بغداد- العراق اليوم:
بعث الامين العام لحركة النجباء الشيخ اكرم الكعبي رسالة الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، هذا نصها مثلما وردت لل( العراق اليوم ):
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلام والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين وبه تعالى نستعين...
سماحة السيّد العربي فخر المقاومة ورمزها السيّد حسن نصر الله (دام تأييده)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الوقت الذي لا زال امتنانا وعرفاننا لشخصكم خصوصاً ولحزب الله المنصور عموماً؛ لمواقفكم التاريخيّة والبطوليّة والمشرفة مع العراق وشعبه في معركته الكبرى ضد داعش وداعميه، تألمنا لما انطلى على بعض أبناء الشعب العراقيّ من أكاذيب الهجمة الاعلاميّة الصهيونيّة الداعشيّة في حربهم الناعمة ضد جهادكم وتدبيركم في سوريا. والمؤلم أكثر أنّ هذا التزييف للحقيقة لم ينطلِ على عامة الناس فحسب، بل إنّه انطلى على بعض السياسيين والمثقفين والإعلاميين، الذين نعلم أنّ الكثير منهم يثق بكم وبحسن تدبيركم ومحبّ ومخلص لوطنه العراق في الوقت نفسه، لذلك نتوجه اليهم بعتب اخوة؛ لتسرعهم بالانتقاد قبل أن تنجلي الصورة والوقوف على الحقائق الميدانية.
سماحة السيّد العزيز ...
إنّ موقفكم وموقف حزب الله التاريخيّ من الدفاع عن العراق وشعبه لا يستحق منا إلاّ الإجلال والتقدير والشكر والإمتنان، حيث أنّ مستشاري حزب الله من القادة كانوا ولا زالوا مع الحشد الشعبيّ من أول عمليات التصدي للزحف الداعشيّ وإلى اليوم، وقد قدمتم دماءً غاليةً في العراق في هذه المعركة وودعنا معاً كوادر حزب الله شهداء سعداء جاهدوا على أرض العراق، منهم الشهيد القائد ابراهيم الحاج قائد القلمون الغربي الذي جاء من القلمون مباشرة ليستشهد في العراق وفي منطقة سبع البور بالتحديد ومنهم الشهيد القائد حسن نصر الله الذي نال شرف الشهادة في جرف النصر ومنهم الشهيد القائد (ابو مهدي) الذي استشهد في عمليات القيروان ومنهم الشهيد القائد أبو عيسى الذي لازالت بصمات جهاده في حزام بغداد الشمالي وقد ناله صاروخ الغدر الصهيوني ليرتقي الى ربه سعيدا وغيرهم من المجاهدين الشهداء والجرحى ...
سماحة السيّد...
على الرغم من أنّ مواقفكم مع العراق وشعبه كالشمس التي لا تحجب بغربال إلاّ أنّ الصهاينة وماكنتهم الإعلاميّة قد أخذت مأخذها مع شديد الأسف بين بعض السياسيين العراقيين لحرف الحقيقة وتشويه الصورة، فتكلم هؤلاء جهلاً منهم بالحقيقة وتجاهلاً لإدراكها، فقد يكون الإنسان غير واعٍ ولا يميز بين الهدى والضلال، ولكنّ من المؤلم حقاً أن نجد مثقفاً غير واعٍ. فالوعي قيمة وهبة ربانيّة لا تقتصر على من تراكمت داخل عظام جمجمته المصطلحات والعبارات المنمقة، كما تتراكم الكتب داخل رفوف من الخشب. بل الوعي إعمال وتدبير لهذا الكم التراكميّ من المعلومات والمصطلحات، يلهمه الله تعالى للمخلصين ممن صقلته تجارب الحياة وشدت عوده الفكريّ والثقافيّ.
والمؤسف كذلك أنّ البعض حاول أن يستثمر هذا الموضوع إنتخابياً ويطرح نفسه كوطني وهو بالأمس القريب باع وطنيته لدول تآمرت على العراق وشعبه ودعمت الإرهاب بالسر والعلن، وهو يجهل تفاصيل عملكم هذا بل يجهل الخارطة العسكريّة لسوريا وملابساتها ومداخلاتها.
مع العلم أنّ هؤلاء كانوا ولا زالوا يرفضون ملاحقة داعش في سوريا إرضاءً للمشروع الاستكباريّ لتقسيم المنطقة وسياسية الفصل والعنصريّة بين أبناء الأمّة الواحدة وقد وقفوا ضدنا في حربنا الكونيّة مع داعش والإرهاب.
هؤلاء اليوم صاروا يتكلمون عن سوريا وكأنّهم خبراء بها وهم لا يعلمون غير ما يصلهم من الماكنة الصهيونيّة للحرب النفسيّة ضد محور المقاومة.
هؤلاء المعترضون لا يحقّ لهم الكلام عن ما يحدث في سوريا، سواء كان نقل مسلحين من أرضّ سورية الى أرض سورية أخرى أو أيّ شأنٍ آخر.
لأنّهم لا يؤمنون بالأمة الإسلاميّة ولا العربيّة ولا يدركون البعد القوميّ الأمنيّ للعراق ولا زالوا منصاعين لأسيادهم ممن دمر وخرب العراق ودعم الارهاب.
وقد تبجحوا كثيراً بقولهم سابقاً (ما دخلنا بسوريا) ولماذا تقاتلون هناك! وكأنّما العراق في كوكب آخر وليس داعش على حدوده من الطرف السوريّ، ولكنّهم اليوم تدخلوا وتكلموا وكتبوا عكس ما كانوا يقولوه وخلاف ما كانوا يعتقدوه فما عدا عما بدا.
أما الأخوة من أصدقاء محور المقاومة المثقفين والإعلاميين والسياسيين فان اكثرهم وقف موقف المشرف والمدافع يشكرون عليه ولكن للاسف فان بعضهم قد انطلت عليهم الشبهة؛ لضخامة الماكنة الإعلاميّة الصهيونيّة والأمريكيّة التي روجت لصورة مزورة ومشوهة عن الحقيقة فقد خبرناهم ونعلم أنّهم محبين لكم ومخلصين لشعبهم، وصدمتهم ظواهر الأخبار التي لم يقفوا على حقيقتها وكنهها. فتسرعوا ببعض الكلمات التي حاولوا بها دعم وطنهم وليس الإساءة لا سامح الله لشخصكم الكريم لكن اخرجتها ماكنة الاعلام الصهيونيّ والداعشيّ بما يتناسق وبرنامجهم الإعلاميّ المزور بحربهم النفسيّة هذه.
ولأنّهم منصفين وقد اتضحت لهم هذه الحقيقة وضحوا مواقفهم ونواياهم للرشد والصواب.
سنبقى معاً في جبهةٍ واحدةٍ لمحاربة الاستكبار والاستعمار والتكفير والإرهاب، وسائرين على خطاكم مقتفيين اثر القادة والعلماء المجاهدين، الذي سطروا أروع ملاحم البطولات والانتصارات ودمتم سالمين.
أكرم الكعبيّ
٣١/٨/٢٠١٧
*
اضافة التعليق