تجربة الشاعر جواد الحطاب المثيرة في كتب نقدية ودراسات جامعية عليا

بغداد- العراق اليوم:

تستعد دار نشر “الفراهيدي” المعنية بطبع ونشر الكتب الاكاديمية الرصينة، لإصدار أكثر من كتاب نقدي يدرس تجربة الشاعر العراقي الكبير “جواد الحطاب” بعد ان أصبحت الكتب والدراسات التي تتابع منجزه الإبداعي مطلوبة من الجامعات ومن طلبة الدراسات العليا.

وفي مقدمة هذه الكتب، كتاب الناقد العراقي الموسوعي الأستاذ “ياسين النصير” والذي يعتبر من النقّاد المؤسسين للدراسات الحديثة في النقد المعاصر.

مثلما من المؤمّل ان يصدر بعده كتاب الناقد الدكتور “حسين سرمك حسن” والذي عرف بمنهجه في تناول الابداع العراقي على وفق رؤيا نفسية-استقرائية انفرد في التأسيس لها، وكتابه بعنوان “أفعى جلجامش-وعشبة الحطّاب الجديدة” وهو مجموعة دراسات في المنجز الإبداعي للحطاب في الشعر والنثر.

وفضلا عن هذا فقد كشفت الدار عن قرب صدور الدراسة الأكاديمية التي اعتبرت من الأوائل في بابها، حيث تناولت “جماليات التجاور في شعر جواد الحطاب”.

ثبّتت “الفراهيدي” على الغلاف الأخير لكتاب “النصير” هذه الأسطر والتي من الممكن ان تعطي انطباعا -أوّليا- عن فحوى الكتاب وعن تجربة الشاعر:

(جواد الحطَّاب” من الشعراء الذين يكثّفون التجربة، بأبيات قليلة، والقارئ يشعر أنَّها محصورة بما يفكر به ضمن موضوع محدّد، في حين أن قصائده ليست إلا مجسّات عصا الأعمى التي تبحث متوجّسة في جوانب الطريق كي تهدي صاحبها للمسار الصحيح، فللشاعر للأعمى ألف عصا لألف حفرة جديدة، ولذلك لا بأس من أن يكّرر النقر على الطرقات القديمة.

لذا فقد اختط لشعريَّته بقعة لا يشاركه فيها أحد، تلك هي موطن الكائنات الوسيطة، الكائنات المكانية المرعبة، الممتلئة غموضا وسرّية، والخروج منها مدخل إليها، بمعنى أنَّها تعاش لمرّة واحدة، كما لو كانت الرحم، لكنَّه وهو يعتمد هذه الأمكنة الوسيطة، يعتمد السخريَّة والتهكم، وأحيانا “الغندبة” على ما يجري، وفي العمق من تصوّره الشعريّ ثَمَّةَ واقعيَّة مريرة مغطاة برومانسية غاضبة ومحتجّة وناقدة.

شاعر له أكثر من عين رائيَّة وأكثر من مرآة للرؤية، ترتسم في مخيلته الثيمَّة التراجيدية لما يرى ويتذكّر، فالحال المركّبة للأمكنة تعني الكثير لدى شاعر ارتهنت شعريَّته بالنكبات والمآسي العراقيَّة.)

 

 

علق هنا