متابعة - العراق اليوم:
كتب الاعلامي علي حسين مقالا تناول فيه قضية هروب محافظ البصرة ماجد النصراوي والجهات التي تقف خلفه جاء فيه :
قل: الحكيم ضحك علينا،ولا تقل: النصراوي هرب
علي حسين
سوف اعترف لكم انني لا افهم كثيرا في التصريحات السياسية، ولا أكبد النفس مشاق أن ” أقرأ ما بين السطور ” ، مثلما تفعل جيوش المحللين السياسيين ، لانني وبصراحة أرفض صفة المحلل السياسي ، ولهذا لم أفاجأ بتصريحات تيار الحكمة حول منصب محافظ البصرة ، مثلما لم افاجأ بصمت راعية الاصلاح حنان الفتلاوي حول ما جرى في البصرة ، فالزعيمة منذورة لمهمة اعظم وهي العويل في الفضائيات لأن هذا الشعب خسر زعيما كبيرا ، ولم يقدر قيمته وعبقريته الادارية والسياسية ، وفيما فوجئ الجميع بانقلاب السيد عمار الحكيم على المحافظ ماجد النصراوي . حمدت الله على نعمة عدم الفهم ، والامتناع عن قراءة مابين سطور حديث الحكيم .
لكني وانا استمع لحديث قديم للسيد عمار الحكيم وهو يقدم فيه نظرته للبصرة الجديدة ، تيقنت ان مفاتيح الفساد لم تكن بيد ماجد النصراوي لوحده ، رغم انه استطاع بشطارته ومساعدة ابنائه واشقائه من الحصول على ” لقمة دسمة ” من خيرات البصرة ، تلك هي الحقيقة الوحيدة، التي توصلت اليها وانا استمع الى ما قاله الحكيم يوم 1/12/2013 واسمحوا لي ان اصدع رؤوسكم ببعض من هذا الحديث الثوري ، والذي يخبرنا فيه ان المجلس الاعلى سعى لتطوير البصرة ولهذا فقد :” جبنه شركة عالمية كبرى اسمها هيل انترناشيونال لادارة المشاريع في البصرة ، وهذه الشركة فقط في الشرق الاوسط تدير 110 مليار دولار وعندها اكثر من 100 مقر في العالم كلها عيونها مفتوحة ، ماكو شركة بالعالم اذا مو هيه تروح تطلع اصلها وفصلها ، احنه شسوينه جبنه هيل انترناشيونال ، وهاي اكبر شهادة النه ، اللي يريد يبني محافظة يجيب شركة هيل انترناشيونال ، فننطي 12 مليون دولار استشارة لعقد واحد ، ونحصل احنه بكده عشر مرات ” .يبدو الارتياح على وجوه شيوخ العشائر وهم يشاهدون المليارات اتتطاير امام اعينهم ، ويبدو الانبساط على وجه السيد الحكيم الذي يكمل مبتسما :” احنه الان دنسوي بالبصرة ، شركة دولية ننطيها منطقة كاملة كومبليت كامل – هذه العبارة نطقها الحكيم حرفيا – المجاري عليكم والمولات والمستشفيات والمدارس والدور السكنية ، كله وهو يجيب وراه عشرات الشركات وبكل عقد نشترط ،عشرين بالمئة مهارات عراقية ، تكله خمسين بالمية ، فكست الشغلة – اعتذر كلمة فكست قالها السيد بالفم المليان – هسه خلي نبدا سنه سنتين ، نزيد النسبة عشرين بلمية اجنبي وثمانين عراقي ، وراها ميه بالمية عراقي ومانحتاج الاجانب ، هذه رؤية شاملة نشتغل بيها ، وهذا بالحقيقة ما نحتاجه في هذه المرحلة ” .
هكذا ببساطة تنبنى البلدان. حاول أن تقرأ.. إذا لم تقرأ هذه الرؤية الشاملة ، فلا تلم إلا نفسك. لن تتطور. اسمع مني وبكل صدق أقول، اقرأ البيان الذي اصدره المحافظ ماجد النصراوي بعد اسبوع من خطبة الحكيم الميمونه 8/12/2013 والذي جاء فيه :” وقع محافظ البصرة ماجد النصراوي اليوم عقد إدارة مشاريع محافظة البصرة مع شركة هيل إنترناشيونال الامريكية.وقال المحافظ خلال مؤتمر صحفي إن شركة إنترناشيونال ستكون شركة إستشارية لتأهيل مدينة البصرة بالاضافة الى بناء الخطة الاستراتيجيه لعام 2014 ” واضاف النصراوي ان كلفة العقد لعام واحد مع الشركة هي 21 مليار و900 مليون ستدفع من ميزانية المحافظة الشركة ستتخذ احد القصور الرئاسية مقرا لها .
ولكي تكتمل الرؤية الشمولية !!قرر المحافظ ان لا احد من حقه مخاطبة الشركة الا عن طريق السيد صالح هاشم المنصوري وهو صديق شخصي للمحافظ ويحمل مثله جنسية استرالية وجار له في سيدني ، والجار اولى بالمعروف ، وقد تم استدعئه لهذه المهمة الوطنية مقابل راتب دولاري ضخم .
هل انتهت الحكاية ، تعذرونني للاطالة ، فالقصة مثيرة بعد عام وشهر وبالتحديد يوم 22/1/2015 ن، شرت وكالات الانباء المحلية ان السيد ماجد النصراوي استقبل في مكتبه القنصل العام الامريكي في البصرة ماتياس ميتمان ، واخبرتنا رئيسة لجنة الاعمار والتطوير بالمحافظة السيدة زهرة البجاري ان المحافظ طلب من القنصل التوسط في موضوع انهاء العقد مع شركة هيل انترناشونال الامريكية الاستشارية ، لماذا قال لنا المحافظ لان البصرة تعاني من نقص في السيولة ، بسبب انخفاض اسعار النفط
الان عرفت لماذا لا احب ان اكون محللاً سياسياً ولا أحب ثرثرة السياسيين ، في التاكيد ، وفي النفي ، وفي التوضيح. وكان أشهر تصريح للسيد عمار الحكيم انه سيجعل من البصرة واحة للتطور والعمران .وعليك عزيزي المواطن أن تصدِّق ما تراه عينك لا ما تسمعه أذنك .
*
اضافة التعليق