بغداد- العراق اليوم:
علاء الدين يوسف
في عام 2021 عقب انتخابات ماراثونية حشد لها التيار الصدري وقتها كل قواه التنظيمية، و لم يوفر وسيلة في ملاحقة اصوات ناخبيه في أقصى أنحاء العراق، و بعد ذلك تمكن فعلاً من احتلال المركز الاول في تلك الانتخابات وحصد ،73 مقعداً، و كان بانتظار اللحظة الحاسمة لتصحيح مشكلة انتخابات 2010 التي مُنعت وقتها القائمة العراقية من أخذ زمام الحكم و تشكيل الحكومة الجديدة.
لكن هذا الطموح الصدري اصطدم مرة أخرى بالمالكي الذي انبرى بشكل و بآخر إلى منع التيار الصدري من تشكيل الحكومة الجديدة ، و دفع الصدريين إلى خارج دائرة العملية السياسية، حتى انه قال في مقابلة تلفزيونية مؤخراً أن كل من حاول كسره أصبح خارج العمل، وجلس في منزله.. في دلالة و إشارة إلى السيد مقتدى الصدر وأتباعه.
اليوم تُعاد العملية مرة أخرى مع محمد شياع السوداني، الرجل الذي قاد العراق في لحظة عصيبة، في ظل حرب عالمية ثالثة تقريباً، و نجح في تجنيب البلاد ويلاتها، و نجح في الداخل من خلال قيادة عمل خدمي فريد في تاريخ العراق، فكان شعار المرحلة ( الاعمار والتنمية)، فيما كانت المنطقة تشتعل بالصواريخ البالستية العابرة للحدود !
لم يرق للمالكي، و لربما المحيطين به، أن تمضي العجلة إلى الامام، فكانت عصيهم جاهزة، بلا مبررات كما في كل مرة، بل هي رغبة شخصية في الهيمنة، و كان الرجل لايريد أن يرى رئيس وزراء ( لا يعيش في جلبابه)، و هذا موقف مؤسف جدا أن يضع " الحاج" نفسه في هذا الموقف !
اا ندافع عن السوداني، لكن الرجل حاز اعتراف داخلي و خارجي في شرعية فوز ائتلافه الانتخابي، و تحقيقه لأكبر كتلة نيابية فائزة، و مع ذلك أتى للإطار التنسيقي ليضع نفسه داخل كتلة المكون الأكبر في البلاد، حتى لا يعاد تبرير " خطف تمثيل المكون في جهة واحدة" وتخوين الرجل، بل وربما تحميله وزر ما سيحصل للإطار لو غرد السوداني خارج سريه. و مع ذلك لا يزال الحديث عن "ڤيتو" يلوح به المالكي بوجه السوداني، مع رغبة واضحة لكل زعماء الإطار التنسيقي في استمرار تجربة ناجحة وولاية ثانية مع السوداني، الأمر الذي قد يدفعهم أخيرا إلى تجاوز اعتراضات المالكي غير المسببة، وهو موقف محرج لا نريد أن نرى فيه "الحاج أبو اسراء " بكل صراحة، لكن الرجل أصبح يضع العناد شعاراً على ما يبدو، حتى تحول إلى عقدة، فهل هناك من يفكها و يمضي بالأمر إلى تسوية، و تطمئن مخاوف الرجل الذي يعيش عقده الثامن، و يبدو أنه ليس لديه من يكاتبه !
*
اضافة التعليق
مصادر : أربعة كيانات شيعية تُعلن تشكيل تحالف سياسي جديد
العتبة العباسية توضح حقيقة علاقتها بالغرفة الزجاجية في ساحة التحرير
الاتحاد الوطني الكردستاني يفتح باب التفاوض مع بغداد
هيئة النزاهة تحسم قضية حسابات صندوق الحماية ومبلغ التريليونين ونصف التريليون دينار .. !
رأي وتحليل حول ( عدم ممانعة ) المالكي لتجديد الولاية للسوداني
هل يبحث المالكي عن حكومة الظل؟