بغداد- العراق اليوم:
تتوالى الصفعات والضربات للمحور السعودي، منذ ترنح داعش، وتهشم دويلته المدعومة بأموال البترول الخليجي، وفتوى علماء السلف الطالح التكفيرية، حيث بدأت الصورة تتضح اكثر فأكثر، وبدأت ملامح المشروع المضاد للمشروع التخريبي السعودي في المنطقة تكتمل، عبر استعادة العراق لقوته وقرب عودته للساحة كلاعب مهم واساسي في حسم ملفاتها العالقة، ومنها ملف اعادة الاستقرار في المنطقة، عبر فرض معادلات جديدة، كانت قد غيبتها ظروف وتعقيدات السنوات الماضية، ولعل أهم ملامح المشروع العراقي ما بعد داعش، هي اعادة بناء جبهة وطنية داخلية، وتدعيمها من اجل وأد المشاريع التي يحاول اصحابها ان تكون بديلاً لداعش الذي "دعسته" القوات العراقية حسب المصطلح السوري !
لعل من قرأ تصريح مجلس محافظة الانبار اليوم، والذي ادلى به الشخصية الوطنية الشيخ نعيم الگعود النمراوي، سيعرف ماذا نقصد بمشروع الاستعادة العراقية الذي سيكون طامساً لمشروع الارتكاس، وسرقة النصر الكبير على دولة داعش المنفذة لمشاريع الاقليم ومؤامراته التقسيمية.
فقد ادلى الشيخ نعيم الگعود بتصريح نقله موقع ( العراق اليوم )، اكد فيه ترحيب مجلس محافظة الانبار باشتراك قوات الحشد الشعبي في معارك تحرير اعالي الفرات، والمناطق الغربية من الموصل.
واكد ان زمن الاعتراضات على القوات المسلحة بمختلف صنوفها وتشكيلاتها قد انتهى، وان القوات العراقية، كلها قوات نظامية تأتمر بأمر القيادة العامة للقوات المسلحة.
معنى هذا التصريح ودلالته كبيرة جداً، فهو يعني ان ثمة تحولآ نوعيآ في النظرة الاجتماعية والشعبية والرسمية قد فرضته معركة تحرير الموصل، وان حالة الوصول الى لحظة التعبير عن الروح الوطنية عبر ايقونة القوات المسلحة باتت راسخة، كأساس اجتماعي لا يختلف عليه اثنان، بمعنى اوضح، ان ثمة رابط وخط تماس بدأ يتشكل لا يختلف عليه العراقيون الآن، وهو وحدة هدف القوات المسلحة، وسمو غايتها في الدفاع المشترك عن وحدة وسيادة العراق وحفظ ابنائه وممتلكاتهم واعراضهم.
لعل التعبير عن هذا كان على لسان نعيم الگعود بشكل اوضح وأدق، خاصة وأن الكعود شخص وطني صميمي، عرفته سجون الطاغية صدام كمناضل عنيد، جاهد رغم صغر سنه آنذاك في سبيل اسقاط الديكتاتورية، وقد حكم على الشيخ نعيم الگعود بالاعدام، ابان فترة حكم الطاغية صدام حين كان برتبة ملازم في قوات الحرس الجمهوري، بالاشتراك مع الشيخ الشهيد فصال الگعود، ووزير الدفاع الحالي عرفان محمود الحيالي وضباط وطنيين اخرين، الإ ان الحكم قد خفف الى السجن المؤبد بتأثير من عشائر الأنبار، وبقي الگعود يحمل روح الثورة، وحلم تخليص العراقيين من نير الظلم والطغيان. وفي لحظة حساسة مثل هذه التي يمر بها العراق، كان الگعود وخلفه الكثير من الشرفاء يحملون روح الوطنية هاجساً ويعبرون عنها بمواقف واضحة يثبتونها فعلاً حاسماً بساحات المواجهة والتحدي الباسل.
*
اضافة التعليق