لماذا لم تتلوث يد محافظ ميسان علي دواي بالمال الحرام ؟

بغداد- العراق اليوم:

كقطع الدومينو، ما ان سقطت احداهن، حتى انهارت بقية القطع التي كان وقوفها قلقاً في ارض غير صلبة. هكذا يمكن ان نصف ما  حدث من زلزال سياسي واجتماعي واخلاقي، اطاح ولا يزال يطيح بالكثير من المسؤولين المحليين في محافظات العراق، فقد وصل العدد الى الآن عشرة محافظين، بعد ان ابتدأ المشوار مع  احمد عبد الله الجبوري محافظ صلاح الدين، مروراً بمحافظ البصرة وبغداد وواسط وذي قار والموصل والانبار والديوانية وغيرها من المحافظات الاخرى التي تنتظر دورها بحسب ما كشفته لجنة النزاهة النيابية اليوم في تقرير لها.

وبحسب التقارير التي تتسرب من اروقة هيئة النزاهة، فأن رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي هو من يقف وراء تفعيل هذه الملاحقات القضائية، بعد ان بلغ الفساد في المحافظات مديات غير متوقعة، وتغول بعض المحافظين لدرجة توظيفهم اسم العبادي شخصياً في استحصال عمولات ورشى كما فعل الهارب ماجد النصراوي محافظ البصرة السابق.

لكن السؤال الأهم، والاكثر حيويةً، لمٓ لم يرد ذكر محافظ ميسان علي دواي لازم في هذه الجلبة العالية، واتهامات الفساد، واستغلال المنصب الوظيفي، هل لأن دواي يمتلك نفوذاً سياسياً قوياً يرعب النزاهة والقضاء والإعلام ومراكز المجتمع، والدولة المسؤولة، فيسكتهم،  أم أن له ظهراً عشائرياً سانداً يحميه من السقوط في وحل الفضيحة؟

الحقيقة المؤكدة، ان الرجل لا يمتلك هذا النفوذ ولا ذاك السند إنما هو بأختصار  شديد رجل نزيه، نزيه فقط لا غير.   والحقيقة التي ربما لا يعرفها الكثير من الناس ان علي دواي يعتبر الرجل الاضعف بين كل محافظي العراق من جهة الدعم السياسي، بعد ان اعلنها رئيس التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، بانه لا يحمي اي مسؤول في الدولة من المحاسبة!

فمن يمنع اتهام دواي، وما هي القوى التي تقف خلفه وتحصنه؟ الجواب يملكه اهالي ميسان الكرام وحدهم، فأهالي هذه المحافظة، يعرفون هذه القوى التي لا تتجرأ عليها هيئة او لجنة، وهذه القوى التي يستقوي بها دواي هي نظافة اليد، وسلامة الموقف الوطني، والاخلاص الانساني الذي يحمله هذا الرجل،  والتواضع الجم، فهذه (القوى) مجتمعة منحته اعظم حصانة يحظى بها مسؤول عراقي بعد سقوط نظام صدام عام ٢٠٠٣.

كما ان الرجل لا يملك قنوات فضائية، ولا مال سياسي يشتري به الذمم، ولا يمنح السفارات الاجنبية نفوذاً لتحميه، ولا يستقوي بجماعة مسلحة او فصيل، انما يستقوي بالله وحده، وبثقته بنفسه، وإيمانه بالحق، والعدل، ويستقوي بأهله الذين هم جميع أهالي محافظته، فهو الذي سخر لهم نفسه ووقته وراحته ومنصبه، فراح يتفانى في خدمتهم بكل تواضع وهمة ونشاط.

حتى باتت الصحافة الأجنبية قبل العراقية تشير الى تجربة الرجل مثل جريدة (لوس انجلس تايمز) التي اشارت بالتقدير والإحترام لما يفعله الرجل لمدينته الجنوبية البعيدة، كما  احتفت الصحافة العراقية مرات عديدة بنزاهة علي دواي كمحافظ عراقي نزيه جاء في زمن يسيطر فيه الفساد على اغلب المحافظين العراقيين، فكانت تعقد المقارنات بين الفشل والنجاح، وبين الفساد والنزاهة، او المقبولية والتسلط. فكان علي دواي مثالها الناصع..

لا نريد ان نمدح الرجل، ولكننا مؤمنون ايما ايمان ان هذا الرجل يمثل الرهان الاكثر اقناعاً على كسب اي تحدي، فشكراً لعلي دواي لأنه منحنا فرصة لنحاسب الفاشلين والفاسدين، ومنع عنهم اي فرصة، ليقولوا تلك المقولة الظالمة بأن المطر متساو في جميع محافظات العراق.

والشكر الأعظم للمدينة الجنوبية السمراء التي اكرمت العراق بهذا الرجل النزيه في زمن عز به النزهاء!

علق هنا