بغداد- العراق اليوم:
هدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في حديث إلى مجلة "ناشونال إنترست" إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن طهران قد تنسحب من الاتفاق النووي.
إذا كانت إدارة أو حكومة ترى مصالحها عبر إلغاء الآخرين، فإنها عندها تحاول خلق مشكلة بطريقة لا توصل إلى حل
وسأل رئيس تحرير مجلة "ناشيونال إنترست" جاكوب هيلبرون ظريف عما قاله في مقابلة مع برنامج فريد زكريا على شبكة "سي إن إن" للتلفزيون عن انتهاك إدارة ترامب لروح الاتفاق النووي إن لم يكن لنصه، وماذا سيكون الرد الإيراني على ذلك، فأجاب: "سرنا في الطريق الذي نص عليه الاتفاق النووي، ورفعنا ذلك إلى اللجنة المشتركة، وسنناقش الأمر في اللجنة للتأكد من معالجة النواقص الأمريكية. لقد كان ذلك محور نقاش دائم داخل اللجنة، ليس فقط خلال عهد إدارة ترامب وإنما أيضاً في أيام إدارة أوباما، عندما استغرقت الولايات المتحدة مثلاً أشهراً عدة كي تسمح بشراء طائرات ركاب...و وهذا من وجهة نظرنا فترة طويلة، لذلك كان علينا رفع الأمر إلى اللجنة المشتركة. وقد جرت معالجة بعض الأجزاء وتركت أجزاء أخرى، وهذا هو الطريق المفتوح أمامنا في الوقت الحاضر. وإذا وصل الأمر إلى انتهاك أساسي، أو إذا لم يتم احترام بنود مهمة في الاتفاق، سيكون على إيران سلوك خيارات أخرى متاحة بما في ذلك الانسحاب من الاتفاق".
خيار مفتوح
وسئل هل تريد أن تحدد المزيد من الخيارات أو الاكتفاء بهذا؟ فأجاب :"أعني، أن هذا الخيار مفتوح بالنسبة إلي". وهل تعني الخيار الأقصى، أجاب: "نعم"
ترامب
ورداً على سؤال عما إذا كان ينظر إلى ترامب على انه الرجل الذي يمكن التعامل معه، أو يشعر بأنه مزاجي في تعاملاته مع إيران ولو بلغة التهديدات حتى الآن، فأجاب: "التهديدات لا توصل إلى تفاهم أكبر، ليس مع إيران فقط وإنما مع دول أخرى على حد سواء. علينا أن نكون حذرين حول إرسال الإشارات، لأنه شهدنا ارسال إشارات خاطئة في الأسابيع القليلة الماضية في المنطقة، خصوصاً بعد قمة الرياض، مما تسبب بردود فعل، ليس بين حلفاء الولايات المتحدة وإيران، وإنما ضمن هؤلاء الحلفاء أنفسهم. وهكذا أعتقد أنه من المهم أخذ ذلك في الاعتبار، وان نفهم تعقيدات الوضع".
إيران هي الرابح!
وعن المقال الموسع في صحيفة "نيويورك تايمز" الذي استخلص أن الولايات المتحدة هي الخاسر في العراق وأن إيران هي الرابح، وهل يوافق على هذا الاستنتاج، أجاب: "لا نرى الوضع في منطقتنا على أنه معركة ربح أو خسارة. إنه وضع جعل فيه الغزو الأمريكي للعراق الجميع في خانة الخاسر. ولأننا نعتقد أن الوضع في عالم اليوم مترابط جداً بحيث ليس ثمة رابحون أو خاسرون، فإنه إما أن نربح كلنا أو نخسر كلنا. ومن الواضح أنه إذا كانت إدارة أو حكومة ترى مصالحها عبر إلغاء الآخرين، فإنها عندها تحاول خلق مشكلة بطريقة لا توصل إلى حل. أعتقد أن منطقتنا في حاجة إلى حلول. وهذه الحلول يجب أن تنبع من مقاربات مختلفة للقضايا. أعتقد أن المقالة التي تحدثت عنها لم تأخذ الموقف كاملاً. إنها تمثل صورة مشوهة".
لا يمكن لبلد السيطرة على آخر
ورفض ظريف فكرة أن بلداً في إمكانه السيطرة على بلد آخر، في معرض الرد على المقالة التي أشارت إلى سيطرة إيران على العراق. وقال إنه "حتى قوة عظمى لا يمكنها ادعاء السيطرة على بلد آخر وسيكون ذلك بمثابة مبالغة. وبالنسبة لنا، فإن الشيعة والسنة والأكراد كلهم شرائح مهمة من المجتمع العراقي الذين نحتاج إلى علاقات معها. لقد ذهبنا لدعم الأكراد عند غزو داعش وكنا أول الواصلين إلى إربيل لتأمينها وانقاذها من احتلال داعش بشكل أساسي".
*
اضافة التعليق