بغداد- العراق اليوم:
في ظل تسيد أخبار الازمة القطرية مع شقيقتها الكبرى في الارهاب السعودية تذكرت مثلآ جنوبيآ جميلآ كان يتحفنا به ( الحاج أبو كاظم) في غابر الايام : (حرامي الهوش يعرف حرامي الدواب). وتفسير المثل بسيط جدآ، فهو يعني ان اللصوص مهما أختلفوا، واختصموا حول مايسرقونه، فهم بالنتيجة (صنف) يعرف بعضهم البعض معرفة تامة، بأعتبارهم يمتهنون ذات المهنة، ويشتغلون في نفس الكار، حتى وأن تباينت طرق اشتغالهم، وادواتهم!!
فالسعودية تعرف قطر تمامآ .. وقطر تعرف السعودية حق المعرفة ، وحرامي الهوش يعرف حرامي الدواب !!
فهذا هو واقع الازمة السعودية القطرية إذ وعلى حين غرة تنصلت السعودية من أبرز حلفائها لسنوات طويلة، لا سيما في مجال دعم الارهاب والتكفير. ولعل المستغرب ان السعودية نأت بنفسها تماما عن كل ذكر لموضوعة الإرهاب! متهمة قطر وحدها بهذه الجريمة، التي دفعت شعوب عديدة دماء غالية من ابنائها بسببها.
وبالعودة للتاريخ القريب، سنعرف ان نفي السعودية للتهمة امر غير صحيح، فمن منا لا يتذكر عراب الارهاب الامريكي السعودي، مستشار الأمن القومي ،الأميركي الأسبق زبيغنيو بريجنسكي، الذي انشأ مع زعيم تنظيم القاعدة السعودي بن لادن مايعرف بأسم المجاهدين العرب في أفغانستان في مطلع السبعينات أبان الحرب الافغانية السوفيتية، وأعتراف مستشار الامن القومي أكثر من مرة انه لولا دور السعودية في أنشاء القاعدة لما تمكن من أخراج السوفيت من افغانستان ، وهو أعتراف أمريكي رسمي بدور المملكة بتأسيس أكبر منظومة أرهابية في العالم الحديث، الامر الذي يجرنا نحو تسلسل الاحداث، وتحديدآ الى هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وقول الرئيس الامريكي وقتها جورج بوش الابن : لن نسامح السعودية أبدآ. وهو أتهام صريح للسعودية بالهجمات التي خطط لها السعودي بن لادن، ونفذها السعودي الاخر خالد الشيخ محمد، الامر الذي جعل الادارات الامريكية المتعاقبة خلال تلك الفترة حتى يومنا هذا تطالب السعودية بتعويضات ضخمة وذلك بسبب دورها الرئيسي في هذه الهجمات.
لا سيما وهي تعلم جيدا ان الدور السعودي لا يقتصر على وجود سعوديين بارزين في أدارة شؤون التطرف والارهاب، بل يتعداه الى تنظيم عمل الارهاب وامداده بالمال والسلاح وهو ماعبرت عنه صحيفة زودفيست بريسه الالمانية بالقول:
"السعوديون وأتباعهم في مجلس التعاون الخليجي أفهموا الرئيس الأمريكي بأن الجبهة العربية الأمريكية ضد إيران قائمة، وأنه يمكن تصفية بعض الحسابات مع منشقين في الصفوف الداخلية. وفي هذا يصح الاتهام بأن قطر الثرية تمول إسلاميين. الشيء نفسه ينطبق أيضا على العربية السعودية والكويت. فالفايروس القاتل للإيديولوجية الوهابية لم يتم نشره فقط بأموال قطرية بل أيضا باموال سعودية وكويتية.
الامر الذي يطرح السوال الاهم وهو كيف غضت أدارة ترامب النظر عن سجل المملكة الاسود، و هل غسلت الاموال السعودية الدماء الامريكية أم ان وجود حلفاء في المنطقة لمواجهة أيران هو من ساعد السعودية على أقناع الادارة الامريكية بثوب الملاك الذي أرتداه الملك سلمان ؟
*
اضافة التعليق