بغداد- العراق اليوم:
مخطئ من كان يظن بأن بغداد كانت بمأمن في يوم 10 حزيران 2014 عندما احتل تنظيم داعش الدموي مدينة الموصل ليسيطر بعد ذلك بيومين على تكريت ومناطق واسعة من صلاح الدين والأنبار وكركوك وديالى، بل لا نبالغ إذا قلنا بأن بغداد كانت مهددة أصلا قبل احتلال الموصل، وذلك لأن داعش كان يحتل جزءا صغيرا من بغداد يتمثل بقريتي (السعيدان) و(المساعيد) التابعتين لقضاء (أبو غريب) التابع لبغداد بعد سيطرته على الفلوجة والكرمة قبل احتلال الموصل بأشهر، كما ان داعش كان يسيطر على جزء من قرية ابراهيم بن علي المحاذية لبغداد والتي لا تبعد عن منطقة الشعلة ذات الغالبية الشيعية سوى 15 كم تقريبا!!.
هذا الأمر يعني أن بغداد كانت مهددة بشكل جدي وخطير خاصة إذا ما عرفنا بأن قضاء (أبو غريب) يعد أكبر خزان لخلايا داعش النائمة التي استيقظت في شباط من عام 2016 لتسيطر على السايلو في القضاء، وذلك فضلا عن العديد من المناطق البغدادية ذات الحواضن والخلايا القاعدية سابقا والداعشية حاليا والتي كانت تنتظر وصول داعش الموصلي والتكريتي والأنباري إليها لتلتحم معه وتلبس اللثام وتمارس عمليات النحر لرقاب شيعة بغداد كما تم نحر رقاب الشيعة في سبايكر وبادوش وتلعفر.
هذا الأمر الخطير تنبه له رجل وقور وحكيم وجليل وإنساني يعتمر عمامة سوداء ويجلس على بساط فقير في غرفة صغيرة في بيت متواضع بإحدى درابين (النجف)، فأصدر (فتوى) تاريخية عظيمة أنقذت بغداد وباقي مدن العراق من عاصفة داعش السوداء وأحبطت المؤامرات الإقليمية وقلبت المعادلات الدولية وأنتجت حشدا شعبيا من الفقراء الأبطال الذين سينالون لاحقا إعجاب العالم وسيقضون مضاجع الإرهابيين وداعميهم ورعاتهم الاقليميين.
إن يوم 13 حزيران 2014 سيبقى يوما خالدا في ذاكرتنا لأنه اليوم الذي انتصرت فيه شمس الفتوى (السيستانية) على ظلام القرون الداعشي.
هو يوم انتصرت فيه غرفة صغيرة وزاهدة في النجف على كل مطابخ الشر الإقليمية التي أنتجت وحوش داعش.
*
اضافة التعليق