بغداد- العراق اليوم:
يقول العميد الركن زهير عبد الرحمن عندما كان مديراً لشعبة التاريخ العسكري : حدثني اللواء الركن نايف حمودي، وهو أحد الباحثين في شعبة التاريخ العسكري وأقرب أصدقاء الزعيم عبد الكريم قاسم، فقال.. قررنا أنا والزعيم الركن عبد الكريم قاسم أن نقضي سوية شهر اجازتنا السنوية في سوريا..
وفي سوريا كان الزعيم عبد الكريم قاسم دائم الغياب الى أماكن لا اعرفها ولم يخبرني عنها، وسرعان ما نفدت نقوده اثناء السفرة، فاستولى الزعيم على نقودي، بحيث لم نقض سوى إسبوعين في سوريا، بعد ان نفد كل ما كنا نملك من النقود، فاضطررنا الى العودة الى بغداد، ونحن لا نملك فلساً واحداً، بحيث اضطررنا نحن الاثنين الى أن نشترط على صاحب السيارة التي أقلتنا من دمشق الى العراق، أن ندفع له أجرته في بغداد فوافق الرجل.. وقد اتضح لي بعد ذلك بفترة أن غيابات الزعيم عبد الكريم قاسم كانت من أجل اللاجئين العراقيين في سوريا، وأغلبهم كان من اليساريين، فكان يفتش عنهم ويعطيهم كل ما يملك من النقود!!
وعندما نفدت نقوده استولى على نقودي، وصرفها ايضآ، فأثرنا العودة الى الديار...؟
ايها الزعيم - والكلام للعميد زهير- والله لقد تعبت في البحث قبلك وبعدك، فما وجدت مثلك زعيمآ نزيهآ، وطاهرآ، نقيآ وطيبآ، لذلك خرجت من هذه الدنيا خالي الوفاض، لكنك تدثرت فيها برداء النزاهة والشجاعة والوطنية والحنكة، والاثر الحسن..
وهذا لعمري اعظم ما اردته انت !!
*
اضافة التعليق