بغداد- العراق اليوم: اعتبر ضابط عراقي كبير في الجيش العراقي السابق إعلان الحكومة العراقية بدعوتها الضباط العراقيين المقيمين في الخارج إلى العودة إلى الجيش هو «كلام لا صحة له على الإطلاق»، في الوقت الذي أكد القنصل العراقي في دبي أن دعوة حكومته «هي لجميع الضباط العراقيين».
وفي حديث قال اللواء ركن نوري غافل الدليمي، الذي يقيم في أبوظبي منذ عام 2003 ،ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كلف احد الضباط الكبار في وزارة الدفاع العراقية، وهو مدير ادارة الضباط، ان يقوم بجولة على الدول التي يوجد فيها ضباط عراقيون، مشيرا الى ان القصد من وراء هذه الجولة التي تشمل عدة دول منها الامارات «هو اللقاء مع الضباط لمعرفة مشاكلهم ونقل صورة الى رئيس الوزراء خصوصا ما يتعلق برواتبهم التقاعدية» مؤكدا ان «ما يروج له بان هذا جزء من المصالحة الوطنية واعادة الضباط الى الجيش لا صحة له على الاطلاق».
وجاء حديث اللواء الدليمي ردا على تأكيدات القنصل العراقي في دبي الدكتور باسم داوود بأن الأوضاع الأمنية في البلاد أضحت تتمتع بالظروف المثالية لعودة هؤلاء الضباط . وعلق الدليمي بقوله «ما أريد قوله لك أن هذا الضابط لو لم يكن يعلم أصلا أن حياته وحياة عائلته مهددة من قبل الكثيرين لما خرج من بلاده، والحكومة لا تستطيع توفير الحماية الكاملة لكل ضابط على حدة، لذلك لا تعتبر التطمينات الرسمية باستقرار الأوضاع الأمنية ضمانة كافية لهم كي يعودوا ». ووجه الدليمي الشكر الى رئيس الوزراء «لاهتمامهم بالتعرف على متطلبات الضباط العراقيين المقيمين في الخارج من الجيش السابق».
في مقابل ذلك اشار الدليمي الذي كان ضابطا في القيادة العامة للجيش العراقي الى ان الجيش العراقي قد يكون بحاجة الى بعض الرتب الصغيرة من رتبة رائد وما دون وفي اختصاصات محدودة لدى الجيش الحالي نقص فيها كضباط فنيين ومهندسين فنيين في صف الهندسة الكهربائية، مفيدا بان الجيش الحالي يحتاج لعدد قليل من الرتب الكبيرة «التي ستقدم لهم معاملة خاصة ويتم تخفيض رتبهم التي كانوا عليها سابقا إلى رتبتين ادنى» ، مؤكدا «ان لا عودة للضباط الكبار الى الجيش العراقي وانا مطلع على هذا الموضوع جيدا».
واكد الدليمي انه كضابط عراقي في الجيش السابق ليس مستعدا للعودة الى الجيش العراقي «في حال»عرض عليه ذلك مطلقا «كي لا اكون لقمة سائغة للميليشات وايران». واشار الدليمي الى انه حتى الان لم يتلق موفد الحكومة «ولم نتلق دعوة بخصوص ذلك» ، مضيفا ان حقيقة الدعوة التي راجت مؤخرا لعودة الضباط العراقيين هي لمجرد الاطمئنان عليهم و«قد يكون لدى الدولة العراقية مفهوم استخباراتي معين لمعرفة اماكن وجود بعض الضباط العراقيين السابقين» .
وعما إذا كانت هناك قوائم بأسماء معينة للضباط تسعى القنصلية للاتصال بها أجاب القنصل العراقي باسم داوود بأن الدعوة عامة لكل الضباط المقيمين وقد تم الإعلان عنها وفتح الباب أمام هؤلاء الضباط طوال ساعات العمل الرسمية للقنصلية.
يشار الى ان بغداد اعلنت في وقت سابق انها تضمن حقوق الضباط العراقيين العائدين حتى لو كانوا من فدائيي صدام واكدت وزارة الدفاع العراقية ان لجانا منها توجهت الى الدول التي يوجد فيها ضباط سابقون «عمان وصنعاء ودبي والقاهرة» للقاء هؤلاء الضباط.