بغداد- العراق اليوم: في حوار سياسي صريح ضمن برنامج “حوار مفتوح” على قناة عراق الحدث، كشف القيادي في ائتلاف الإعمار والتنمية السيد بهاء الأعرجي عن جملة من المواقف والتفاصيل المتعلقة بالوضع السياسي الراهن، ومبادرة الإعمار، ومستقبل الإطار التنسيقي، وملف رئاسة الوزراء، إضافة إلى القضايا الأمنية والسيادية، مؤكداً أن المرحلة الحالية تتطلب وضوحاً في الرؤية وشجاعة في اتخاذ القرار.
وأكد الأعرجي أن مبادرة الإعمار جاءت أساساً لكسر حالة الجمود السياسي التي رافقت المشهد خلال الفترة الماضية، موضحاً أنها لم تواجه أي اعتراض من القوى السياسية، وأن اجتماع الإطار التنسيقي المقبل سيشهد مناقشة تفصيلية لمضامينها، مشيراً إلى أن الهدف منها تحريك المياه الراكدة والوصول إلى حلول واقعية تنسجم مع متطلبات المرحلة.
وفيما يتعلق بآلية عمل الإطار التنسيقي، أوضح الأعرجي أنه لا يوجد نظام داخلي مكتوب ينظم عمل الإطار، بل إن العرف السياسي هو السائد منذ عام 2003، مؤكداً في الوقت ذاته أن الإطار يمثل مسؤولية وطنية كبيرة وليس امتيازاً سياسياً، وأن جميع أطرافه حريصون على بقائه متماسكاً لما يمثله من ثقل سياسي في إدارة المرحلة المقبلة.
وحول ملف رئاسة الوزراء، شدد الأعرجي على أن الكتلة الأكبر شيعياً هي المعنية دستورياً بتسمية رئيس الحكومة، مشيراً إلى أن الإطار لا يزال يمتلك متسعاً من الوقت لحسم هذا الاستحقاق، وأن الاجتماع الأخير انتهى إلى حصر الترشيح بين نوري المالكي ومحمد شياع السوداني، نافياً وجود أي “فيتو” على الأخير. كما وصف الهجمات الإعلامية التي تستهدف السوداني بأنها مجرد استهلاك إعلامي، تقف خلفه أصوات نيابية وصفها بـ”الصغيرة واللحيمية”، لا تمتلك وزناً سياسياً مؤثراً.
وتطرق الأعرجي إلى الموقف الأميركي، مبيناً أن الولايات المتحدة لا تتبنى مرشحاً بعينه، لكنها قد تعمل على عرقلة بعض الخيارات، لافتاً إلى أن الأميركيين أشادوا أكثر من مرة بأداء السوداني خلال فترة توليه رئاسة الحكومة، رغم وجود أخطاء طبيعية في أي تجربة تنفيذية، مؤكداً أن السوداني يعمل بجهد كبير ولا يمكن إنكار ذلك.
وفي سياق متصل، أشار الأعرجي إلى أن الأوزان الانتخابية ستكون حاضرة بقوة في حسم منصب رئاسة الوزراء، مؤكداً ضرورة التفريق بين الفصائل المسلحة والحشد الشعبي، ومشدداً على أن حصر السلاح بيد الدولة قرار وطني لا رجعة عنه، مثمناً موقف الشيخ قيس الخزعلي في هذا الإطار، ومؤكداً أن الاستقرار الحالي يفرض المضي بهذا الاتجاه، لأن الانتصارات لا تتحقق بالسلاح وحده بل بالدبلوماسية والسياسة الرشيدة أيضاً.
وأضاف أن نجاح الحكومة في إنهاء عمل بعثة الأمم المتحدة في العراق يُعد إنجازاً يحسب لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مشيراً إلى أنه لا يوجد ما يسمى بـ”عرّاب” لتحول الفصائل إلى العمل السياسي، وأن ملف السلاح سياسي بامتياز ولا علاقة له بالمقاومة، مؤكداً أن العراق اليوم لا يعيش حالة احتلال، ولا توجد دبابات في الشوارع، وبالتالي لا مبرر لبقاء السلاح خارج إطار الدولة.
وأوضح الأعرجي أن تذويب سلاح الفصائل أمر ممكن، وهناك قرار واضح بأن يكون العراق منزوع السلاح، مشدداً على أن قوة العراق الحقيقية تكمن في الاستثمار والتنمية وليس في السلاح، وأن بقاء السلاح خارج الدولة يشرعن الاستهدافات ويعرض البلاد للتصفيات، مؤكداً أن من يحب العراق عليه أن يدعم حصر السلاح بيد الدولة.
وفي حديثه عن الوضع الأمني، أكد أن المسيرات التابعة للفصائل لها مصادرها وقد توقفت، مشيراً إلى أن عودة الفصائل لمواجهة أي تهديد محتمل يمكن أن تتم خلال ساعة واحدة إذا ما استدعت الحاجة، في إطار قرار وطني منظم.
كما أشاد بموقف رئيس مجلس القضاء الأعلى، معتبراً أنه يمنح قوة إضافية للأطراف السياسية في إدارة المرحلة، نافياً في الوقت ذاته وجود أي اعتراض من المرجعية الدينية على تولي السوداني ولاية ثانية، مؤكداً أنها لم تعترض عليه كما حصل مع رؤساء وزراء سابقين.
وفي الملف المالي، أشار الأعرجي إلى وجود شحة في الأموال، مؤكداً أن السوداني لا يتحمل مسؤوليتها، ولا علاقة لمشاريع الجسور أو الإعمار باستنزاف الموازنة، واصفاً بعض المنتقدين بأنهم “متخبلون” من حجم النجاحات التي تحققت خلال فترة وجيزة.
وختم الأعرجي حديثه بالتأكيد على استمراره نائباً في البرلمان لإكمال الدورة النيابية، نافياً سعيه إلى أي مناصب أو لجان بدافع “البرستيج”، ومشدداً على أن ائتلاف الإعمار يمتلك مشروعاً واضحاً، كاشفاً أن رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض أبلغه بإمكانية التنازل عن نقاطه لصالح هذا المشروع، في إطار التفاهم الوطني ودعم الاستقرار السياسي في البلاد.
*
اضافة التعليق
النزاهة تعلن استرداد قرابة 17 مليون دولار وتوقيع 20 مذكرة تعاون دولية
البطريركية الكلدانية توضح حقيقة التسريب الصوتي وتنفي زيارة ساكو إلى إسرائيل
السوداني يؤكد: المكون المسيحي جزء أصيل من هوية العراق و«ملح الأرض» في نسيجه الوطني
هل حقا أنّ مبادرة كتلة الإعمار والتنمية قد صممت على مقاس السيد السوداني ؟؟؟
مشروع امباير ..ايقاع الاستقرار نحو مدن حقيقية وليس اعلان افتراضي...
هل مست إصلاحات السوداني معيشة المواطن العراقي؟ الجواب: كلا