الحيالي والأعرجي .. تاريخ وطني وجهادي مضيء ينير لهما طريقهما في وزارتي الدفاع والداخلية

بغداد- العراق اليوم:

رأى مراقبون للشأن الأمني، ان اختيار رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، لوزيري الدفاع والداخلية، كان موفقاً للغاية، وقد انعكس على أدائهما المميز على الملف الأمني في البلاد برمتها.

وذكر المراقبون في حديث لـ " العراق اليوم"، ان " أداء وزيري الدفاع والداخلية اتسم بسرعة الاستجابة للتحديات، وأبتعد كثيراً عما كان يجري في السابق من تسييس للملف الأمني والعسكري، حيث أن الرجلين ( عرفان الحيالي وقاسم الأعرجي) يعملان بصمت في سبيل ضبط اداء الوزارتين الأهم في العراق، وقد احرزا تقدما جيداً في هذا المجال ".

وأشاروا الى أن " وزير الدفاع عرفان الحيالي يواصل جهوده في سبيل القضاء على البيروقراطية البطيئة في المفاصل العسكرية، ونجح بشكل جيد في تفعيل مبدأ الاستجابة السريعة، وتخفيض الحلقات الزائدة في اتخاذ القرارات العسكرية ذات البعد التعبوي أو السوقي ".

ولفتوا الى ان " هذا الأمر انعكس بشكل واضح على وحدات الجيش العراقي، حيث بدأ العمل العسكري يتخذ نمطاً أكثر سرعة، وانخفض بشكل ملحوظ التسيب في الوحدات العسكرية، وعولجت مسألة الترهل، أو ضعف القيادة والسيطرة التي كانت تعاني منها وحدات الجيش العراقي ".

المراقبون أشاروا أيضا، إلى أن " الوزير الحالي عرفان الحيالي نجح بشكل ملحوظ  في تفعيل مكتب التفتيش العسكري الذي ارتفعت نسبة أدائه بشكل كبير وقضى على  الكثير من بؤر الفساد والفوضى".

من جانبهم أثنى ضباط سابقون، وخبراء عسكريون، على دور وزير الداخلية قاسم الأعرجي في تفعيل مفاصل الداخلية، وتنشيط كافة مرافقها المهمة.

وأشاروا في حديث لـ " العراق اليوم "، الى ميدانية الأعرجي الذي غير الصورة النمطية لوزير الداخلية، حيث مواكبته للأحداث وتفاعله معها بشكل سريع، والزيارات والجولات التي يجريها بشكل مستمر على مختلف القواطع والمحافظات، فضلاً عن شجاعته المعهودة، واقدامه على اتخاذ اجراءات لم يتخذها قبله.

ولفتوا الى ان " الاعرجي في أول ايام تسنمه المنصب رفض اعفاء ضباط كبار من الداخلية بدعوى شمولهم بالمساءلة والعدالة، في وقت كان هولاء يقودون تشكيلات تتصدى للأرهاب الداعشي، فضلا عن صدور اوامره بمنع العقوبات الجماعية التي تطال بعض عوائل المتهمين او اركان النظام المباد ".

واثنى المراقبون على الحس الوطني العالي الذي يتمتع به الاعرجي الذي زار السعودية، واجرى لقاءات مهمة للغاية، وحين سألته مذيعة قناة العربية سؤالاً خبيثاً عن مدى قبول او رفض ايران لهذه الزيارة؟، كان رده عراقياً خالصاً الجمها حجرا حين قال لها " ما يهمني هو رأي العراق ومصلحته فقط ". وهنا نود الإشارة الى ان تاريخ الوزيرين الوطني المكافح والمعارض للدكتاتورية بمثابة قبس من نور يضيء لهما طريقهما الان وهما ينفذان في برامجهما الوزارية بشجاعة، وثقة، دون خوف، أو تهادن، أو تهاون  مع هذا أو ذاك على حساب الوطن والمواطن، إذ ربما لا يعرف الكثيرون أن وزير الدفاع عرفان محمود الحيالي كان واحدآ من الذين تصدوا لجور وظلم الدكتاتورية الصدامية ببسالة، فقام مع ثلة من المناضلين العراقيين الشجعان من أبناء الأنبار بمقاومة النظام الصدامي بشراسة، فأعتقل مع رفاقه الشهيد فصال الكعود، والشهيد عبد الكريم الحمداني وعناد الدليمي، الملحق العسكري الحالي في مصر، وعضو مجلس محافظة الأنبار الحالي، مسؤول اللجنة الأمنية فيه نعيم الكعود وغيرهم من الأبطال الذين أعتقلوا من قبل جهاز الأمن الخاص، حيث تعرضوا الى شتى انواع التعذيب على يد قصي صدام حسين شخصيآ، ما ترك آثارآ بدنية ونفسية شديدة لم يزل يعانون منها حتى هذه اللحظة رغم مرور اكثر من ربع قرن عليها. وقد كانت الخاتمة على يد المجرم عواد البندر الذي أصدر بحقهم حكم الإعدام خلال دقائق عدة!! أما وزير الداخلية قاسم الأعرجي، فهو ذو تاريخ جهادي يعرفه الكثير من رفاقه واخوته المجاهدون.. كيف لا، وهو الفتى الذي غادر ريعان شبابه، وترك احلامه وطموحاته الشبابية ليلتحق بركب شهيد العراق الخالد محمد باقر الحكيم، حاملا بندقيته الجهادية في موكب (بدر) الجهاد والثورة على الطغيان البعثي الصدامي، فكان نعم المجاهد، ونعم الفتى المتسلح بهموم شعب عظيم لم ولن يرضخ لجبروت ظالم جبار .. ان تاريخآ مثل هذا التاريخ البهي، الذي بحمله هذان الوزيران الوطنيان كفيل بحماية مسيرتها الوزارية، وحماية نزاهتهما، وقراراتهم الباسلة ويمنحهما القوة، والمناعة، والعزيمة على الوقوف بوجه كل عصابات الفساد، والرذيلة.

علق هنا