بغداد- العراق اليوم:
لم تمضِ سوى ساعات قليلة على اعلان بيان النصر التاريخي، وتحرير الموصل من دنس عصابات داعش الإجرامية، حتى توالت ردود الافعال العالمية المُرحبة بهذا الانجاز الذي ابهر العالم بأسره، فالعراقيون اسقطوا المخطط الأعظم لرسم حدود الشرق الأوسط بالدم، وانهوا اسطورة داعش للأبد والى غير رجعة، هذه الردود التي توالت على العراق، وهذا الاحتفاء الدولي الهائل، استفز كما يبدو دوائر القرار السعودية، واحرج الانتصار الباهر اعداء العراق الى الحد الذي طفحت فيه الهيستريا الى ابعد ما يمكن.
في اللحظات التاريخية ليوم النصر العراقي، كانت الدوائر السعودية تجهز حملتها المضادة لتبديد الفرحة العراقية، والتقليل من هزيمة داعش واثرها السلبي على النفسية السعودية التي شعرت بضآلتها امام ماكنة القوى العسكرية العراقية الجبارة.
فقد انبرت قناة العربية لصاحبها محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، الى تخصيص ساعة تلفزيونية كاملة مساء الثلاثاء لعرض (الانتهاكات الجسيمة) التي تعرض لها السكان المحليون على يد (داعش والقوات المحررة على حد سواء)!!
بهذه اللغة الإعلامية المفخخة، بدأت ميسون عزام مذيعة القناة العربية، (الفلسطينية الجنسية) ساعتها الاخبارية، وتغطيتها التي استندت فيها الى تقرير ما يسمى بمنظمة العفو الدولية، الذي يتهم داعش والقوات العراقية بارتكاب جرائم بحق السكان المحليين!!
فبدأت العربية حملتها باستضافة احد الناجين من مجزرة ارتكبها داعش في الجانب الايسر حيث فجرت عصابات داعش سيارة مفخخة قرب منزلهم ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص من عائلته، وبعد ساعات حاول من تبقى من افراد العائلة الهرب الا ان انذال داعش قنصوا اربعة عشر شخصاً من تلك العائلة، وجرحوا الشاب الذي بدا مبتهجاً رغم جراحه بما حققته قواتنا الباسلة، الا ان المذيعة لم يعجبها رد الشاب، فانهت المقابلة معه سريعاً وهي تطالبه بالضغط على الحكومة المركزية لغرض تعويضه !!
انتقلت العربية لضيف اخر عبر الهاتف تحدث من الموصل، سألته ميسون عن ما تعرضت له عائلته من قصف جوي بالخطأ اودى بحياة ١١٥ شخصاً في ايمن الموصل كانوا يختبئون في بيت واحد، الا ان الرد كان ضربةً اخرى تتلقاها العربية، حيث كان الرجل يتحدث عن انتصارات القوات العراقية ويشيد بها رغم جراحه العميقة، وقال لعزام التي حاولت اللعب على مشاعره، وجره الى اتهام القوات المحررة، فقال لها برباطة جأش كبيرة: نحن نعرف اننا في معركة ونعرف ان الاخطاء طبيعية، والقوات كانت تنوي تحريرنا ولم تستهدف المدنيين عنوةً!!
انهت المذيعة المقابلة، لتنقل الى ماريا معلوف ممثلة المنظمة، التي كانت تجيد دورها بالعزف على رغبة ونوايا القناة ومذيعتها ف(المعلوف) بدأت بحديثها عن داعش بوصفها (الدولة الاسلامية) ، وحين مرت على القوات العراقية قالت ان ما يسمى بـ(الشرطة الاتحادية) فقد استخدمت العنف المفرط ضد المدنيين !!
ثم راحت توجه الاتهامات لقواتنا العراقية بوقاحة، مدعومة بالاسئلة الخبيثة التي تطلقها المذيعة والتي تركز فيها على المساواة بين داعش والقوات المسلحة!
انتهى فصل معلوف لتنقل المذيعة الى لقاء مباشر مع النائب الموصلي نايف الشمري، الذي القم العربية ومذيعتها حجرا، حيث فاجأ الشمري العربية، برفضه واستنكاره لاتهامات معلوف للقوات العراقية، واطلاقها عبارة الدولة الاسلامية على عصابات داعش، وقد حاولت المذيعة ان تجر النائب الى توجيه اي اتهام او القبول بتخرصات العفو الدولية، الا ان رده كان صاعقاً وقاطعا، حيث نفى الشمري وجود اي عنف او استخدام مفرط للقوة تجاه المدنيين من قبل القوات المحررة، وقال لها بالحرف الواحد ( ان القوات المحررة لم تكن تحمل سوى اسلحة خفيفة ومتوسطة وهي تواجه عصابات داعش التي تتخذ من المدنيين دروعاً، وذلك لحرص القوات المحررة على تجنيب المدنيين اي اذى، مؤكدآ على ان القوات العراقية قوات منضبطة جدآ، وقد عملت على تحرير الابرياء..
وهكذا يقف العراقي النجيب نايف الشمري مدافعاً عن القوات العراقية في موقف عراقي مشرف، فأسقط بذلك سيناريو القناة العربية) التي حاولت، وستظل تحاول التغطية على الانتصار العراقي الكبير بشتى الصور القاتمة، ولكن هل تخفى الشمس بغربال الفبركات المفضوحة، والمنظمات المشبوهة، والمباعة بأسعار رخيصة !
*
اضافة التعليق