الإيرانيات ينقلن معركة الحجاب إلى السيارات

بغداد- العراق اليوم:

تخوض الإيرانيات فصلا جديدا في معركتهن ضد إلزامية الحجاب مع السلطات في بلادهن. إذ ترفض أعداد متزايدة من النساء في إيران ارتداء الحجاب أثناء قيادة السيارة، ما أثار نقاشا على الشبكات الاجتماعية حول ما إذا كانت السيارة “مساحة خاصة”.

ولاقت حملة قيادة السيارة دون حجاب في إيران رواجا وترحيبا كبيرين على الشبكات الاجتماعية.

وأظهرت لقطات فيديو انتشرت على موقع فيسبوك، الممنوع في إيران؛ إيرانيات يقدن سيارات دون حجاب كنوع من الاحتجاج على قوانين ارتداء الحجاب بالكامل أثناء قيادة السيارة، وذلك ضمن حملة لخلع الحجاب تقودها الصحافية الإيرانية ماسيه ألينجاد التي تعيش في نيويورك.

تقوم الصحافية منذ مايو 2014 بتشجيع النساء على نشر صورهن لتحدي قواعد ارتداء الحجاب. وتحظى صفحة على فيسبوك أنشأتها ألينجاد بعنوان “حريتي المسروقة” بأكثر من مليون متابع.

ويقول مراقبون في طهران إن النساء اللواتي يقدن وأغطية رؤوسهن على أكتافهن أصبحن يمثلن مشهدا مألوفا.

وتزداد المصادمات بين النساء والشرطة الأخلاقية الإيرانية في الصيف عندما ترتفع درجات الحرارة. وتقوم الشرطة بمصادرة السيارات التي لا ترتدي سائقاتها حجابا بصفة مؤقتة.

  الرئيس الإيراني حسن روحاني قال إن السيارة مساحة خاصة للشعب يجب أن تحترم، وأكد في حديث عام 2015 على أن مهمة الشرطة ليست إدارة الإسلام

 

ولم تستلم النساء للأمر الواقع ما أثار غضب رجال الدين المتشددين في إيران خاصة أنهم أصبحوا يواجهون صعوبة كبيرة في إلزام النساء بارتداء الحجاب.

ويعتقد الكثيرون في إيران أن المساحة الخاصة تشمل داخل السيارة، ولكن السلطة القضائية والشرطة تعارضان هذا التفسير.

وقال هادي صادقي نائب رئيس السلطة القضائية في إيران الأسبوع الماضي إن “الجزء غير المرئي من السيارة مثل الصندوق هو مساحة خاصة لكن هذا لا ينطبق على الأجزاء المرئية من السيارة”.

وقد أثارت تعليقاته ردود فعل ساخرة على الإنترنت، ونشر أحد مستخدمي تويتر صورة تظهر زوجين يحضنان بعضهما في صندوق سيارة. وكتب مستخدم آخر “لقد قالت الشرطة إن الصندوق فقط هو مساحة خاصة، يعني أن أولئك الذين لديهم سيارة دون صندوق ليست لديهم أي مساحة خاصة”.

وغالبا ما تمتنع وسائل الإعلام المحلية عن انتقاد الحجاب الإلزامي صراحة، ولكن النقاش حول ما يشكل مساحة خاصة قد سمح للصحف وحتى وكالات الأنباء الحكومية بنشر مقالات تعكس وجهات نظر الجانبين.

ونشرت وكالة الأنباء الرسمية (إيرنا) الاثنين مقالا بعنوان “خاصة أو غير خاصة؟”. وخلق هذا السؤال نقاشا قانونيا ودينيا حول الفضاء الخاص داخل السيارات.

وقال المحامي حسين أحمدي يناز لـ”إيرنا”، “إن التعدي على المساحات الخاصة للشعب بمثابة انتهاك لحقوق المواطن”. وأضاف “أن الأمر يرجع إلى البرلمانيين لتحديد المجال الخاص وليست الشرطة”.

وقال “إن القانون يؤكد أن المساحة داخل السيارة مساحة خاصة”. وأطلق الرئيس حسن روحاني ميثاق حقوق المواطن مطلع العام الجاري معتبرا أن “السيارة مساحة خاصة، وأنه من واجب القائمين على تطبيق القانون احترام ذلك”.

 

ويتوسع الانقسام بين رجال الدين والرئيس المنتخب. وكتب بهمن كشاورز، وهو محام بارز، مقالا في صحيفة “شرق” الإصلاحية، قائلا إن “ارتداء ما يسمى بـ’الحجاب السيء’ ليس جريمة بموجب القانون الإيراني”.

ورفض سعيد منتظر المهمدي المتحدث باسم الشرطة الإيرانية السماح للنساء بارتداء الحجاب غير الذي تفرضه السلطات، وأضاف “ما هو مرئي للعامة ليس فضاء خاصا ويجب احترام القواعد داخل السيارات”. كما حذر أصحاب السيارات من استخدام الزجاج الملون لمنع الآخرين من رؤية السيارة.

ولم يقتصر النقاش بشأن عدم ارتداء الحجاب في السيارة أو أن “السيارة مكان خاص” بين الإيرانيين الليبراليين أو الإصلاحيين، بل توسع وشمل حتى المتشددين.

وقال يحيى كمالبور عضو البرلمان الإيراني إن “الفضاء داخل سيارات الشعب مكان خاص ولا يحق للشرطة الدخول إلى هذا المكان من دون أمر قضائي”.

ويأتي هذا النقاش وسط خلافات متزايدة بين الحكومة والسلطة القضائية المتشددة التي تعمل بشكل مستقل عن حكومة روحاني.

وعلى الرغم من القيود فإن النساء يتزايد نشاطهن في المجتمع الإيراني. وعينت “إيران إير” وهي شركة الطيران الوطنية في البلاد، الأحد، امراة للمرة الأولى في منصب الرئيس التنفيذي. ويتعرض روحاني لضغوط من قاعدته الانتخابية لترشيح عدد قياسي من الوزيرات في تعديل وزاري له الشهر المقبل.

 

 

 

 

علق هنا