العراق اليوم - بروكسل :
كشفت مصادر صحفية خاصة من العاصمة البلجيكية بروكسل، عن تفاصيل جديدة ومثيرة عن مؤتمر القيادات السنية العراقية الذي انعقد في العاصمة بروكسل، والذي جاء بدعم وتنظيم المخابرات السعودية، وبإشارة من المخابرات الأمريكية، لغرض الإطاحة بنتائج مؤتمر تركيا الذي انعقد الشهر الماضي، والذي انتهى الى سيطرة تركية - قطرية على الهيئة التنسيقية لما يسمى بالقوى السنية . وكشفت المصادر، لـ " العراق اليوم" عن أن هذا المؤتمر الذي اشتغل عليه أكثر من جهاز مخابراتي عربي ودولي، لم يكن بعيداً عن أنظار وأسماع جهاز المخابرات العراقي البطل، الذي بات اليوم بفضل قياداته الوطنية والعلمية الشابة، على علم دراية بأغلب الأنشطة التي تحدث هنا وهناك، وهو أمر لم يكن متوفراً في أجندة جهاز المخابرات الوطني منذ أكثر من عشر سنوات" أما فحوى المؤتمر، والغاية من انعقاده في هذا الوقت، وتحديداً بعد يومين فقط من القمة السعودية الإسلامية - الامريكية، وتفجر الصراع بين المملكة العربية السعودية والامارات من جهة وقطر من جهة ثانية ". فقد اشار المصدر الى ان " السعودية والأمارات حرصتا على تطويق قطر، والغاء نتائج مؤتمر تركيا الذي افرز سيطرة الاخوان المسلمين على الهيئة السنية التي تشكلت، واعادة القيادة الى شخصيات جديدة بعيدة عن التوجه القطري". ولفت الى ان " ابرز نتائج المؤتمر، كانت الغاء رئاسة سليم الجبوري للهيئة التنسيقية السنية، وهو نائب الامين العام للحزب الاسلامي ( واجهة الاخوان المسلمين المدعوم من قطر )، وبحث تشكيل هيئة جديدة برئاسة شخصية بعيدة عن الحزب الاسلامي". وأوضح ان " المؤتمر شهد مشاركة كل من وزير المالية السابق رافع العيساوي (حماس العراق وقريب من قطر) ، ورجل الأعمال خميس الخنجر المدعوم سعودياً، وقائد ما يسمى بحرس نينوى أثيل النجيفي (ممثل تركيا) ، والنائبة البرلمانية ناهدة الدايني، ونائب رئيس الوزراء السابق صالح المطلك، والنائب أحمد المساري، ورئيس الحزب الإسلامي إياد السامرائي، والنائب عن كركوك خالد المفرجي، والباحث الأكاديمي يحيى الكبيسي، ونائب محافظ كركوك ريكان الجبوري". وأضاف ان " المؤتمر الذي انعقد في قاعة مغلقة في فندق "تانكلا" الذي يبعد خمسة كيلومترات عن مقر الاتحاد الأوروبي، بمشاركة مساعد وزير الخارجية الأميركي جوزيف بيننغتون وموظفي قسم العراق بالخارجية الأميركية وممثلين عن دول الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن ممثلين للمخابرات الأردنية والسعودية". وعن آلية ترتيب المؤتمر، كشفت المصادر ان المخابرات البلجيكية، قامت باستخدام واجهة مدنية لغرض عقد هذا الملتقى، مبيناً ان " منظم اللقاء بين القياديين السنة هو ما يسمى (معهد السلام الأوروبي) الذي زار وفد رفيع منه في وقت سابق العاصمة العراقية والتقى بكبار المسؤولين الحكوميين إلى جانب قادة حزبيين كبار لتهيئة بيئة مناسبة لانعقاد هذا المؤتمر المشبوه". وعن مخرجات هذا المؤتمر، اشارت المصادر الى ان " المؤتمر اطاح بالنفوذ التركي - القطري بالدرجة الاساس، كما سلم المجتمعون المخابرات الامريكية قائمة بمطالب وصفها أحد السياسيين العراقيين بالوقحة، ومنها خروج الحشد الشعبي من المناطق السنية، وسحب السلاح من فصائل المقاومة الإسلامية العراقية (الشيعية)، وتأجيل الانتخابات المحلية والبرلمانية لحين عودة الاستقرار والنازحين للمناطق المحررة حديثا من تنظيم داعش، مع المطالبة بوجود أميركي عسكري في تلك المناطق لحمايتها، وللحفاظ على أمنها واستقرارها". وإلغاء جميع الملاحقات القضائية والقانونية عن جميع السياسيين السنة المطلوبين للعدالة في بغداد، كما تضمنت المطالب أيضا "تأسيس قوة للحرس الوطني تعمل وفق قانون يسنه البرلمان العراقي ويتم تدريبها وتسليحها من قبل القوات الأميركية، فضلا عن محاربة ما يسمونه بالنفوذ الايراني في العراق، وضرب الجسور الممتدة معه في الداخل ". وكشف ايضاً عن قيام المؤتمرين بتسليم وثائق للجانب الأميركي تتعلق بتسليح وتمويل الحكومة العراقية لمقاتلي حزب العمال الكردستاني "PKK". الى ذلك قال المتحدث باسم السياسي ورجل الأعمال العراقي، سعد البزاز، إن الأخير رفض دعوة لحضور مؤتمر "الحراك السني" الذي انعقد في بروكسل، وأصدر بيانا قبل ثلاثة أيام من عقده، أعلن فيه رفضه الحضور بسبب "وجود قوى تعمل في الخفاء على الترويج لتقسيم العراقي وتمرير بحث الأقاليم".
*
اضافة التعليق