بغداد- العراق اليوم:
في غرفة داخل كراج بإحدى العمارات، استطاعت مريم فتح الباب، طالبة الثانوية العامة، أن تهز عرش مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بل أصبحت أشهر من الطلاب الأوائل الذين تصدروا الصفحات الأولى من الصحف عقب إعلان النتيجة، إذ كان لديها ما يستدعي التوقف عندها دون غيرها.
نجحت مريم في الثانوية العامة شعبة علمي علوم، وحصلت على 99%، وهي تعيش مع والدها الذي يعمل “بوابًا” كما تحب أن تصفه، وتفتخر به ويتداول النشطاء صورها، ويتحدثون عنها كمثال وقدوة وتأكيد بأن النجاح لم يكن مرهونًا بالمكان أو الزمان أو الإمكانات المادية.
وبعد موجة من الجدل على موقع “فيسبوك” بدأت الفضائيات المصرية تتسابق على استضافتها للحديث معها، ورغم أن أسرتها رفضت في البداية ظهورها حتى لا تكون معروفًة وسط زملائها عند التحاقها بكلية الطب كون والدها يعمل بوابًا إلا أنها ظهرت أخيرًا بعد أن حرص عدد من الشخصيات العامة على مقابلتها وتقديم الهدايا لها.
وبمجرد استضافة مريم في فضائية المحور ببرنامج “90 دقيقة”، قرر صاحب محل مجوهرات تقديم هدية لها عبارة عن بعض المجوهرات من “خاتم وسلسلة وبعض القطع الأخرى”، إلا أن الطالبة المتفوقة رفضت قبول ذلك بحجة أنها لا تقبل التبرعات من وجهة نظرها؛ لأن والدها يوفر لها كل شيء.
بينما قام الكابتن أحمد حسن نجم منتخب مصر السابق، خلال الساعات الماضية بزيارة مريم في مقر سكنها وداخل غرفتها التي كانت تذاكر الدروس بها، لينشر على حسابه الشخصي تعليقًا تحت عنوان “يوم مع الدكتورة مريم”.
وشن نجم منتخب مصر السابق هجومًا شرسًا على الإعلام المصري بعد لقاء مريم وأسرتها، مطالبًا إياه بتقديم مثل هذه النماذج التي تصر على العمل والاجتهاد في أشد الظروف والمعاناة وليس الاهتمام بمن تتعرى.
وكتب حسن في جزء من تعليقه: “هل سيجري أحد خلف مريم ويدفع لها أموالًا حتى يستضيفها ويظهرها كنموذج مشرف فهي بنت حارس العقار البسيط ولديها 4 أخوات وفي غرفة واحدة تحت كل الصعوبات وتحقق 99% ؟”.
وتابع حسن: “بالتأكيد لن يفعل أحد ذلك لأننا أصبحنا في زمن التفاهات؛ وأنموذج مثل مريم لن يعيره أحد أي اهتمام”.
بينما قالت مريم في تصريحات لها إنها كانت تذاكر في محل خال بالعقار المتواجدة فيه، وكانت أسرتها تحرص على توفير ما تحتاجه ويشجعها سكان العمارة على مواصلة تعليمها كونها متفوقة منذ المرحلة الابتدائية فكانوا ينادونها بـ”الدكتورة مريم”.
تحلم مريم بالالتحاق بكلية الطب جامعة عين شمس وترى أن البطل الحقيقي لقصة نجاحها هم والداها وأشقاؤها إذ ترك الأب قريته بمحافظة الفيوم من أكثر من 25 عامًا لينتقل للقاهرة بحثًا عن لقمة العيش الأمر الذي جعلها تفكر في كيفية إدخال الفرحة والبهجة على والديها تكريمًا لهما على ما فعلوه معها لتصبح طالبة بكلية الطب
*
اضافة التعليق