ربع سكان الأرض مسائيون والربع الآخر صباحيون.. أيهما أنت؟

بغداد- العراق اليوم:

يعد قرابة 25% من سكان العالم أشخاصاً مسائيين، علماً أن نسبة الأشخاص النهاريين 25%، فما صفتك الزمنية، وكيف تعرفها؟ ومَن الـ50% المتبقون؟

ببساطة، إذا كنت من بين الأشخاص الذين يتعبون عند الاستيقاظ مبكراً، فضلاً عن أنك لا تقدر على النوم باكراً، فأنت بلا شك شخصية “مسائية”.

أما إذا كنت من بين الأشخاص الذين يستيقظون بنشاط ويحبّذون ممارسة الرياضة، فأنت بلا شك تحمل صفة الشخص “الصباحي”.

وفي كلتا الحالتين، يعتبر الأمر خارجاً عن إرادة الإنسان، لأنه ناجم عن معادلات جينية، وفق ما نشرت صحيفة Nouvel Observateur الفرنسية نقلاً عن الباحثة في علم البيولوجيا الزمني، كلير لوكونت.

فيما أوضحت طبيبة الأمراض العصبية، الدكتورة ماريا سيلفا، أن “الجينات التي تحدد سمتك الزمنية موجودة داخل الساعة البيولوجية، وتتدخل هذه الساعة في سرعة الأشخاص “الصباحيين”، وبطء الأشخاص “المسائيين”.

أما نصف سكان الأرض المتبقين، فيحافظون على نفس اللياقة البدنية والحضور الذهني من شروق الشمس إلى مغربها. وينصحهم أخصائيو علم البيولوجيا الزمني “باحترام ساعتهم البيولوجية”.

ولكن، يمر الإنسان أحياناً بظروف تجبره على الخروج عن ساعته الزمنية الطبيعية، فما العمل؟

أولاً: أيهما أنت؟

لتحديد صفتك الزمنية بشكل صحيح، توجد ورقة استطلاع تحتوي على 19 سؤالاً على شبكة الإنترنت، نشرت سنة 1976 على صفحات “المجلة الدولية لعلم البيولوجيا الزمني”، بقلم الباحثين جيم هورن وأولف أويستبيرغ. ولكي تكون نتائج الإجابات دقيقة، شددت كلير لوكونت على ضرورة تطبيق ما جاء في ورقة الاستطلاع بشكل صحيح وفي وضع مريح.

كما توجد مؤشرات أخرى من شأنها أن تعزز هذا التصنيف (صباحي/ مسائي)، ففي دراسة نُشرت سنة 1999 تبين أن الأشخاص الصباحيين عادة ما يكونون من مواليد فصل الخريف أو الشتاء. وفي المقابل، أغلب الأشخاص المسائيين مواليد فصلي الصيف والربيع.

والجدير بالذكر أن معيار الجنس لم يؤخذ بعين الاعتبار في هذه الدراسة، ما يؤكد أن استيقاظ النساء خلال الساعات الأولى من الفجر لإرضاع الأطفال، أو القيام بالمهام المنزلية، ليس بالأمر الهين بالنسبة لهن.

“المسائيون” ينامون وقتاً قصيراً

وبينما يحتاج الأشخاص الصباحيون وكثيرو النوم إلى 9 ساعات من النوم، يكتفي البعض الآخر من المسائيين أحياناً بنوم 6 ساعات بعد سهرة طويلة مثلاً.

ولكن، يصبح الأمر أكثر تعقيداً عندما لا تتوافق الحياة اليومية للصباحيين والأشخاص الذين ينامون كثيراً مع شريك حياتهم، إذا كان “مسائياً”.

كما أن الحياة المهنية تصبح صعبة للذين ينامون ساعات طويلة، أو الأشخاص المسائيين، نظراً لأن أغلبهم لا يقدر على النوم قبل الساعة الثانية أو الثالثة ليلاً، علماً أنه ينبغي عليهم الاستيقاظ عند الساعة الثامنة صباحاً.

تغيير النسق الطبيعي

من الممكن التكيّف مع الإكراهات التي تجبرك على تغيير نسق نومك الطبيعي، ونسق حياتك العملية والاجتماعية، لكن من الصعب أن ترضخ بسهولة لتغيير سمتك الزمنية. فنسق سمتك الزمنية الطبيعي يبقى في صراع مع ما يفرض عليك بالإكراه مما قد يتسبب مع الوقت، بمعاناة نفسية والإصابة بالكآبة، وذلك وفقاً لكلير لوكونت.

 

وفي هذه الحالة، ينصح الخبراء باتباع علاجات سلوكية للحد من الفوارق البيولوجية.

ومن جهتها، شددت سيلفا على خطورة السهر أمام شاشة الحاسوب، أو الجهاز اللوحي، أو الهاتف الذكي، كما حذرت من ممارسة الرياضة قبل النوم بساعتين، علما أن هذه الممارسات مضرة بصحة الجميع، إلا أنها تعد أقل خطورة على أولئك الذين ينامون ويستيقظون في أوقات متأخرة من اليوم.

ولكن أين تكمن المشكلة؟

في حال تركت العادات الجيدة ثغرات في حياة الشخص، فسيتم استبدالها بعادات قديمة وسيئة، وبذلك يعود النسق الطبيعي إلى سابق عهده.

ولسدِّ هذه الثغرات، يكفي أخذ عطلة والابتعاد عن الجو العملي والاجتماعي، كما يُنصح الأفراد في الحالات المستعصية بتعاطي بعض الأدوية، ويمكن تناول الميلاتونين قبل النوم بساعتين، أو استخدام المعالجة الضوئية للاستيقاظ باكراً.

وأخيراً دعت الباحثة كلير لوكونت أصحابَ الشركات إلى التكيف مع النسق الذي يتماشى مع الموظفين، بدلاً من فرض نسق موحد على الجميع، ومن هذا المنطلق، “يمكن القول إن هذا الحل لن يخدم مصلحة الشركة فقط، وإنما سيجعل الموظفين أكثر سعادة وإنتاجية في عملهم”.

 

 

علق هنا