بغداد- العراق اليوم:
افتتاحية جريدة الحقيقة
فالح حسون الدراجي
كنت قد هيأت مستلزمات مقالي الافتتاحي لهذ اليوم عن ( كوارث) الاتحاد الآسيوي بكرة القدم، وجريمته بحق منتخبات العراق والامارات وبقية الملحق، وعن المشروع ( الثوري) الذي تبنته اتحادات اليابان وكوريا وغيرهما بالإنسلاخ عن اتحاد آسيا ( السعودية وقطر)، لكن شيئاً عاجلاً لفت نظري، وجعلني استبدل فكرة المقال، لتتحول الافتتاحية من (الطوبة) إلى النزاهة ..! أما الشيء الذي لفت نظري فعلاً، فهو زيارة رئيس هيئة النزاهة العراقية الدكتور محمد علي اللامي إلى المغرب ..! وهنا سيسأل أكثر من قارئ عن ( الأهمية الاستثنائية ) التي جعلتني استبدل موضوعاً طازجاً و ( ترند) في الإعلام والشارع العراقي مثل موضوع المنتخب الوطني بموضوع اعتيادي يتمثل بزيارة مسؤول عراقي إلى بلد عربي شقيق، لاسيما وأن لهذه الزيارة خبراً رئيسياً موجوداً في الصفحة الأولى من عدد اليوم لجريدة الحقيقة ..! وكي أجيب عن مثل هذا السؤال الافتراضي أود أن أشير إلى نقطتين مهمتين قد يجهلهما القارئ الكريم، الأولى تتمثل في الجفوة الدبلوماسية التي حدثت بين بغداد والرباط، وسبب الجفوة يعود لقيام حكومة المغرب الشقيق بغلق سفارتها في بغداد لمدة ثمانية عشر عاماً بحجة سوء الأوضاع الأمنية في العراق، وقد ظلت الرباط مصرة على قرارها حتى العام ٢٠٢٣ رغم تحسن الظروف الأمنية واستقرار جميع الأوضاع في العراق.. وعدا هذا الغلق، تعرضت العلاقة العراقية المغربية إلى توتر دبلوماسي آخر أيضاً، بسبب قيام العراق قبل خمس سنوات بإشراك وعرض فيلم وثائقي محظور (مغربياً)، في أحد المهرجانات العراقية، والفيلم يتناول قضية الصحراء المغربية ويدافع عن أطروحة جبهة البوليساريو المغايرة لوجهة النظر الرسمية المغربية، مما فجر الوضع بين بغداد والرباط، ودفع العلاقات إلى منطقة أشد توتراً.. ولم تعد العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه قبل سقوط نظام صدام، رغم جميع محاولات العراق كسر الجمود، وتنشيط الدورة الدبلوماسية بينهما .. وهكذا ظلت الأوضاع على ( برودتها) حتى جاءت زيارة رئيس هيئة النزاهة الدافئة، التي أذابت الجليد المتراكم على العلاقات بين البلدين.. محققة بذلك خرقاً عراقياً ايجابياً لم يحققه مسؤول عراقي من قبل .. وللاحتراز والاحتياط أقول: ربما هناك مسؤول آخر سواء في هيئة النزاهة، أو في المؤسسات العراقية الأخرى قد زار المغرب بعد سقوط النظام، لكنه قطعاً لم يحقق ( الخرق ) الذي حققه الدكتور اللامي، ولا النتائج الباهرة التي حققها الرجل، وأهمها هو اطلاع الأشقاء المغاربة على حجم الجهد، والنجاح الذي حققه أبطال هيئة النزاهة في مكافحة الفساد في العراق، لكن المصيبة تكمن في حجم الفساد الذي راح يتسع ويكبر كل يوم، وتزداد أعداد وأرقام الفاسدين كل ساعة ودقيقة.. لذلك فإن ما تفعله وتنجزه هيئة النزاهة العراقية لا يمكن ان تفعله أية هيئة للنزاهة في العالم، الأمر الذي دفع مؤسسات النزاهة والقضاء والرقابة المالية والحسابية في المغرب إلى رفع القبعة للدكتور محمد اللامي حين أطلعهم على جهد وانجاز وتجربة هيئة النزاهة العراقية.. وبهذه الزيارة فقط أدرك الأشقاء في المغرب أن حكومة السوداني والقضاء العراقي، وهيئة النزاهة، والرقابة المالية، لم يألوا جهداً في مكافحة الفساد رغم سعة الكارثة ونفوذ الفاسدين ومن يقف خلفهم . إن الذي لفت نظري وأثار اهتمامي ودفعني للكتابة عن هذه الزيارة (التاريخية) لا يكمن فقط في النتائج المهمة التي تحققت رغم أهميتها، إنما في التأثير الذي تركته على شبكات الإعلام المغربي، مثل شبكة ( MAP EXPRESS و MAP NEWS وغيرهما من الشبكات الإخبارية المعروفة، والتي تحدثت طويلاً عن أهمية ونتائج هذه الزيارة الاستثنائية. وللحق فقد شعرت بالغيرة، وأحسست بتقصيرنا، بل وبتأنيب الضمير أيضاً، وأنا ارى الإعلام المغربي يتحدث بهذا الاهتمام، بينما يصمت إعلامنا للأسف عن هذه الزيارة..! ولا يفوتني هنا أن أمر على ردود الأفعال السياسية المغربية الطيبة التي نجمت عن هذه الزيارة وتفاصيلها، لاسيما موضوع مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين العراق والمغرب، والتعاون في مجالات مكافحة الفساد والوقاية منه، و سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات عدة، بما في ذلك تبادل الخبرات والتدريب ونشر ثقافة النزاهة.. ولعل الأهم هو نجاح الدكتور اللامي بتوقيع اتفاق رفع الحجز عن الأموال العراقية المجمدة، وقد تم ذلك بعد مناقشة تفصيلية مع وزير العدل المغربي.. وكذلك موضوع الاسترداد وآليات تسهيل استرداد الأموال المهربة والأصول، وتسليم المطلوبين بناءً على الأحكام القضائية. وقد تأكد النجاح العراقي في موضوع تبادل الخبرات عبر حاجة المغرب إلى الاستفادة من نجاح تجربة العراق، وقد تم فعلاً وضع خطوات عملية لتبادل الخبرات والتجارب بين الهيئات العراقية والمغربية المختصة، خاصة في مجالات التدقيق والرقابة وحماية المال العام.. ألم أقل لكم إن الرجل حقق خرقاً عراقياً إيجابياً كبيرا ؟!
*
اضافة التعليق
فريقنا سيء .. ولكن ماذا عن سوء الفيفا والاتحاد الآسيوي، والسعوديين ؟!
ترامب يشرُّم أُذن و( تراچي ) شَرْم الشيخ ..
كيف نتخلص من مرض السكر، ونفوز على السعودية ونتأهل إلى كأس العالم ؟!
عبد الحليم حافظ وعبد الجبار الدراجي و(المرشحون الخردة) !!
رايح يا رايح وين ياسامي مسيعيده ؟!
من رئيس العرفاء مچيسر چاسب الى رئيس الوزراء محمد شياع ..!