قبل 60 عاما سلام عادل يكتب عن استقلال كردستان، وتكريد كركوك !

بغداد- العراق اليوم:

رغم ايمان الحزب الشيوعي العراقي بحق تقرير المصير كمبدأ ونهج وعقيدة، لكن سكرتير الحزب الشهيد سلام عادل يكتب في سنة 1957, أي قبل ستين عاماً مقالة عن مساوئ الانفصالية للحزب البارتي، والبارتي هو التسمية المختصرة للحزب الديمقراطي الكردستاني، فيقول كلاماً يصلح قوله اليوم، ويعرض وجهة نظر كأنها ناطقة بواقع حال الساعة، وليس الحال قبل ستة عقود، فأي عقل ستراتيجي يحمله الشهيد عادل، وأي قراءة عبقرية قرأها هذا الرجل لقادم الأيام، ولما ستؤول اليه الأمور في كردستان بعد ستين عاماً، بما في ذلك ورقة كركوك بكل تعقيداتها!

 فتعالوا معنا لنقرأ ماكتبه الشهيد سلام عادل سكرتير الحزب الشيوعي العراقي في عام 1957 :

(من المؤسف حقاً أن لا يدرك الأخوان البارتيون ان الاستعمار العالمي وعلى رأسه أمريكا هو الذي يعمل للتفريق بين الشعوب وفق سياسة فرق تسد. وأن لا يدركوا أن واجب المناضلين المخلصين لقضايا شعوبهم أن يعملوا أبداً على النقيض مما تنطوي عليه هذه السياسة من اعاقة لحركة الشعوب المناضلة. فالبارتي (الحزب الديمقراطي الكردستاني) بمفاهيمه ونشاطه، انما يعزل نشاط الشعب الكردي عن مجرى النضال العام للشعب العراقي باسره، ويسعى لبقائه في قوقعة القومية البرجوازية...يتحدث البارتي... عن نفط كركوك باعتباره نفطا " كرديا " الا يحمل ذلك مفهوما يؤدي الى اثارة النزاعات القومية حول عائدية النفط في نفس الوقت الذي تستمر فيه شركة " الآي بي سي" في نهبه كما تستمر شركات استعمارية أخرى في نهب ثرواتنا الوطنية الأخرى وفي نفس الوقت الذي يستوجب رص صفوف الشعب العراقي بكافة قومياته في النضال من اجل طرد المستعمر وشركاته وملحقاته من عراقنا الحبيب. ويتحدث أيضا عن وهمية مشاريع الاعمار بالنسبة لكردستان " ويقصد الأكراد فقط " ولكن هذه المشاريع ... " تحمل بعض النفع للعراق العربي " ! ويدعو الأمة الكردية بقيادتها لتخليص كردستان الملحقة بالعراق قسرا من براثن حكومة العراق " ويفهم من سير الكلام حكومة العراق العربية طبعا أما الاستعمار فلا شأن له بعد كأنما ليس هو المسؤول عن الاوضاع السيئة القائمة ! وهو يدعو الأكراد وليس العراقيين بأسرهم ... لتحرير كردستان فقط وليس العراق ! " ومن أجل الحصول على الحرية والاستقلال لكردستان " ولا يهمه استقلال العراق! وهذا الاستقلال كما يبدو ينتزع من العراق وليس الاستعمار !" وبذلك يتسنى شد أزر " اخواننا" العرب في العراق العربي " شكرا بالنيابة عن العرب والأكراد " . أية انفصالية صارخة تلك تفوح من هذه العبارات فاين هو الكفاح المشترك بين الأكراد والعرب وكافة الاقليات القومية في العراق للتحرر من نير الاستعمار والرجعية الحاكمة ليست هي عربية فقط بل مزيج من شائن عملاء الاستعمار والاقطاعيين العرب والأكراد.))

علق هنا