بغداد- العراق اليوم:
كشفت مصادر مطلعة في الخطوط الجوية العراقية، عن تفاصيل مثيرة لصفقة فساد كبيرة تقدر بمئات الملايين من الدولارات بين الإدارة الحالية، وإحدى الشركات الخاصة التي تتبع لحزب سياسي نافذ في العراق.
وذكرت المصادر، التي تحدثت لـ (العراق اليوم)، ان " المدير العام الحالي لشركة الخطوط الجوية العراقية سامر كريم عبد كبة، يعتزم بيع طائرات الخطوط الجوية من طراز بوينغ ٧٠٠و ٧٣٧ الى شركة فلاي بغداد المملوكة للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي، بأثمان بخسة وبتسهيلات كبيرة مما يعني خسارة ملايين الدولارات للخطوط الجوية العراقية التي تعاني اصلآ من خسائر متتالية بسبب استشراء الفساد في مفاصلها".
وقد اعاد وزير النقل وكالةً عبد الحسين عبطان في تموز ٢٠١٦، تعيين سامر كبة مديراً عاماً للخطوط الجوية العراقية، بعد ان اصدرت الوزارة السابقة قراراً بإعفائه إثر تعرض الخطوط الجوية لأكبر فضيحة في ٢٠١٤.
واشارت المصادر، ان " كبة مرتهن بشكل تام لعصابة الوزير السابق عبد الحسين عبطان، والتي تمتلك نفوذاً داخل مفاصل الوزارة الحالية، قد يفوق صلاحيات ونفوذ الوزير الحالي كاظم فنجان الحمامي، حيث تتحكم هذه الجماعة بكل الصفقات والتعاقدات داخل الشركة، بل وفي مفاصل النقل بشكل عام".
ولفتت المصادر الى ان "كبة كان قد سهل قيام شركة فلاي بغداد باستئجار طائرات الخطوط الجوية العراقية، بمبالغ زهيدة، وهو امر يبدو انه فرض عليه، او انه جزء من صفقات التربح التي ينشط فيها نافذون في ادارة الخطوط الجوية ". واوضحت المصادر ان الخطوط الجوية تعتزم بيع او تأجير عدد من طائراتها التي كانت هيئة الحج والعمرة قد اشترتها، وهو قرار مستغرب كون الشركة بحاجة لخدمات هذه الطائرات، واسطولها الجوي فقير للغاية، اذ لا تمتلك سوى ٣٠ طائرة، مع نمو هائل في قطاع الطيران المدني".
وبينت ان " مثل هذا القرار لا يمكن قراءاته او تفسيره، سوى كونه قرارآ حزبيآ - ماليآ لغرض بناء لوبيات مالية على حساب المال العام، وان مشاركة سامر كبة في تنفيذ مثل هذه الرغبات، تأتي من باب تنفيذ التزامات سابقة عليه، حيثُ ان اعادته لتولي هذا المنصب بالرغم من كل المؤشرات، يشكل علامة استفهام كبيرة جداً".
واردفت " بماذا يمكن ان نفسر قيام الوزير السابق عبطان بمثل هذه الخطوة، سوى كونها مقدمة واضحة لما ينفذ حالياً من عملية نهب لأموال شركة الخطوط الجوية".
المصادر ناشدت رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي، التدخل الفوري لإيقاف هذه العملية، ومنع عملية التربح الحزبي- الشخصي على حساب المال العام، ومصلحة الدولة العليا، ومساءلة سامر كبة وكل من يقف خلفه في عملية تفكيك شركة الخطوط والتسبب بضياع اصولها المالية.
*
اضافة التعليق