على الرغم من التصريحات والإدعاءات، والبيانات التطمينية التي تصدر عن وزير النقل شخصياً، أو عن فريقه الوزاري، وهو الأمر الذي أشار له (العراق اليوم) قبل اكثر من اسبوع. والمشكلة ليست في الإضراب الذي ينفذه فريق المراقبين الجويين فحسب، وهو العذر الذي تتعكز عليه وزاوة النقل إنما المشكلة تكمن في باقة من الأسباب، فإضراب المراقبين الجويين حصل قبل يوم واخد لا اكثر، بينما مشكلة الحجاج قد بدأت منذ ان انتهت مناسك الحج قبل اكثر من عشرة ايام، بل ان المشكلة متكونة في الخطوط الجوية العراقية من قبل موسم الحج، أي منذ ان بدأت الدول الإسلامية إستعداداتها الجادة لهذا الموسم المقدس، فأعدت اسطولها الجوي، وهيأت فرق عملها الخاصة بالحج، بينما نجد وزارة النقل العراقية، وخطوطها الجوية مشغولة بإطلاق التصريحات الصاروخية العابرة للقارات، واداراتها مشغولة بالخمط واللفط والتحقيق والسجن الى آخر المشاغل التي بات يعرفها الجميع!!
ان السبب الأول للمشكلة يكمن في عدم توفر العدد المناسب من الطائرات الناقلة لهذا العدد الكبير من الحجاج، وهو أمر يفترض بوزارة النقل والخطوط الجوية العراقية وهيئة الحج الإستعداد له مبكراً، فموسم الحج معروف ومحدد موعده، وليس هو أمراً طارءاً يحصل بشكل مفاجئ، لذلك نرى الحجاج العراقيين -وأغلبهم من كبار السن والمرضى - يفترشون ارضية مطارات المدينة وجدة، واشقاؤهم الحجاج الآخرون في ديارهم منذ عشرة ايام!!
واليوم يأتي اضراب المراقبين الجويين ليزيد الطين بلة ايضاً ، حيث الفوضى والارباك يسودان مطار بغداد الدولي بعد اكتظاظ عدد من الطائرات في سمائه دون الحصول على استجابة تذكر للهبوط، بسبب الإضراب الذي نفذه فريق المراقبين الجويين منذ صباح أمس احتجاجا على عدم زيادة رواتبهم. ومع فشل إدارة المطار بايجاد البديل من المطار العسكري، تظاهر عدد من الحجيج العراقيين بمطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة بسبب تأخير رحلاتهم، نتيجة حدوث عطل في طائرات الخطوط الجوية العراقية.
وقال مصدر مطلع بمطار بغداد الدولي رفض الكشف عن هويته إن "المراقبين الجويين في مطار بغداد الدولي اضربوا صباح اليوم (الثلاثاء) عن العمل احتجاجا على عدم استجابة وزارة النقل ورئاسة مجلس الوزراء لمطالبهم، بزيادة راتبهم الاسمي البالغ 300 الف دينار فقط"، مشيرا الى انهم " يتقاضون مخصصات خطورة تبلغ 700 الف دينار بالاضافة الى راتبهم الاسمي".
وأضاف المصدر الذي يعمل في إدارة المطار، ان "الادارة اضطرت للاستعانة بشخص من خارج المطار يفهم بأمور الرقابة الجوية، لتسهيل عملية هبوط الطائرات، إلا أن هذا الشخص أغمي عليه في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، بسبب الاجهاد والتعب لأنه كان يعمل لوحده منذ الصباح"، مشيرا الى ان "الادارة اضطرت للاستعانة بأحد المراقبين من المطار العسكري، غير أن الاخير لم يفهم برموز المدرج المدني، ما اضطر الى توقف العديد من الطائرات فوق سماء المطار لعدم تلقيها اي استجابة بالموفقة على الهبوط".
وأوضح المصدر أن "مطار بغداد الدولي يضم نحو 100 مراقب جوي وهؤلاء يتناوبون على العمل يوميا (وبوقتين مسائي وصباحي)"، منبها الى ان "لجنة من رئاسة الوزراء التقت بهم صباح اليوم (الثلاثاء) داخل المطار، دون التوصل معهم الى نتائج مرضية بخصوص مطالبهم".
الى ذلك، أعلن المراقبون الجويون في مطار البصرة الدولي إضرابا عن العمل، وايقاف حركة الطيران لحين تحقيق جميع مطالبهم المتعلقة بصرف المخصصات الفنية، وإيقاف اجراءات تنسيب عدد منهم للعمل في دوائر أخرى، فيما منعت قوة عسكرية دخولهم المطار وتهديدهم بعد إعلانهم الاضراب.
وأكدت وسائل إعلام محلية مفاجأتهم صباح الثلاثاء، بمنعهم من الدخول إلى المطار من قبل قوة عسكرية، كما قامت بتهديدهم بعدم استجابة الحكومة والوزارة لتلك المطالب.
وأبدى المراقبون الجويون في مطار البصرة الدولي استمرارهم بالإضراب لحين تحقيق مطالبهم، رغم أن مدير المطار سمير يونس، أكد لوكالة نينا المحلية انه تمت الاستعانة بعدد من المراقبين الجويين العسكريين لتعويض المضربين.
وأشار الى استمرار المفاوضات مع المراقبين الجويين الذين أضربوا عن العمل، منوها الى أن مطاليبهم تحتاج الى موافقة مجلس الوزراء، بالاضافة الى تشريع قانون من قبل البرلمان.
على صعيد متصل، تأخرت رحلات الحجيج العراقيين، إذ بين ذات المصدر ان "العديد من الحجاج تظاهروا صباحا داخل مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة احتجاجا على تأخير رحلاتهم بسبب عطل في طائرات الخطوط الجوية المخصصة لنقلهم الى البلاد".
ولفت الى أن "وفدا من وزارة النقل سيزور مطار جدة غدا (اليوم) من أجل استئجار طائرات اخرى لإعادة الحجيج بأسرع وقت".
*
اضافة التعليق