بغداد- العراق اليوم:
ظهور غير معتاد للفرقة السيمفونية الوطنية العراقية، من خلال احيائها أمسية رثائية بمناسبة شهر محرم بقيادة المايسترو علي خصاف، على خشبة المسرح الوطني ليلة الجمعة الماضية، بحضور عدد من المسؤولين في وزارة الثقافة وبعض الشخصيات الدبلوماسية، وجمع غفير من محبي الموسيقى.
الخطوة الجريئة التي أقدم عليها اعضاء الفرقة من مؤلفين وعازفين واداريين، لاقت ترحيبا واسعا من قبل الجمهور الذي استمر بوقفته وتصفيقه دقائق عدة حبا واعجابا باستماعه للأعمال الموسيقية العراقية التي قدمت لأول مرة بحس سمفوني عالمي، “ فمحاصل في الكرادة – الفاجعة – الغضب” هي المقطوعة الأولى التي ابتدأ بها الحفل لمؤلفها قيس حاضر والتي كشفت عن الاحداث المؤلمة لتفجيرات الكرادة ، فاجأت الجمهور، ليسلط الضوء بعدها المايسترو علي خصاف من خلال مقطوعته “ انين امرأة عراقية” بمشاركة الصوت النسائي “هدير”، على ما تعانيه الأم العراقية وشريحة النساء في الوضع الراهن، لتعزف بعدها مقطوعة بيتهوفن السابعة/ الحركة الثانية والتي كانت في محل استراحة للجمهور باعتبارها أكثر هدوءاً، ليسحرنا سليم سالم بمقطوعته “طريق الحق” والتي جسدت واقعة معركة الطف وكل الاحداث المتعلقة بها، معلنة طبول الحرب، ونقر عازفي آلة الكمان والجلو على أوتار آلاتهم وأصوات الفلوت وغيرها، باننا لا نزال سائرين على منهاج الامام الحسين “ع”. المايسترو علي خصاف قال إنّ: “ما تقدمه الفرقة من أعمال هي في غاية الروعة والدقة والأهمية من الناحية الفنية، وخصوصا الاعمال العراقية التي لم يعتد الجمهور على سماعها من “السيمفونية”، باعتبار الفرقة مختصة بالأعمال العالمية”. واضاف “نحن كفرقة نفتخر بتقديمنا الكثير من المؤلفات العالمية والعربية والمحلية بسواعد عراقية، من قادة إلى عازفين، وهذه خطوة كبيرة وجبارة في تاريخ هذه الفرقة”. اما المؤلف قيس حاضر، فقد أكد ان “حفل الرثاء في شهر محرم الحرام ضرورة ملزمة لمواكبة الاحداث من قبل الفرقة} موضحا اشتغال مقطوعته” ما حصل في الكرادة” بالقول بأنها تكونت من حركتين وهما “الفاجعة” وهي تعبير عن بداية الهجوم الارهابي والتفجير واستشهاد الكثير من العراقيين لتنتهي بالاحتجاج، والحركة الثانية “الغضب” وهي خروج العراقيين باحتجاجاتهم مما حصل، وزيارة الآخرين لمكان التفجير مواساة لأهالي الشهداء. من جهته، اوضح المؤلف سليم سالم، ما تناوله عمله الموسيقي “طريق الحق” قائلا: ان عملي يصنف من ضمن الأعمال الاوركسترالية، وقد جسدت ملحمة واقعة الطف ما بين رحيل الامام الحسين “ع” الى الكوفة، ورحلة السير والمعركة التي وقعت في كربلاء وعملية سبي السبايا من أهله ومسيرهم الى الشام وعودتهم، وصولا الى ختام المقطوعة التي اشارت الى النهضة الحسينية واستنباط العبر من تلك الملحمة الانسانية بقالب القصيد السيمفوني. فيما أكد العازف الاول (كونسر ماستر) جنيد محمود حمد، أن “الفرقة تمتلك نخبة من المؤلفين العراقيين اثبتوا بأنهم لا يختلفون شيئا عن المؤلفين العرب والعالميين، وقد قدموا مؤلفاتهم في عدة حفلات مضت ولاقت استحسان الحاضرين، واليوم اثبتوا هذا النجاح بكل جدارة”، مقدما شكره للقوات الأمنية والحشد الشعبي على الانتصارات الاخيرة في دحر ارهاب داعش، ومتمنيا ان نحتفل في حفلنا المقبل بتحرير الموصل وكل اراضينا من دنس “داعش” الارهابي.