بغداد- العراق اليوم:
لا يختلف اثنان حول التأثير المادي والمعنوي والتعبوي والسايكلوجي لفتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها السيد علي السيستاني حفظه الله، فهذه الفتوى لم تساهم في ايقاف الإنهيار الحاصل في الجبهات العسكرية العراقية امام الهجمات الإرهابية التكفيرية فحسب، ولا في ردع التقدم الداعشي في الأراضي العراقية فحسب ايضآ، إنما قامت ايضآ بدفع العراقيين لإستلام المبادرة، والشروع بإعادة الأراضي والمدن المحتلة، بعد ان ثبتوا في مواقعهم دون ان يحدث تراجع واحد جديد، وهو أمر مهم جدآ وقتها.. لقد كان لفتوى السيد السيستاني الجهادية مفعول السحر الإيماني، إذ هب بعدها العراقيون شيعة وسنة ومسيحيين هبة رجل واحد يدافعون عن الأرض والعرض، ويسقطون حصون داعش واحدآ بعد الآخر.. واليوم وبعد انتصار هذه الفتوى العظيمة، التي تجلت بإسقاط دولة داعش الدموية، استذكرت مواقع التواصل الإجتماعي اللقاء الذي استقبل فيه السيد علي السيستاني، الشاعر الوطني الغيور سمير صبيح، والذي عطره الشاعر بأبيات شعرية قرأها في حضرة المرجع الأكبر، وحين وصل الى البيت الذي قال فيه: ( لوما فتوتك ضاع العراق وراح ) اوقفه السيد السيستاني، وهو يقول له: انها ليست فتوتي انا، انما هي فتوى امير المؤمنين سلام الله عليه)، فاشر بإصبعه على قبة الإمام علي بن ابي طالب الشريفة، فصلى الحاضرون بأصوات عالية على النبي وآل بيته الأطهار .. وهنا انخرط الشاعر سمير صبيح بنوبة من البكاء ..
يقول الشاعر سمير صبيح في تسجيل صوتي اجاب فيه على سوال طرحه عليه (العراق اليوم) حول مشاعره في تلك اللحظة، فقال سمير:- لا يمكن لي ان أصف مشاعري في تلك اللحظة، فهي مزيج من مشاعر الحب والفرح والرهبة والتأثر الوجداني، المدعوم بقناعة ايمانية مؤكدة مفادها ان الله احب العراق والعراقيين فاكرمهم ببهاء وشعاع نور ابي الحسنيين، وبشفاعته، وحضوره وضريحه وقبته، فكان شعاعه الساطع معهم في السراء والضراء، كما وهبنا الله نعمة عظيمة ممثلة ببخت السيد السيستاني، وبعلمه، ودينه، وفتاواه المنقذة. لذلك كان الدمع اصدق انباء من الكتب، فبكيت بكاء عفويآ وأنا ارى (السيد) يؤشر على قبة جده علي، ويقول ( إنها فتوى امير المؤمنين ) ..
*
اضافة التعليق