هل سيضرب البارزاني خاصرة الحشد الشعبي، لانقاذ داعش المحاصرة في الحدود العراقية السورية؟

بغداد- العراق اليوم:

 بلغت التوترات بين الحشد الشعبي والبيشمركة الكردية، مستوى غير مسبوق، ما ينذر بتفجر نزاع مسلح بين الطرفين، بسبب خلافات حول أمن منطقة سنجار في محافظة نينوى، وتحريض واضح من قبل قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود البارزاني ضد قوات الحشد الشعبي المندفعة الآن لقطع رأس داعش بين العراق وسوريا.

وتتخوف أوساط عراقية من أن تؤدي أجواء التوتر والمناوشات إلى مواجهة عسكرية في ظل مساعي الحشد للسيطرة على مناطق كانت تخضع لسيطرة داعش، ولم تجرؤ قوات البيشمركة من الاقتراب منها طيلة اعوام احتلالها.

 ومع إعلان الحشد عن وصول طلائع قواته إلى مناطق حدودية في نينوى، بين العراق وسوريا، صدرت تصريحات عن قياداته تتحدث عن دخول بلدة سنجار، وتكليف قوة إيزيدية بمسك الأرض فيها، ما أثار حفيظة قوات البيشمركة.

 ويتحالف مقاتلون إيزيديون مع الحشد الشعبي ، كما يمتلك حزب العمال الكردستاني (بي كا كا) وجودا عسكريا مهما في المنطقة.

 وصرح القيادي في الحشد الشعبي جواد الطليباوي، بأن قواته ستدخل سنجار ولا تعير أي أهمية لتصريحات بعض القادة الأكراد الرافضين لذلك، مشددا على أن “قرار دخول الحشد لمناطق سنجار ياتي بأمر القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي ولا نحتاج موافقة الأكراد”. وتابع “إذا كان القرار لا يعجبهم فـليضربوا رؤوسهم بالجدار”.

 وأغضبت هذه التصريحات قيادة قوات البارزاني، التي أصدرت بيانا حاد اللهجة، توعدت فيه كل من يحاول أن “يستغل الحرب ضد داعش في محور سنجار لخلق مشكلة بين سكان تلك المنطقة وقوات البيشمركة ويتطاول على أرض كردستان”.حسب زعمها. وإننا نقول لتلك الأصوات النشاز: لا توجد قوة تستطيع أن تدخل كردستان وتطأ أرضها، وإذا كانوا يرغبون بتجربة حظهم فنعدهم بأن رؤوسهم سوف تسقط على جبال كردستان”.

 وأشار إلى أن “أهالي سنجار هم من سيقررون مصيرهم ولن يفعل ذلك أحد بالنيابة عنهم”.

 وأوضح البيان، أن “بقاء قوات البيشمركة في المناطق التي حررتها بالدماء والتضحيات في حدود ما قبل الـ17 من أكتوبر 2016 وهو اليوم الذي بدأت فيه عمليات الموصل، أمر قد تم حسمه وغير خاضع للنقاش”.

ولم يكتف البارزاني  بهذا الرد، بل أبلغ التحالف الدولي قلقه من تحركات الحشد الشعبي. ومن اجل ذلك

 استقبل مسعود البارزاني، في مقر إقامته بأربيل، يوم الأربعاء، قائد قوات التحالف في العراق وسوريا الجنرال ستيفن تاونسيند.

 وأعرب الجانبان “عن قلقهما من بعض التصرفات المنافية للاتفاق المشترك بين إقليم كردستان وبغداد والولايات المتحدة، وقد تشكل خطرا على الاستقرار في المناطق المحررة”.    

ويرتبط إقليم كردستان، بمعاهدة دفاعية مع الولايات المتحدة، تنظم انتشار البيشمركة الكردية في بعض المناطق المتنازع عليها، أو مناطق وجود الأقليات الدينية والقومية في نينوى وكركوك، ومن بينها سنجار.

 وقبل ساعات من هذا اللقاء، وزعت رئاسة إقليم كردستان، بيانا يتعلق بتفاصيل محادثة هاتفية دارت بين رئيس الإقليم ووزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون.

 ولا يبدو الحشد الشعبي مهتما بالتحذيرات الكردية في الوقت الذي يعتبر فيه محللون سياسيون أن اندفاع قوات الحشد الشعبي نحو الحدود العراقية السورية، تهدف بالدرجة الاساس للقضاء على بؤر وملاذات داعش التي كانت طوال السنوات الأخيرة عصية على القوات العراقية، او حتى قوات التحالف الدولي نظراً لطبيعة المنطقة المعقدة جغرافيا، وديموغرافياً، كذلك فأن وجود قوات الحشد سيكون ضمانة اكيدة لمنع التمدد الكردي خارج المحافظات الكردية، وهو الأمر الذي استفز مسعود البارزاني ومن ورائه حلفائه جميعآ.

 ويعتقد المحللون السياسيون أن اندفاعة الحشد الشعبي إلى الأمام أمر متوقع، فلو تخلف الحشد الشعبي عن هذا التقدم لكانت المعركة خاسرة بكل المقاييس، فما معنى ان تقطع جزء من التمدد الداعشي في مدينة الموصل وتترك بقية جسدها متصلاً بين العراق وسوريا؟

 ويرى مراقبون عسكريون تحدثوا ل" العراق اليوم" ان قوات البارزاني قد ترتكب حماقة في استهداف بعض قطعات الحشد الشعبي، ولكنها ستكون بذلك قد افقدت نفسها شرعية وجودها كقوات مشاركة في الحرب على داعش وتتحول الى قوات مرتزقة تدير حروباً بالوكالة لضرب العراق من الداخل، وهو الامر الذي سيواجه بردة فعل غير متوقعة من قبل الحكومة المركزية في بغداد، مع  غضب شعبي عارم سيعم ارجاء العراق، حتى في معاقل مسعود نفسه

 

علق هنا