بغداد- العراق اليوم:
ما يزال ملف البصرة وفسادها يتفجر فضيحةً بعد اخرى، لا سيما بعد هروب المحافظ السابق ماجد النصراوي، فكل يوم تكشف واحدة من الفضائح التي تورط بها هذا المحافظ، او سمح لها ان تتخذ من البصرة موقعاً لها، بمعنى ان المحافظ السابق حول البصرة برمتها لارض للفساد والعقود المشبوهة بينه وبين الجهة التي كان يمثلها من جهة، وبين جهات وشركات مشبوهة من جهة اخرى.
لم يسلم قطاع واحد من هذه الكارثة، ولعل ما قام به وزير الشباب والرياضة الحالي المقرب من عمار الحكيم، عبد الحسين عبطان من تعاقد مشبوه مع شركة اماراتية مغمورة، لغرض الكسب المادي من خلال استغلال البصرة ومدينتها الرياضية حلقة اخرى من حلقات مسلسل ( فساد البصرة العظيم ).
وفي التفاصيل، فأن مصدراً في اتحاد كرة القدم العراقي كشف ل( العراق اليوم)، تفاصيل عقد فاسد وقعه وزير الشباب مع شركة اماراتية لغرض اقامة ما يسمى بمبارة الاساطير والتي تجمع بين عدد من اللاعبين الدوليين المعتزلين، ومنتخب العراق الحائز على بطولة اسيا ٢٠٠٧.
وبحسب المصدر، فأن " الوزير وحاشيته تجاوز الاطر المعروفة لتنظيم المباريات الدولية او شبه الدولية، حين اقدم على التعاقد مع شركة ( تواصل ) الاماراتية والتي يبدو انها اسست على عجل للتعاقد مع الوزير المذكور مقابل حصوله على عمولات مليونية فيما تحصل الشركة على نسبة معينة من هذا العقد".
واشار الى ما جرى يكشف استفحال الوزير وحاشيته، ودس انفهم بتفاصيل الشأن الرياضي التفصيلي دون صلاحيات قانونية تخوله ذلك، بل ان منصب وزير الشباب والرياضة هو منصب اداري فحسب لا يحق له التدخل في الشؤون الفنية التفصيلية.
الى ذلك حصل ( العراق اليوم ) على كتاب صادر من الاتحاد العراقي لكرة القدم، يمنع بموجبه لاعبي المنتخب الوطني المستمرين باللعبة من المشاركة في هذه المبارة ( الاسطورية العبطانية )، لمخالفتها ضوابط الاتحاد العراقي والدولي للعبة.
وبحسب الكتاب الذي وقعه رئيس الاتحاد عبد الخالق مسعود، ووجهه الى وزير الشباب والرياضة عبد الحسين عبطان ، فان الاتحاد لا علاقة له بالمبارة ولايسمح بمشاركة أي لاعب عراقي مستمر في اللعب وغير معتزل في هذه المباراة وسيعرض المخالف نفسه للعقوبات".
وحدد مسعود أسماء هؤلاء اللاعبين الممنوع مشاركتهم بالمباراة ومستمرون باللعب حالياً وهم: محمد كاصد ولؤي صلاح وحيدر عبد الأمير [نادي الزوراء] وعلي حسين ارحيمه وصالح سدير وخلدون ابراهيم ونبيل عباس [نادي نفط الوسط] ونوري صبري [نادي الميناء]".
وبحسب مراقيبن ورياضيين، فأن نهج الوزير الحالي يعرض الكرة العراقية الى الخطر، وان هذه العقود والصفقات من شأنها الاطاحة بجهود الاتحاد الذي يعتزم تطوير اللعبة وفك الحصار الدولي عنها، مذكرين عبطان بحقبة التسعينات من القرن الماضي، حين استولى نجل صدام الكسيح عدي على الاتحاد وحوله الى احدى واجهات الفساد ونهب الاموال الذي ادى الى انهيار الكرة العراقية ووضع سمعتها في الحضيض في المحافل الدولية.
واشاروا الى ان " على العبادي التدخل شخصياً لحل هذا التقاطع بين الوزارة والاتحاد من خلال الرجوع الى الضوابط والتعليمات المرعية في هذا المجال، والا فأن الكارثة قادمة لا محالة لاسيما وان الاتحاد الدولي يراقب عن كثب ما يجري الان".
*
اضافة التعليق