بغداد- العراق اليوم:
ادت الاوضاع الأمنية الملتهبة في محافظات غربي العراق منذ ٢٠٠٣ ، الى ان تعالج الحكومة الملف الامني بشكل شابه الكثير من الاستعجال وعدم التمحيص، فاستغل كثيرون ممن لا يمكن ان يأمن لهم الصديق قبل العدو، هذه الثغرات الى ان يتبؤا مناصب حساسة للغاية، فكان ان اصبح بعضهم مديراً لقيادة العمليات، وبعضهم مديراً للشرطة وهو الذي يضع قدماً مع الدولة وقدماً مع الارهاب، ولم تستطع اجهزة الدولة لغاية الان انهاء هذه الظاهرة للأسف.
ولعل اكثر المستفيدين من تضبب الرؤية وغياب الوقت الكافي للتدقيق بعض ضباط البعث، الذين كانوا ادوات مطيعة بيد ازلام النظام واركانه، فنفذوا الى واجهات العمل الامني بعد التغيير.
واحدُ من هولاء، المدعو هادي رزيج الذي تولى منصب قائد شرطة الانبار لمرتين، حيث عزل في الاولى، لكن ظروف الانبار واستشهاد قائد شرطتها البطل احمد صداگ الدليمي، جاءت به الى المنصب ثانيةً، وبعد ان كان رزيج مديراً لمكتب وطبان ابراهيم الحسن احد اشهر اركان القمع في نظام صدام، وكان ايضاً عضوآ في اللجان الإستخبارية التابعة لوزارة الداخلية، والتي تشترك في موات عديدة بالتحقيق مع المعتقلين لدى جهاز الامن الخاص، وما ادراك ما جهاز الأمن الخاص، فهذا الجهاز الرهيب الذي اذاق العراقيين الويلات، والذي اشرف عليه وقتها المجرم قصي صدام، كان رزيج يأتي اليه مساعداً بين الحين والآخر، وهناك شهود كثر عليه كانوا معتقلين في زنزانات الأمن الخاص. والمصيبة ان رجالات صدام القمعيين يتبوؤون اليوم مناصب رفيعة في جهاز الشرطة، ومنهم رزيج الذي يعرفه اهل الانبار قبل غيرهم، ويعرفون دوره في الأمس القريب. لكن الظروف السياسية المتردية جاءت به مديراً لشرطة الأنبار، وثمة ارادات سياسية كبيرة تسنده وتحميه من الاقالة والاقصاء، وللأسف فإن بعض هذه الإرادات قد عانى الأمرين من جلادي صدام في السجون والمعتقلات.
ان بقاء رزيج في هذا المنصب يشكل خطرا على الانبار، كيف لا و الرجل من عائلة تلد امراء داعش، وقادته الذين يقودون هجمات على محافظات عراقية بدوافع طائفية بغيضة، ولعل من بينهم الهالك الداعشي فلاح رزيج، شقيق هادي رزيج، الذي تمكنت شرطة كربلاء المقدسة من قتله عند احد منافذ المدينة، حيث كان يهم بادخال شاحنة مفخخة الى وسط كربلاء.
ان السيد قاسم الاعرجي وزير الداخلية الشجاع والوطني، والذي عانى ماعاناه على يد جلاوزة صدام ايام زمان مطالب اكثر من غيره بالتدخل الفوري واقصاء رموز النظام السابق، والمتعاونين مع داعش من المناصب الامنية الرفيعة، والا فأن الانبار في طريقها للضياع بعد ان دفع فيها ابناؤنا دماءً زكية من اجل تحريرها واعادتها الى حضن الوطن.
*
اضافة التعليق