بعد فضيحة النصراوي وسامر كبة، لماذا يتساقط مرشحو الحكيم واتباعه اليوم وليس البارحة ؟!

بغداد- العراق اليوم:

لم يمض على فضيحة هروب محافظ البصرة، ومرشح عمار الحكيم ماجد النصراوي أكثر من يومين، حتى دوت فضيحة أخرى لا تقل عارآ، ولا شنارآ بطلها أحد أتباع (السيد) عمار الحكيم ايضآ، بل يقال والعهدة على القائل أنه صهر الحكيم وليس تابعآ له فحسب، ونقصد به سامر عبد كبة مدير عام الخطوط الجوية العراقية.

 

وإذا كان النصراوي قد نجح في التخلص من الإعتقال بسبب استخدامه الدهاء والمكر أثناء هروبه من البصرة الى ايران، بعد ان سير موكبين فخمين اثر اعلان استقالته في احتفالية افتتاح جسر محمد باقر الصدر، مستخدماً الموكب الأول للتمويه، وقد توجه هذا الموكب الى داره مجتازآ نقاط التفتيش، وشاغلآ الجهات الأمنية التي كانت تراقبه، بينما مضى الموكب الثاني الذي كان يضمه الى الحدود العراقية، ليعبر صوب ايران، عبر منفذ الشلامجة!

 

نقول، إذا كان النصراوي قد (فلت) من شرك الإعتقال بفضل خطته الهوليودية، فأن المسكين سامر كبة قد أوقعه حظه العاثر في الفخ، فسقط بيد الأجهزة الأمنية، وهيئة النزاهة، بعد أن مسكوا به مسك اليد، مجللآ بعار الرشوة.

 

وهنا يأتي السؤال اللافت بعد سقوط النصراوي وسامر كبة: على من سيأتي الدور، ومن المرشح من اتباع الحكيم للفضيحة القادمة؟

 

والسؤال الآخر، وهو الأدق والأكثر وضوحآ: كيف سقطت ورقة التوت عن النصراوي وكبة اليوم ولم تسقط أمس مثلاً، في الوقت الذي كان يعلم فيه الجميع، وأولهم ولي نعمة النصراوي، عمار الحكيم، وآخرهم رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي أحال في الأسبوع الماضي النصراوي الى هيئة النزاهة  للتحقيق معه بشأن شبهات فساد) !! وبينهما كانت هيئة النزاهة  التي  تعلم علم اليقين  مفاسد النصراوي ونجله قبل ان يهربا.

 

أما سامر كبه ومفاسده، فقد كانت معروفة للقاصي والداني، ويكفي ان (العراق اليوم) وحده نشر تسعة تقارير خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط، عن  مصائب الفساد في شركة الخطوط الجوية العراقية، والتي كان أبطالها كاظم فنجان الحمامي وزير النقل، وسامر عبد كبة مدير عام الخطوط الجوية العراقية، وأعضاء اللجنة الإقتصادية التي كان يشرف عليها بشكل غير مباشر السيد محسن الحكيم ..

 

وعودة للسؤال المذكور : اين كانت هيئة النزاهة، والقضاء العراقي، والجهات الأمنية التنفيذية عن فساد النصراوي ونجله، ورشى سامر عبد كبة، ومن سيهرب، أو سيسقط غدآ من اتباع السيد عمار الحكيم، ولماذا لم تسقط من قبل التغطية السياسية، والأمنية، والمعنوية، التي كانت تحيط، وتحصن ماجد النصراوي وكبة وغيرهما من المغضوب عليهم؟

 

لا يوجد جواب واحد لحالة النصراوي وكبة وغيرهما من الذين سيسقطون بأيديهم ورقة التوت عن عوراتهم غدآ، إنما ثمة جواب مستقل لكل حالة، رغم أن قاسمآ مشتركآ يجمع الحالات كلها. فورقة التوت لم تسقط عن عورة ماجد النصراوي الا بعد ان تمرد على ولي نعمته، وقرر العمل لمصلحته، وليس لمصلحة ( السيد)، وثمة همس شاع هذه الأيام في الأوساط القريبة من المحافظ الهارب، تفيد بأن الرجل أنفجر في جلسة خاصة مع  أثنين من المقربين جدآ له، صارخآ بالقول: ( الى متى يكد ابو كلاش وياكل ابو جزمة، الا يكفي ان نضحي بحياتنا ومستقبلنا وسمعتنا من اجل النائمين للظهر .. دعونا نعمل لمستقبل عوائلنا، فغدآ لن ينفعهم أحد إن وقعنا في الحديد)!!

 

بعدها أعلن النصراوي العصيان المالي على (السيد)، وعلى لجنته الإقتصادية، وواصل تمرده، رغم ان ( السيد ) أمهله فترة من الزمن ليعود للطريق، لكن دون جدوى، ولما يأس السيد رفع عنه الغطاء وكأنه يرفع الغطاء عن بالوعة نتنة، فكان الذي كان، وحصل الذي حصل، ولسان حال السيد يقول: (على نفسها جنت براقش البصرة)!

 

أما موضوع سامر كبة، فهو لم يفسد اليوم كي يمسك برشوة قيمتها عشرون الف دولار، إنما الرجل فاسد من يومه كما يقولون في الأمثال الا ان فضيحته استوت ونضجت تماماً بعد ان فتح عليها النار ولي نعمته، ما عجل بطبخها واستواءها. إذ يقال ان سامر كبه ظل رغم علاقته الوثيقة جدآ بالسيد عمار الحكيم، وفيآ لباقر صولاغ، ولم يذهب مع السيد الى تيار الحكمة، فكان قياس فضيحة الرشوة مطابقآ لقياس وقاحته وخروجه عن الوصاية والرعاية، وخروجاً عن السائد والمعمول به الان، خاصة بعد وقوف مسئوله الأعلى، وزير التكنوقراط كاظم فنجان الحمامي في يوم (جنجلوتية) تأسيس تيار الحكمة، في اول طريق السيد نحو المنصة، هاتفآ بصوت عال ينافس به المشجعين قدوري ومهدي، معاهدآ، ومبايعآ السيد الحكيم على الولاء والطاعة!

 

وهنا بات على السيد أن (يشوف شغله) ويسحب دعمه عن (الفاسد) سامر كبة، دون أي  تقدير لتضحياته، وذكر لخدماته (الجليلة) التي قدمها لصالح المجلس الأعلى عمومآ، والسيد عمار خصوصآ.. وهي خدمات ترجمت الى ملايين الدولارات نزلت في الجيوب.

 

نعم، فقد بات النصراوي وكبة بين ليلة وضحاها فاسدين، يتوجب فضحهما ومعاقبتهما، بعد ان كانا قبل شهر واحد لا اكثر مسئولين نزيهين، طاهرين وشريفين يستحقان دعم السيد وبركاته.

علق هنا