العربي اللندنية : الحكيم يقفز من المركب بعد ان أغرقه ..

بغداد- العراق اليوم:

قالت صحيفة العربي اللندنية ان محاولة رئيس المجلس الاعلى السابق عمار الحكيم القفز من مركب المجلس هي محاولة سيكتب لها الفشل حتمآ. خصوصا انه كان السبب الرئيس في تراجع شعبيته .

واشارت الصحيفة الى ان المجلس الأعلى الإسلامي أحد أكبر التشكيلات السياسية الشيعية المشكّلة للتحالف الوطني الحاكم في العراق يحاول إعادة ترميم صفوفه بعد الضربة التي تلقاها بانشقاق عمار الحكيم عنه وتأسيس حركة جديدة تحت مسمّى تيار الحكمة.

وأعلن المجلس أمس، عن انتخاب همام حمودي رئيسا له، وباقر الزبيدي وجلال الدين الصغير مسؤولين لمكتبيه التنظيمي والتنفيذي، داعيا أنصاره في بيان للاستعداد لـ”مرحلة جديدة”.

ويعتبر مختصّون في شؤون الأحزاب الدينية في العراق حمودي شخصية مغمورة بلا تاريخ سياسي فعلي، فيما باقر الزبيدي وجلال الصغير مصنّفان ضمن ما يعرف بالحرس القديم ذي الصلات الواسعة بإيران والحريص على الحفاظ على صلات وثيقة للمجلس بطهران التي كانت قد احتضنت تأسيسه في ثمانينات القرن الماضي.

وعلى اعتبار المجلس الأعلى الإسلامي إحدى أكبر الحركات المشكّلة للتحالف الوطني ، فإن صورته لدى العراقيين باتت لصيقة بذلك الفشل، فضلا عن تهم الفساد التي تلاحق كبار قادته. ويمكن اعتبار قفز الحكيم من مركب المجلس جاء في لحظة حاسمة قبل غرقه مع الذكر انه كان سببا رئيسا في غرق المركب خصوصا لكثرة الانتقادات التي طالته بسبب طريقة عيشه الباذخة وسيطرته على مفاصل مهمة منها شركات طيران وقصور ومباني كبيرة كانت تعود للنظام السابق .

ويبدو العراق خلال الفترة الحالية مقبلا على مرحلة انتقالية، هي مرحلة الخروج من الحرب على تنظيم داعش والتي ساهمت رغم ما خلّفته من خسائر كبيرة ومن دمار هائل في تعرية الكثير من الحقائق وأكثرها وضوحا استحالة مواصلة حكم البلد وقيادته بذات السياسة التي أوصلته إلى حافّة الانهيار، وبذات الشعارات الدينية وحتى الطائفية التي لم تعد تعني شيئا للجيل العراقي الصاعد.

وبغض النظر عن مدى نجاح عمّار الحكيم في تسويق شعاراته “التجديدية” بين صفوف الشباب العراقي، إلاّ أن متابعين للشأن المحلّي يؤكّدون أن تياره سيخصم القسم الأكبر من الرصيد الجماهيري للمجلس الأعلى، وايس جميعه، خصوصا وأنّ الأخير عرض قيادة اغلبها من الوجوه المستهلكة.

وأوردت الهيئة القيادية للمجلس، الأحد، في بيان القول إنّه “بعد مسيرة دامت أكثر من ثلاثة عقود من الزمن واكب فيها المجلس الأعلى الإسلامي العراقي حركة التحرر للشعب العراقي منذ حكم نظام البعث البائد ومنذ انطلاق التحرك على يد مفجر الثورة الإسلامية في العراق آية الله العظمي الشهيد السيد محمد باقر الصدر واستمرار هذه النهضة بقيادة شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم، قدم المجلس الأعلى التضحيات الكبيرة في قوافل الشهداء والدماء الزكية وفي مقدمتها دم شهيد المحراب الخالد وديمومة المسيرة خدمة للوطن ودفاعا عن حقوق الشعب العراقي في حياة كريمة حرة”.

وتوضّح هذه الديباجة تمسّك المجلس باستخدام شعارات قديمة، وتسويق رموز لم تعد تعني الكثير للعراقيين المشغولين بقضايا صعوبة المعيش اليومي وانعدام الأمن وانسداد آفاق المستقبل، مع حالة شبه الإفلاس الاقتصادي التي يواجهها العراق في ظلّ التراجع الحادّ في أسعار النفط مصدر الدخل الرئيسي للبلد.

وأضاف ذات البيان أنه “في ضوء المستجدات الأخيرة للمجلس الأعلى وإيمانا بضرورة مواصلة مسيرة المجلس وتيار شهيد المحراب في خدمة أبناء الشعب العراقي، عقدت الهيئة القيادية وعدد من أعضاء المكتب السياسي اجتماعا اليوم في العاصمة بغداد وتداولت الأسماء المرشحة للتصدي لمواقع الخدمة في المجلس الأعلى”.

وأشار البيان إلى أن الهيئة “قررت انتخاب الشيخ همام حمودي رئيسا للمجلس الأعلى، واستمرار الشيخ محمد تقي المولى في مسؤوليته لرئاسة الهيئة العامة للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي”، لافتا إلى “انتخاب باقر جبر الزبيدي مسؤولا للمكتب التنظيمي للمجلس، والشيخ جلال الدين الصغير مسؤولا للمكتب التنفيذي”.

وأوضح أنه سيتم “عقد اجتماع للهيئة العامة للمجلس الأعلى في الأيام القادمة للمصادقة على هذه القرارات ومناقشة بقية المواقع والمسؤوليات الأخرى التي نص عليها النظام الداخلي للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي”، داعيا “أبناء وبنات تيار شهيد المحراب إلى الاستعداد للانطلاق بمرحلة جديدة سنعلن عن برنامجها لاحقا”.

علق هنا