بغداد- العراق اليوم:
منذ سنوات طويلة، تُركز أجهزة المخابرات الإسرائيلية نشاطها على وسائل الإعلام المختلفة؛ لتكون المصدر الأول في نشر الأخبار والمعلومات والقصص والإشاعات للجمهور المتلقي؛ تنفيذاً لمخططات تشويه صورة المقاومة الفلسطينية وزرع الفتنة في الصفين العربي والإسلامي.
“المصدر”، اسم بات يتردد كثيراً وذاع صيته خلال الشهور الأخيرة، وأصبح مصدراً لكثير من وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية التي وقعت في الفخ الذي نصبه لها جهاز الأمن الإسرائيلي (الشاباك)؛ لنشر الأخبار والتقارير التي تحمل أهدافاً “خبيثة”.
“المصدر.. الأقرب إلى الحدث الإسرائيلي”، بهذا العنوان فضّلت أجهزة المخابرات الإسرائيلية دس السُّم في العسل، في محاولة لإظهار أن الموقع يهتم بالشؤون الإسرائيلية الداخلية وكشف تفاصيلها، لكن نشاط الموقع والأخبار والقصص التي يقوم بنشرها على مدار الساعة، تشي بعكس ذلك.
– موقع استخباراتي
موقع “المجد الأمني”، التابع لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حذّر من خطورة موقع “المصدر”، مؤكداً أنه “موقع استخباراتي بقالب إخباري يتبع المخابرات الإسرائيلية، تم إطلاقه لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية من خلال الاصطياد في الماء العكر وبث الأخبار الكاذبة والإشاعات”.
ووفق تحليل مضمون موقع “المصدر” وطبيعة المواد التي ينشرها عبر منصات ووسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا المرتبطة به وتجاوز عدد المشاركين والمتابعين لها الملايين من فلسطين والدول العربية، تبين أن الموقع تعدى نشر الأكاذيب والإشاعات، ليصبح منصة لاصطياد الجهلاء وضعفاء النفوس وإيقاعهم في وحْل العمالة.
الموقع الذي يشرف على هيئته التحريرية ضباط في المخابرات وإعلاميون إسرائيليون كبار، يعتمد على تزيين المجتمع الإسرائيلي وإظهار الصورة الجميلة والإيجابية له، وعلى النقيض من ذلك يختلق الأخبار الكاذبة التي تشوه صورة المقاومة الفلسطينية وتضرب مصداقيتها.
وتمثل المواضيع الجنسية الفاضحة مادةً دسمةً يغري بها “المصدر” زواره؛ بهدف جذب الانتباه، لا إلى هذه المواضيع؛ وإنما للمواضيع المجاورة التي تشوّه صورة الشعب الفلسطيني.
وعلى الرغم من هذا، فإن هناك العديد من وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية وبعض الشخصيات الناشطة وقعت في فخ “المصدر” الإسرائيلي، ولا تزال تعتمد عليه كمصدر لأخبارها ونشر معلوماتها، وبذلك تحقق الهدف الذي أنشئ من أجله هذا الموقع من دون أن تدري.
وأطلق موقع “المجد الأمني” تحذيراً هاماً، طالب فيه جميع وسائل الإعلام والناشطين بالحذر من التعامل ونشر المواد الإعلامية والأخبار “الكاذبة” التي ينشرها موقع “المصدر”، وعدم التماشي مع أهداف “الشاباك” الإسرائيلي في تشويه صورة المقاومة الفلسطينية وزرع الفتنة والتفرقة.
– فخ الشاباك
ويعتمد “المصدر” على وضع عناوين مثيرة من قبيل: “الأسبوع في 5 صور”، “كل شيء عن مروان البرغوثي”، “كل شيء عن تل أبيب”، “كل شيء عن قطاع غزة”، “المجلة”. لكن الفخ يكمن في تفاصيل تلك العناوين التي تحوي معلومات مغلوطة، تُظهر أن الإسرائيليين محبّون للسلام.
اللافت في الموقع الذي تخطى عدد متابعيه حاجز المليونين، أنه لا يحوي ميزة اختفاء الإعلانات التسويقية، هذا بالإضافة إلى تصميم ومتابعة عالية الجودة، وتقسيم زواياه بصورة فنية تلبي رغبات المتصفحين.
وبحسب تقرير نشره موقع “الخليج أونلاين” فإن طاقم “المصدر” التحريري يتكون من اليهود والعرب. وتشغل الصحفية الإسرائيلية “شميريت مئير” منصب رئيس التحرير، في حين يشغل الصحفي عامر دكه منصب مدير الإنتاج، ويتولى التحرير الصحفيان الإسرائيليان هداس هروش ويوؤاف شاحام، وإعلاميون آخرون سريّون، وشخصيات استشارية وإعلامية من جهاز الشاباك الإسرائيلي، ويتقاضون رواتب مرتفعة.
وكشف مصدر أن الموقع يتبع وزارة الخارجية الإسرائيلية، وهو ضمن سلسلة مواقع “مخابراتية”، يشرف عليه بصورة مباشرة جهاز الأمن الإسرائيلي (الشاباك)، ويتحكم في كل المواد التي تنشر عليها ضمن أهداف محددة.
وفي مواده الحصرية والخاصة التي ينشرها بشكل يومي ويتناول ملفات إسرائيلية وفلسطينية وحتى عربية وإقليمية، يعتمد الموقع في مصادره على المنظمة التعليمية الأمريكية (The Israel Project) والمعروفة إعلامياً باسم “TIP”، التي توفر له المعلومات والصور والخرائط والحقائق المفصلة والقضايا التي تخص إسرائيل والشعب اليهودي والشرق الأوسط، وهو ما يشير إلى ارتباطه الوثيق بجهات مخابراتية إسرائيلية وأمريكية تمدّه بالمعلومات.
مراقبون أكدوا لـ”الخليج أونلاين”-حسب ما ذكر- أن “المصدر” يعتمد، بشكل أساسي، على تسويق معلومات مضللة وبعيدة عن الواقع لأغراض مخابراتية؛ لتضليل الرأي العام في قضية معينة أو شخصية مختارة، في إطار المعلومات المحددة التي تصل لمحرري الموقع من جهاز “الشاباك”؛ لتفعيلها على هيئة أخبار أو مقالات صحفية أو تقارير.
وحذر المراقبون من التعامل في النشر والترويج لكل الأخبار التي ينشرها “المصدر” بأنواعها كافة، مؤكدين أنها “فخ” إسرائيلي يُنصب لكل متصفح وزائر للموقع أو صفحاته المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي.
*
اضافة التعليق