لماذا يخرج سليم الجبوري من الحزب الإسلامي والحكيم من المجلس الأعلى قبل الإنتخابات؟

بغداد- العراق اليوم:

لماذا يغادر عمار الحكيم المجلس الأعلى وهو يعد بيته، وبيت أبيه، وعمه ولماذا يغادر سليم الجبوري الحزب الاسلامي، وهو الذي نشأ فيه وتربى فكريآ وعقائديآ وحزبيآ، وإذا كان خروج مثل هذين القطبين أمرآ طبيعيآ يحدث في مختلف البيوت السياسية والعقائدية، فهل كان خروجهما قبل الإنتخابات طبيعيآ أيضآ؟

قد يبدو السؤال بريئآ لمن يقرأه دون تمحيص، لكنه في الحقيقة غير ذلك! فهو ملغوم بإحتمالات، وتأويلات عدة، لذلك نرى الجدال محتدمآ في الأوساط السياسية والاعلامية، بل وحتى في المقاهي والبيوت والمنتديات فثمة التباس  بل وشكوك تدور حول هذين (الخروجين)

 المقيرين للجدل في الشارع العراقي بشقيه الشيعي والسني !!

نعم فالجدل يحتدم بقوة في كل مكان  بعد اعلان رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم انشقاقه عن المجلس وتشكيل حزب سياسي جديد، وخروج رئيس البرلمان سليم الجبوري مؤخرًا من الحزب الإسلامي العراقي وتشكيل حزب التجمع المدني للإصلاح.

فهل تسعى التيارات الدينية في العراق بهذا التشقق والتشظي إلى إعادة هيكلتها والخروج من التقليد المتبع منذ أعوام، بعد ان ادركت ان امورها لن تكون بخير في الانتخابات القادمة، وإن بيوض الذهب التي كانت تبيضها دجاجاتها المنتشرة في الكثير من الوزارات والمصالح الحكومية ستنتهي عند الانتخابات القادمة بعد ان اكتشف المواطن الناخب زيف شعاراتها، وكذب  عناوينها، لذلك فإن هذه الاحزاب ارادت ان تخرج من جلدها فعلآ، ام ان امرآ قد دبر بليل بين الخارجين من الاحزاب والباقين فيها من اجل حصد مكاسب انتخابية اكبر، واستقطاب شريحة الشباب بصيغ وعناوين اكثر بريقآ من اجل التصويت لهم مستقبلا، بعد ان سأم هؤلاء الشباب كل مبتنيات وافكار وممارسات هذه الاحزاب التقليدية، وبعد ان تضخمت حالة الفساد لدى اللجان الإقتصادية فيها كما هو الحال في المجلس الاعلى مثلا، فضلآ عن فظاعة فساد وزراء هذه الاحزاب، ولا نريد ان نتحدث عنهم بالأسماء، فهم معروفون لدى الجميع، على ان يتم الإلتئام بين الخارجين والباقين في (المجلس والحزب الإسلامي) بعد انتهاء الانتخابات، و حتمآ فإن العودة ستكون سهلة، ربما اسهل من الخروج، إذ قد تبرر هذه العودة بالمصالحة التاريخية، او ستكون بصيغة عودة الفرع للأصل!!  وكي نكون محايدين في العرض يتوجب علينا ان لا نغفل الاسباب والمبررات الاخرى التي استدعت خروج الحكيم والجبوري. كأن يكون هذا الانشقاق قد حصل قبل الانتخابات بالصدفة وليس بالتدبير، وأن هناك مراجعة فكرية وسياسية حقيقة قد اوصلت الى هذا الخروج،، وطبعآ فإن الإخفاقات التي لحقت بالأحزاب الدينية الحاكمة في البلاد منذ سنوات، خاصة مع تصاعد شعبية التيارات المدنية مع الحركة الاحتجاجية المطالبة بالإصلاح والتغيير كان واحدآ من اهم اسباب المراجعة، والتأمل، ومن ثم الخروج من الجلد القديم.

