العراق يؤكد عدم وجود خطة لإنشاء مخيمات للاجئين اللبنانيين

بغداد- العراق اليوم:

أكد وكيل وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، كريم النوري، أن الوزارة لا تفكر بإقامة مخيمات للوافدين اللبنانيين إلى العراق، مشيراً إلى أن عملية تسجيلهم تمت على مرحلتين، الأولى عند دخولهم من المنافذ، ثم من قبل فروع الوزارة بغية تقديم الدعم لهم.

وقال النوري   إنه "منذ انطلاق الحرب التي طالت أشقائنا في فلسطين ولبنان، وخاصة الجنوب اللبناني، بدأ الكثير من النازحين يتوافدون باتجاه منافذ منطقة الموصل، وخاصة منفذ القائم، وإلى الآن تم استقبال أكثر من 5400 شخص من خلال المطارات، سواء مطار النجف أو مطار الموصل، أو حتى المنافذ الموجودة قرب الحدود السورية".

وأضاف أن "اليوم الوزارة، بناء على توجيهات رئيس الوزراء وبيان المرجعية، تدعم هؤلاء إنسانياً، حيث إن التضامن الإنساني واجب علينا كوزارة وكعراقيين، والقضية الإنسانية هي مسألة لا مفر منها".

"تم توزيع النازحين اللبنانيين على عدة محافظات، أغلبهم في محافظتي النجف وكربلاء، وتم تخصيص بعض الأماكن التي تليق بهم" أشار النوري، موضحاً: "لا توجد نية لفتح مخيمات، لأن هذا الأمر له تداعيات على الواقع اللبناني، ونحن كوزارة استنفرنا كل طواقمنا هناك، كما لدينا لجان تم توزيعها من خلال منفذ ربيعة، منفذ القائم، ومطار بغداد".

وتابع أنه "تم توسيع عملنا من أجل إغاثة هؤلاء، وتقديم السلة الغذائية والدوائية بالوقت المناسب لهم وبالسرعة الممكنة، وتم تسجيلهم على مرحلتين، المرحلة الأولى قرب المنافذ، وبعدها عندما يصلون إلى الفروع يتم تسجيلهم، فكما تعلمون هناك عدة أماكن تم فتحها، سواء على مستوى كربلاء أو النجف أو بعض المحافظات مثل صلاح الدين وغيرها، وتم فتح بعض المؤسسات التي يمكن احتواء هؤلاء فيها، مثل الملاعب وبعض الأماكن التي تستوعب هذه العوائل".

وكيل وزارة الهجرة العراقية، لفت إلى أن "المضي بإسكان وإقامة هؤلاء من النازحين اللبنانيين، متمنين أن يكون ذلك مؤقتاً، لأننا نأمل أن تكون عودتهم قريبة بعد وقف العدوان الصهيوني على جنوب لبنان"، مبيناً أن "الأزمة لا تزال متصاعدة وكل الاحتمالات متوقعة، لكن في الحقيقة نحن أيضاً نعاني من وجود نازحين عراقيين هم الأولى بالاهتمام والرعاية، لكن كواجب إنساني نستوعب هؤلاء، ولا نتوقع أن يكون العدد أكبر من ذلك".

وأوضح أن "هناك أعداداً من اللبنانيين موجودين في سوريا، ونأمل أن تشارك المنظمات الدولية والأمم المتحدة بشكل فعّال في تقديم الإيواء والمساعدة لهم، لأن النازحين يتوزعون في مناطق مختلفة في سوريا وأيضاً باتجاه العراق. نأمل ألا يزداد العدد، لأنه ربما يشكل معاناة إضافية للعراق والمنطقة، وبالتأكيد من يدفع ثمن هذه الحروب هم النساء والأطفال كما يحدث في غزة، حيث إن أكثر الضحايا هم النساء والأطفال بسبب صعوبة التنقل والظروف المعيشية".

النوري أكد أنه "حتى الآن لا توجد فكرة لإنشاء مخيمات، ويبدو أن الوافدين ليسوا راغبين في السكن أو الإقامة في مخيمات. تم فتح النوادي والأماكن الحكومية الشاغرة، وبعض الحسينيات والجوامع لاستيعابهم"، معرباً عن أمله "ألا نضطر إلى فتح مخيمات. لذلك نفكر في إغلاق المخيمات القائمة في العراق وعدم فتح مخيمات أخرى مستقبلاً، سواء للنازحين العراقيين أو الوافدين من لبنان أو أي منطقة أخرى".

