إقبال لافت على كتاب "ماركس في مدينة الثورة" في معرض بغداد الدولي للكتاب

بغداد- العراق اليوم:

حيدر قاسم 

يشهد جناح دار النشر الذي يعرض كتاب "ماركس في مدينة الثورة" للشاعر والإعلامي فالح حسون الدراجي إقبالاً ملحوظاً من زوّار معرض بغداد الدولي للكتاب المقام حالياً في العاصمة، حيث لفت العنوان الصادم واللافت انتباه القرّاء، ودفع الكثيرين لاقتناء الكتاب والتفاعل معه.

الكتاب، الذي يحمل طابعاً شخصياً وسرديا، يجمع مجموعة من المقالات التي كتبها الدراجي، متناولًا فيها مشاهدات واستذكارات من حياته في مدينة الثورة (مدينة الصدر حاليًا)، المدينة التي أسسها الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم في مطلع ثورة تموز المجيدة. لكن اللافت في الطرح أن الدراجي يقدّم هذه المدينة من زاوية غير تقليدية، بوضع المفكر الشيوعي كارل ماركس في قلب مشهدها الشعبي، السياسي، والثقافي، مما يمنح الكتاب بعدًا فتنازيًا يثير التساؤلات.

يمتد المحتوى ليشمل توثيقاً أدبياً لعدد من الشخصيات الثقافية، الشعرية، السياسية والأماكن، التي شكلت نسيج الذاكرة الجمعية في المدينة. بأسلوب أدبي غني، يحوّل الدراجي هذه الذكريات إلى نافذة للقارئ على تلك الثيمات المتشابكة، والتي كثيراً ما بقيت محصورة في الذاكرة الشفهية.

وفي حديثه عن الكتاب، يقول القارئ محمد رياض، أحد مقتني العمل:

"هذا الكتاب هو جزء من سرديات بقيت طويلاً في الذاكرة الشفهية، لكنها الآن تُدوَّن وتُقدَّم لنا بشكل عميق، وهو ما كنا نحتاجه منذ زمن."

من جهته، يرى الكاتب والقارئ علي السعدي أن الكتاب يعبّر عن طرح يساري واضح، ما يجعله مادة جاذبة للنخبة الثقافية المهتمة بإعادة قراءة التاريخ العراقي من زواياه الإشكالية والمتغيرة. وأضاف:

"الدراجي، بصفته كاتباً صحفيا وشاعراً مخضرما، استطاع أن يخوض هذه المناطق الحساسة بشجاعة وحنكة سردية."

"ماركس في مدينة الثورة" ليس مجرد كتاب توثيقي، بل هو عمل أدبي يحمل طابعًا نقديًا وفلسفيا، ويعيد طرح أسئلة الهوية، والتحول الاجتماعي والسياسي، من خلال عدسة شخصية وشعرية في آن.

يُذكر أن معرض بغداد الدولي للكتاب يستمر في استقبال الزوّار حتى نهاية الأسبوع، وسط مشاركة واسعة من دور نشر ومؤلفين من داخل العراق وخارجه.

علق هنا