وقد سبق اعلان خروج عمار الحكيم من  المجلس الأعلى الإسلامي -وهو زعيمه- نقاشات حادة وسجالات للوصول إلى رأي موحد بعد الخلافات التي عصفت بهيئة المجلس القيادية، حسب ما ذكر القيادي في المجلس فادي الشمري.

حيث قال الشمري في تصريح صحفي إن “الخلافات الآن تدور حول تيار شهيد المحراب الذي يعد مظلة كبيرة لمن يؤمن بفكر محمد باقر الحكيم، ونحن نتحدث عن الاف من المنتظمين رسميًا، وتنظيم يتواجد في 14 محافظة عراقية، لذلك نحن بحاجة إلى تفاهمات جديدة للخروج بصيغة موحدة حول مصير تيار شهيد المحراب”.

ويرى مراقبون أن المجلس الأعلى الذي يتزعم رئيسه عمار الحكيم رئاسة التحالف الشيعي قد انفرط عقده، ولم يتبق منه شيء، حتى اسمه لم يتبناه أحد لغاية الآن، أما الحكيم فلديه تجمع شبابي جديد وهو “تجمع الامل” ويضم قيادات شابة، جديدة برزت إلى الساحة مؤخرًا، أما قيادات المجلس المخضرمون، وهم كلٌ من عادل عبد المهدي وباقر الزبيدي وجلال الدين الصغير وحامد الخضري وغيرهم، فلديهم مشاريعهم السياسية الخاصة بعيدًا عن المجلس.

بينما يقول المحلل السياسي مهدي جاسم “إن مرحلة ما بعد “داعش” وقرب الانتخابات البرلمانية هي التي جعلت جميع الأحزاب والكتل السياسية في دوامة الصراع من أجل البقاء حتى وإن كان على حساب الحلفاء والأشقاء”.

وأضاف جاسم أن الحكيم يعلم جيدًا أنه الأقل حظًا وحظوةً في منافسته على مقاعد مريحة بوجود قيادات الحشد القريبة من المالكي، إضافة إلى جماهير التيار الصدري الحاسمة أمرها، وبالتالي حاول أن يتدارك نفسه قبل فوات الأوان”.

من جهته أعلن رئيس البرلمان سليم الجبوري المنتمي للحزب الإسلامي ذراع حركة الإخوان المسلمين في العراق، انشقاقه وخروجه الهادئ من الحزب، وتشكيله حزبًا جديدًا تحت مسمى “حزب التجمع المدني للإصلاح” وذلك بعد تراجع شعبية الحزب في المناطق التي كان يتمتع فيها بجماهيرية واسعة، بسبب أحداث تنظيم “داعش” وما رافقتها من تداعيات، واتهامات طالت قيادات حزبية بالفساد، فضلًا عن تهم الإرهاب التي تلاحقهم منذ زمن نوري المالكي الذي استخدم القضاء العراقي في استهداف خصومه.

وأعلن الجبوري قبل أشهر تشكيل الحزب الجديد، لكنه لم يعلن خروجه من الحزب الإسلامي إلا قبل أيام في تصريحات متلفزة، وهو ما يعني أن الأحزاب الحاكمة في البلاد تمضي نحو التشظي بسبب إخفاقها في تقديم الخدمات للمواطنين وتحسين أوضاع المعيشة.

وخلال الفترة الماضية، أعلنت مفوضية الانتخابات في العراق عن تأسيس العشرات من الأحزاب الجديدة، والتي انبثقت من الأحزاب الكبيرة، في محاولة للحصول على أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية المقبلة، خاصة مع صعود بعض التيارات التي يخشى حصولها على عدد كبير من أصوات الناخبين، وهو ما جعل الرعب يدب بين صفوف الأحزاب المخضرمة التي بدأت بالتفكك لتتوحد بعد الانتخابات.

علق هنا