الواشنطن بوست تكشف سر قبول السكان المحليين لمجازر داعش بحق الايزيديين؟

بغداد- العراق اليوم:

كشفت صحيفة واشنطن بوست الامريكية الاسباب التي جعلت السكان المحليين في الموصل يقبلون بالمجازر التي ارتكبها داعش بحق الطائفة الايزيدية بعد احتلال مدينة الموصل من قبل التنظيم الارهابي وقالت الصحيفة في تقريرها :

قبل ثلاث سنوات من هذا الشهر، بدأ مسلحو داعش هجومهم المنهجي ضد الاقلية العراقية الايزيدية الناطقة باللغة الكردية التي تتخذ من منطقة سنجار مكاناً وسُكنناً لها.

الاهم الآن هو فهم انماط العنف التي قام بها المسلحون الارهابيون لاكتشاف المقابر الجماعية والتعرف على شهادات الناجين. الأدلة الجديدة تشير الى أن الفكر المتطرف لداعش وفّر مبدأً توجيهياً لكثير من السكان المحليين الذين شاركوا في المجزرة بحق الايزيديين لدوافع مختلفة، فهم مشاركون في الفظائع حالهم حال تنظيم داعش.

وكان السعي لتحقيق المكاسب المادية، هو الدافع الأبرز لملاحقة الايزيديين وتعذيبهم. في حين ان العديد من الجماعات العرقية في شمال العراق تعرضت الى درجات متفاوتة من العنف الذي ارتكبه مسلحو داعش، لذلك تعتبر معاملة الايزيديين على يد تنظيم داعش بنظر منظمة حقوق الانسان بجريمة الإبادة الجماعية.

الابادة الجماعية بحق الايزيديين تعني، عمليات الاعدام الجماعية والاختطاف والاسترقاق الجنسي والتحويلات والتنقلات القسرية. فيقدر ما بين 400 الف شخص من الايزيديين كانوا يعيشون في سنجار، قُتل منهم ما لا يقل عن 10 آلاف شخص، فضلاً عن المشردين الاخرين.

الايزيديون مجتمع معزول وهرمي، لديهم تاريخ طويل من الاضطهاد والايذاء على يد الحكام المسلمين المتطرفين، في حين عاش الايزيديون بين العرب السنة والاكراد جنباً الى جنب لعدة قرون، لكن الممارسات التمييزية والاجتماعية بين الاديان، صوّرت الايزيديين على انهم عبدة الشيطان.

عقب الغزو الامريكي على العراق في عام 2003، حصل العديد من الايزيديين على فرص عمل جديدة في ظل السيطرة الكردية على المناطق، مما ولدت استياءً بين العرب المحليين.

وفي ظل هذا السياق التاريخي، اصبح تقدم مسلحي داعش سريعاً في مناطق الايزيديين، مسبباً كارثة انسانية لهم. وتعتبر آيديولوجية داعش المجتمع الايزيدي انهم مشركون بالله، وليس لهم الحق في الوجود في ظل الحكم الاسلامي، وفي كثير من الحالات، أُخذمن  الايزيديين حقوقهم وألزمهم التنظيم المتطرف باعتناق الدين الاسلامي او الاسترقاق الجنسي، اي العبودية.

في عام 2014، كانت قرية صغيرة تدعى كوجو تبعد 15 ميلاً عن منطقة سنجار، فرص مسلحو داعش حصاراً عليها، استمر لمدة 12 يومياً. وبحسب ناجين من هذا الحصار، فقد اقتحم المسلحون القرية وذبحوا في يوم واحد 400 رجل اكثر من 80 امرأة. وعامل المسلحون النساء معاملةً مأساوية فضلاً عن اخذ الاطفال كعبيد، حتى أن المسلحين بدأوا ببيعهم في الاسواق، ناهيك عن الاغتصاب الجماعي لافراد التنظيم.

وتبين دراسةً حديثة ان ايديولوجية الجناة غالباً ما تؤدي الى دور حاسم في اختيارهم للاهداف ووسائل العنف. وفي الوقت نفسه، يحتاج المرء الى النظر بما هو ابعد من الآيديولوجية الانتهازية والتهميش المتجذر للاقلية الايزيدية لشرح كيف أن عنف تنظيم داعش ضد هذا المجتمع لا يواجه اي معارضة من السكان المحليين؟.

علق هنا