بغداد- العراق اليوم:
بعد ان تمكن القوات الامنية المشتركة من استعادة اغلب المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش الارهابي بدأت الحكومة الاتحادية بتشكيل لجان لتقييم حجم الاضرار التي لحقت بالمدن نتيجة العمليات الارهابية.
وكشفت مصادر مطلعة، ان اللجان المشكلة بشأن تقييم حجم الاضرار قدرت تعويض المنزل المدمر الواحد بمبالغ تصل الى 600 مليون دينار.
وحذر مراقبون من تداعيات منح نصف مليار دينار كتعويضات لاهالي المنازل المدمرة في المناطق المحررة.
وقال النائب عن ائتلاف دولة القانون رسول راضي ان “عزم الحكومة تعويض أصحاب المنازل المدمرة في المناطق المحررة من سيطرة تنظيم داعش مبالغ مالية تصل الى 600 مليون دينار له اضرار اقتصادية جسيمة من ناحية إعادة البناء العشوائي الذي يشوه الصورة الحضارية للمدن وهجرة المواطنين من داخل المدينة الى أطرافها نحو المناطق التي تقل فيها الأسعار “.
وأضاف ، ان “الأقليات الدينية والقومية في العراق ترى انها مهددة بالتصفية والتهجير القسري بعد الاحداث المأساوية التي مروا بها ابان سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على الموصل ، بالتالي فان حصولها على هذه الأموال بشكل مباشر قد يؤدي الى بيع عقاراتها والهجرة الى الدول التي قد تسهل دخولهم اليها مع هذه الأموال الضخمة”.
وأشار النائب الى ان” التعويضات يجب ان تكون عبر الشركات العراقية الرصينة “، ويرى خبراء في الشأن الاقتصادي، ان مبالغ التعويضات الضخمة في ظل الجمود الاقتصادي وقلة الموارد الكبيرة واستمرار الحرب على تنظيم داعش الإرهابي سيؤدي الى ازمة اقتصادية بسبب منح أموال ضخمة لاداعي منها.
واضافوا ان “الحكومة عمدت مؤخرا على اتباع سياسات تقشفية كبيرة شملت استقطاع مبالغ من رواتب موظفيها وتقليص حركة المشاريع وضغط التخصيصات المالية للوزارات، بالإضافة الى خفض ميزانيات الأقاليم وجدولة الديون والاقتراض من البنك الدولي لسد العجز الحاصل في الموازنة المتلكئة”، لافتين الى ان منح التعويضات المالية للمتضررين بهذا الشكل لاينسجم مع واقع الحال الذي تعيشه الدولة في ظل سياساتها الاقتصادية الصارمة لازمة الاقتصادية المتفاقمة.
وتساءل الخبراء، عن قدرة الحكومة في هذه المرحلة من رفع مستوى التعويضات الى هذا الحد لتشمل الالاف من المتضررين، في سياسة غير مدروسة وعشوائية كما جرت العادة في السنوات السابقة.
وكان المتحدث باسم مكتب العبادي سعد الحديثي قد كشف في وقت سابق ، عن حاجة العراق الى 50 مليار دولار لاعادة اعمار المناطق المتضررة جراء العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي وترميم البنى التحتية خاصة الموصل وضواحيها التي تدمرت فيها مقومات الحياة للسكان.
*
اضافة التعليق