بغداد- العراق اليوم:
بليغة وقاتلة تلك الضربات التي سددتها قواتنا الباسلة لتنظيم داعش الأرهابي، حيث فككت اجزائه المترابطة، ودمرت خيوطه العنكبوتية الشريرة، فضلاً عن ضربات موجعة تلقاها التنظيم على مستوى الخارطة التي ظهر فيها كبقع سرطانية، فهذا التنظيم الذي توقعت مراكز قوى غربية ان يستمر وجوده لاكثر من ثلاثين عاماً مقبلة، حوله العراقيون بقوتهم الى مجرد كيان مهلهل ، مشتت فاقد السيطرة على نفسه، لكن هذا هل يكفي للقول ان التنظيم انتهى، ولم يعد قادراًعلى الايذاء؟
بالتأكيد الجواب :لا .
فحتى خطاب المرجعية الدينية الاخير الذي اشادت عبره ببسالة قواتنا المسلحة في تدمير داعش، لم يخلُ من اشارة تحذيرية من خطورة ما تبقى من هذا الغول الذي ضربتهُ اكف الاشاوس حتى غدا اشبه بثور هائج لا يعرف غير الضرب العشواء، لغرض اثبات انه لا يزال حياً ومؤدياً في ذات الوقت .
ويمكن قراءة ما تحقق عسكرياً في الحرب ضد داعش في عدة مستويات، ابرزها ان القوات العراقية انهت داعش كتنظيم عسكري بالمعنى العسكري، ولم يعد يملك قوة نظامية كما كان حين احتل الموصل، واسقط وقتها مدناً كاملة.
وعلى المستوى الثاني فأن القوات المسلحة دمرت داعش من حيث الترابط العلني الذي ظهر به، ولم يعد قادراً على التحرك في وحدة جغرافية متصلة، قدر ما بقيت له شراذم محاصرة في اماكن محددة من البلاد، وهذا نصر عظيم وكبير، لكن ماذا عن الغاطس من داعش، نقصد الخلايا النائمة والطابور المؤيد له، والذي اختار ان يغطس مرةً اخرى، ويعمل في الخفاء؟
نعتقد ان هذا المتبقي من داعش هو الاخطر، وهو الجزء الاولى بالمكافحة والاستئصال.
من هذا المنطلق، فأن المهمة الاكبر تقع الآن، على اجهزة بحد ذاتها، ونعني بها جهاز المخابرات الوطني العراقي الباسل، الذي اثبت رجاله كفاءة عالية، وبصيرة نافذة، وبعيدة المدى في كشف المغطى والمستور من انشطة داعش السرية سواء في بغداد، أو في المدن الأخرى.. ونعني كذلك الاجهزة الاستخبارية العسكرية العراقية، وكذلك جهاز الامن الوطني، وبقية الفاعليات الأمنية المعنية، التي لا نشك في دورها السابق في مكافحة الظاهر من التنظيم، الا اننا ننتظر دورها الاكبر في تدمير الغاطس، فالقوات العسكرية لن تتمكن في الواقع من تدمير هذا الجزء، مالم تكن مسلحة بمعلومات دقيقة، وقراءة واضحة للواقع الذي تتحرك فيه.
من هنا نوجه النداء الى جهاز المخابرات والاستخبارات وكل جهاز وطني عراقي بالتحرك السريع، خصوصاً هذه الأيام الإستثنائية، لاتقاء الضربات العشوائية التي سترتكبها فلول داعش، وقد تستغل عيد الاضحى المبارك لتنفيذ هذه المخططات سعياً منها لاثبات وجودها، وارسال رسائل على ان ثمة تنظيماً لا يزال يتنفس، ولا يزال يفعل في المشهد الأمني العراقي.
ثقتنا كبيرة جداً بالاجهزة اعلاه، ونعرف كم الجهد المبذول من قبل عناصرها الابطال، لكننا نتطلع الى بذل المزيد من الجهد، لقطع ما تبقى من مخالب هذا الوحش، وتدميره بعيداً عن المدن العراقية، وحماية المواطنين الآمنين حتى يمكن الحديث بفخر تام عن انجاز عملية استئصال صعبة ومعقدة، لكنها ليست مستحيلة على العراقيين ابداً.
*
اضافة التعليق