بغداد- العراق اليوم:
بين عام 2014 والى اليوم، ثمة فرق كبير في الاداء والانجاز في شركة نفط ميسان، هذه الشركة الفتية التي تنمو بشكل يدعو للاعجاب والاعتزاز، لاسيما وأنت ترى ان تجربة نجاح عراقية بكل المقاييس تكبر وتواصل النجاح في بيئة لا تدعو الا للفشل، ووسط اجواء لا مكان للناجحين فيها،
ويالشديد الأسف .
قصة نجاح شركة نفط ميسان لا يمكن ان تختزل في بضعة سطور، ولا مجال لأن يتصدى لكتابتها غير مختصين بالشأن النفطي والاقتصادي بشكل عام .
لكن هذا لا يلغي ايضاً، قدرة أي متابع مهما يكن مستوى وعيه وادراكه الا ان يضع علامة اعجاب امام ما تصنعه هذه الشركة التي باتت تشكل رئة اقتصادية تتنفس عبر ميسان الغنية بالموارد، الفقيرة في عملية ادارتها، والمحرومة من الاستفادة منها.
وبحسب تقارير صحافية، فأن شركة نفط ميسان التي يعود تأسيسها الى خمسينات القرن الماضي، حيث كانت تنتج انذاك (4) الاف برميل نفط يومياً ومن ثم تصاعد الانتاج في السبعينات الى (30) الف برميل/يوميآ حتى وصل الى (70) الف برميل في اليوم عام (2001)، لكن انتاجها تراجع بعد عام (2003) وبشكل كبير، بسبب تعرض المنشئات النفطية في المحافظة الى السلب والتخريب من قبل الجماعات الارهابية.
وكانت شركة نفط ميسان احدى شركات وزارة النفط التي تشكلت في مطلع سبعينات القرن الماضي، من خلال تشكيل مكتب، ثم تطور ليصبح قسمآ تابعآ للشركة الوطنية، وبعد سنوات قليلة تحولت الى هيئة نفط ميسان، تتبع لهيئة عمليات نفط الجنوب.
وفي عام (2008) تحولت هيئة نفط ميسان الى شركة نفط ميسان، وكانت مهامها التركيز على الاستخراج النفطي من خلال حفر الابار النفطية، ومد شبكة خطوط انابيب للانتاج، والمعالجة والتخزين والتصدير.
ولعل الفضل في تطور الشركة وتحقيقها لقفزات هائلة في وقت قياسي، هو الكفاءة العالية لادارة هذه الشركة، والكادر الفني والهندسي المتميز الذي تضمه. وفي طليعة هذا الكادر يقف خبير نفطي عراقي الهوى والهوية، نظيف اليد والسريرة، نعني به المهندس الاقدم عدنان نوشي ساجت، الذي ادار دفة هذه الشركة منذ عدة اعوام، بعد ان تولى مديرها السابق المهندس علي معارج البهادلي منصباً في مجلس محافظة ميسان، فكان المهندس عدنان نوشي البديل الانجح والأكفأ الذي اثبت جدارةً في تولي هذا المنصب، حتى ان الشركة في عهده باتت تنافس كبريات شركات النفط الوطنية العراقية، وباتت منفذاً داعماً للاقتصاد الوطني، ولإقتصاد ميسان.
ولأن مثل هذا النجاح يزعج جهات ودول فأن الاستهداف الذي يتعرض له مدير هذه الشركة كبير للغاية يدعو للدهشة والاستغراب، فهذه الكفاءة الوطنية يراد لها ان تخضع لمساومات دنيئة، ويراد لهذا المدير وغيره ممن يديرون الآن دفة القطاع الأهم في الحياة العراقية، ان يكونوا العوبةً بيد مافيات وجهات فاسدة تحاول التلاعب بقوت الفقراء ولقمة عيشهم، والتربح على حساب العراق، واقتصاد العراق، ومعيشة الشعب العراقي، الذي يعتمد على واردات النفط بشكل شبه كامل.
ان ما يتعرض له المهندس عدنان نوشي اليوم من استهداف هو حلقة من حلقات الفساد التي تريد الالتفاف على كل مفاصل الوطن النقية، وتبتغي ابتلاع كل ثروات البلاد، ونهب مقدارتها، وهذا امر لا يمكن ان يسكت عليه أي شريف وطني غيور.
فإستهداف هذا الرجل، ليس استهدافاً شخصيا له ابداً، ولا هي قضية عشائرية كما روجت للأسف بعض الجهات، التي تحاول التغطية على فشلها في حماية ثروات البلاد وقادة اقتصاده انما هو عملية ابتزاز واضحة، واسلوب نعرفه جيداً لجماعات نافذة تريد ان تجبر كل من لا ينصاع لتوجهاتها في نهب موارد البلاد، والتحول الى فاسد، على ان يغادر مكانه لتتولى هذه الجهات احلال من تريد، لينفذ اجندتها، ويحقق ما ترغب وتطمح البه. ولأن الكثير من الجهات قد عجزت عن تسمية الأمور بمسمياتها، فأن " العراق اليوم" لا تنقصه الجرأة ولا الشجاعة ليقول كلمة الحق، ويفضح هذه الجهات، ليس دفاعاً عن شخص عدنان نوشي -مع أنه يستحق الدفاع- ولا هو دفاع عن شركة نفطية عراقية، انهما هو دفاع عن اقتصاد وطني يراد له ان يُدمر، وعن لقمة فقير يراد لها ان تسلب، وهيهات لهم ذلك، ما دامت كلمة ابناء العراق هي العليا، ولن تكون لهذه الجماعات الغادرة في عراقنا، موطئ قدم مهما فعلت ومهما غدرت !
لذا يجب على الجهات المسؤولة العليا، وكذلك المؤسسات الأمنية المختصة، والفاعليات الإعلامية، والشعبية ان تنهض نهضة رجل واحد للدفاع عن هذا المسؤول العراقي النزيه، وتحمي ظهره، فالرجل يعرض حياته وحياة عائلته للخطر من اجل ثروات العراق.. إذن لنحم شخصآ يسعى بكل جهده لحماية رغيف خبزنا ويكافح من أجل صيانة موارد نفطنا التي يجتمع على سرقتها كل اعداء الله، واعداء العراق.
*
اضافة التعليق