وأوضح أن "آلية تسجيل الوافدين اللبنانيين تمت على مرحلتين، حيث توجد لجان مشتركة من وزارة الداخلية ووزارة الهجرة والهلال الأحمر. يتم التسجيل في البداية ضمن قائمة معلومات عند المنافذ، سواء منفذ القائم أو ربيعة أو مطار بغداد أو النجف، ثم بعد انتقالهم إلى المحافظات أو الفروع يتم توثيق المعلومات لتقديم الدعم الغذائي والدوائي وغيرها من الأمور اللوجستية".

بحسب الوكيل الإداري لوزارة الهجرة، فإن "الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، وليس هناك مشاكل، كما أن بعض الوزارات الساندة تدقق وتتحقق من هذا الأمر". لافتاً إلى أنه "حتى اللحظة، لا يوجد توصيف قانوني واضح للبنانيين القادمين إلى العراق، سواء كانوا نازحين أم لاجئين، خصوصاً أن النازح هو داخل الوطن، واللاجئ يخضع لقوانين دولية ربما لا يكون العراق طرفاً فيها".

وأضاف النوري أن "تسامحاً يتم تسميتهم بالوافدين، أما كلمة نازحين فتترك للتوصيف القانوني. نأمل أن نجد قريباً توصيفاً مناسباً لهم لترتيب الأثر القانوني ومساعدتهم من قبل المنظمات الدولية والعراقية"، مشيراً إلى أن "الخدمات المتوفرة للنازحين تتيح لهم العيش في ظروف معينة، ولا يمكن أن يكون هناك تصوّر بأنهم سيمنحون بيوتاً، فهذا الأمر صعب ولا يمكن توفيره إلا للعراقيين".

وأضاف: "يمكن متابعة هؤلاء الوافدين من ناحية تقديم الدعم الإنساني، سواء كان غذاءً أو دواءً أو ما يحتاجونه للعيش المؤقت في هذه المناطق، وليس لدينا أكثر من ذلك". لافتاً إلى أن "لدينا تجربة كبيرة بعد أكبر حملة نزوح في العالم حصلت في العراق، حيث توجد أغلب المخيمات في إقليم كوردستان، وما قدمه الإقليم من خلال منظمات دولية ومنظمة بارزان وغيرها لدعم النازحين".

وأشار النوري إلى أن "هناك تنسيقاً كدولة عراقية وحكومة عراقية ووزارة وإقليم، خصوصاً أن في الإقليم لديهم علاقات واسعة مع هذه المنظمات، ولذلك بدأنا بعلاقات كبيرة لدعم النازحين، وسنتحرك تجاه المنظمات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة لدعم الوافدين من لبنان".

وأكد أنه تم تحديد "مناطق دخول للوافدين، وهي منفذ القائم ومنفذ ربيعة، وكذلك مطار النجف ومطار بغداد. وفي حال وجود توجه من أي منطقة، فإن فريق وزارة الهجرة سيتواجد لاستقبالهم، لكن أهم المنافذ هو القائم وربيعة ومطار النجف ومطار بغداد، سواء عن طريق البر أو الجو".

وأشار إلى أن الوزارة تنسق مع السفارة العراقية في لبنان لإجلاء العراقيين الراغبين بالعودة، موضحاً أن "هناك أكثر من 500 عراقي يواجهون صعوبة في العودة بسبب تعليق الرحلات الجوية. بعضهم أصبح متواجداً في سوريا بعد قدومه من بيروت، ومن مسؤوليتنا نقلهم بالتنسيق مع الجهات المعنية".

وأوضح أنه "لا يوجد أي تنسيق أو تواصل مباشر مع قوات سوريا الديمقراطية، بل نعمل كوزارة إغاثية لتقديم الدعم اللوجستي والإغاثي، مع التدقيق الأمني للقادمين. وهناك لجان هي من تقوم بالتنسيق، وليس نحن، وعند التدقيق الصحي تم استقبال العائلات العراقية القادمة من الهول، وتم إيواؤهم في مركز الجدعة للتأهيل في الموصل".

وكشف أن "عدد العائدين من مخيم الهول بلغ نحو 8000 شخص، وقد عاد أغلبهم إلى مناطقهم الأصلية بعد مرحلة التأهيل النفسي والاجتماعي، ولم تحدث خروقات أمنية في مناطقهم".

علق هنا