لا تراهنوا على الثلث المعطّل !!

بغداد- العراق اليوم:

أياد السماوي 

قبل أيام سألني أحد الأصدقاء عن إمكانية تكرار سيناريو الثلث المعطل باعتباري كنت أحد أهم المنظرين لهذا السيناريو الذي أتى أوكله في حينها وانتقل الحكم من التحالف الثلاثي ( الكتلة الأكبر ) إلى تحالف قوى الدولة الذي تأسس على أنقاض التحالف الثلاثي بسبب انسحاب الكتلة الصدرية من مجلس النواب ، ذلك القرار الذي حيّر المراقبين ولا زال غامضا حتى هذه اللحظة ، في حينها لم يكن الهدف من اللجوء إلى هذا السيناريو من أجل أن يصبح الإطار التنسيقي هو الكتلة الأكبر ويأخذ الحكم من التيّار الصدري الفائز في الانتخابات ، ولم يكن لأحد أن يتصوّر أن الكتلة الصدرية ستنسحب من مجلس النواب وتترك الساحة إلى الإطار التنسيقي ، بل كان الهدف من اللجوء إلى خيار الثلث المعطّل هو من أجل الضغط على سماحة السيد مقتدى الصدر بقبول مشاركة الإطار التنسيقي في الإتلاف الذي يقوده التيار الصدري والمشاركة معه في تشكيل الحكومة مع القبول برئيس للوزراء يسميه التيار الصدري حصرا .. 

لكنّ المفاجئة غير المتوّقعة بانسحاب التيّار الصدري من مجلس النواب هي التي جاءت بالإطار التنسيقي ككتلة أكبر ، ولولا هذا الانسحاب لكان الأمر مختلفا تماما ولم يحدث الذي حدث .. ولو افترضنا أنّ جهة ما أرادت تكرار سيناريو الثلث المعطل ، فما الذي سيحصل ، والجواب على هذا السؤال هو أنّ الحكومة الحالية يرئاسة السوداني ستستمر في عملها كحكومة تصريف أعمال حتى يتحقق أحد الاحتمالين ، الاحتمال الأول هو كسر هذا الثلث وتحقيق نصاب الثلثين الموجب لانتخاب رئيس الجمهورية ، أو إعادة الانتخابات مرّة أخرى ، وفي كلتا الحالتين تبقى الحكومة الحالية على حالها .. فتكرار تجربة انسحاب الكتلة الأكبر  من مجلس النواب ليس مستحيلا فحسب ، بل هو أمر مفيد لحكومة السوداني بالاستمرار في عملها حتى يتحقق التوافق والاتفاق ويكسر الثلث المعطّل .. فلا تراهنوا على هذا السيناريو ، لأن السوداني ليس كمقتدى الصدر حتى ينسحب من مجلس النواب ويسلّم خصومه الحكم ، ونواب أيّ كتلة سياسية ليسوا كنواب التيار الصدري المطيعين لأوامر قائدهم كي ينفذوا أمرا كهذا ولو انطبقت السماء على الأرض ، فتلك لعمري حالة خارج حدود المنطق والسياقات السياسية المعمول بها في كلّ ديمقراطيات العالم المتقدمة والنص ردان ..